جانب من العرس

يصرُ أهالي غزة على ممارسة حياتهم الطبيعية، رغم العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، وما خلفه من شهداء ومصابين، فضلا عن المنازل التي دمرها، على مدار 40 يومًا، غير أن الشاب عمر صالح أبو النمر، قرر أن يحتفل بزفافه ويواجه آلة الحرب الإسرائيلية.

واحتفل أبو النمر بزفافه في مركز للإيواء غرب مدينة غزة، وتحديدًا في مدرسة بنات الشاطىء الإعدادية "أ" التابعة للوكالة في مخيم الشاطىء، بعد أن أقيمت ترتيبات الحفل، وزينت المدرسة بالبالونات والأعلام الفلسطينية، وأقام أهالي العروس المعرش الخاص بتناول طعام الغداء للضيوف، وخُصص مكان آخر لجلوس العروسين لإتمام مراسم الزفاف.
وأكّد العريس عمر أنه "رغم الجراح والشهداء والمنازل التي دمرها القصف الصهيوني نحاول أن نشعر بالفرحة ويشعر معنا الناس".
وأشار إلى أن المنزل الذي سيقطن به دمر في منطقة بيت لاهيا خلال الحرب، ويقول: "الحمدلله اخترت البنت إلى بدي إياها".

وقال والد العروسة رياض فياض: "عقدت قران ابنتي البكر بهذه الطريقة رغبة في استمرار الحياة التي لن تتوقف عند بيت قصف، أو عائلة شردت".
وأضاف "حياتنا سنستكملها بشكلها الطبيعي ولقد زوجت ابنتي لأقول لإسرائيل إنه مهما فعلت لن تمنعنا من استكمال حياتنا".
وتابع القول "لم أتوقع أن يكون زفاف ابنتي في مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ولكن هذا ما فرضته آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أفقدتني بيتي وشردت عائلتي".

وبيّن مدير مركز الإيواء، يحيى زقوت، أن إقامة حفل الزفاف داخل المدرسة يعد حدثًا غير طبيعي، لكن العريس عرض مشكلته على الوكالة، خصوصًا وأنه خطب منذ 6 أشهور، وتعرض بيت عروسه للقصف والهدم، وساعدت الوكالة الشاب في احتياجاته "اللوجستية".

وشدّد على أنه رغم الألم والجراح والقصف والمعاناة، يصر الإنسان الفلسطيني على الصمود وممارسة حياته، موضحًا أن النزيل عمر سينتقل من المدرسة إلى فندق "الموفمبيك" لمدة يومين، ثم ينتقل إلى مركز إيواء آخر.
يذكر أن قرابة 250 ألف نازح فروا من منازلهم القريبة من المناطق الحدودية خلال فترة العدوان الذي بدأ في السابع من تموز/ يوليو.