ممرضة الحرب ميمي غريلي

أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" حوارًا مع ممرضة الحرب ميمي غريلي، التي أتمت الـ 100 عام، الخميس الماضي. حيث تتمتع بالكثير من المرح بالنسبة لامرأة في مثل سنها. وتعيش لوحدها، تتسوق وتطهو وتنظف بنفسها، كما أن لها صفوفًا من الأصدقاء والأقارب الذين يتنافسون لاصطحابها لتناول الغداء والعشاء. وتطل شقتها في الطرف الشرقي من شارع 72 في مانهاتن، على جزيرة نهر الشرق وروزفلت، والتي بدت مختلفة كثيرًا عندما سكنتها لأول مرة في ثلاثينات القرن الماضي، عندما كانت طالبة تمريض شابة.
 
وأفادت الصحيفة بأن ذهن غريلي حاد التركيز، وأنها قادرة تماما على المشي إلى المطاعم المحلية وأخذ سيارة أجرة إلى الطبيب والسينما. ومن الأشياء الصغيرة التي تسعدها كثيرًا "شهادة ادخارية" بقيمة 25 دولارًا من لورد آند تايلور بمناسبة اتمامها الـ 100 عام، إذ تقول: "أعتقد أن الـ 100 عام صارت أجمل الآن". وعندما تسألها عن صحتها، ترد ببساطة أنها لا يمكنها الجري كقطة برية الآن، لكنها على ما يرام. إنها مرحة وودودة في ردودها على هواتف أصدقائها.


 
 ونشأت السيدة غريلي في ستراودسبورغ، بنسلفانيا، وأرادت أن تكون ممرضة منذ الطفولة. في سن الـ 18، وانتقلت إلى نيويورك والتحقت بمدرسة التمريض في مستشفى نيويورك، وأخيرا توجهت مع صديقتها براوني إلى فورت الكائنة في ديفنز في ماساتشوستس كجزء من وحدة المستشفى العام التاسع من المستشفى المنظمة. وذكرت أنه تم تحذير الممرضات من رئيستهن في العمل من أن يحملن بأطفال في تلك الفترة.
 
 وأصبح التحذير نكتة في الوحدة، في حين كانت الممرضات يقمن خيامًا لتصبح مستشفيات عسكرية على الجزر الواقعة قبالة غينيا الجديدة، وتحملن أيام درجة حرارتها 120 درجة أثناء مداواة الجنود الجرحى في خيام مفتوحة في الغابات، وكذلك واجهن أمراض التيفوس والرياح الموسمية والبق. وقالت إنه كان هناك بعض الأوقات الرائعة في نوادي الضباط وبركات السباحة، وزيارة الفريق دوغلاس ماك آرثر، الذي وصفته بأنه فريق عظيم، لكنه كان يرى نفسه إلها، حيث كانت "الأنا" لديه عالية، وهذا ما وقف في طريقه".
 
وظلت صداقة ميمي وبراوني وثيقة بعد الحرب، حيث عالجا معا الجنود العائدين في مستشفى هالوران العامة في ستاتن آيلاند، ومن ثم العودة إلى تمريض المدنيين بعد خروجهما معا من فورت ديكس. ثم تزوجت براوني وغادرت نيويورك في عام 1950، واستقرت في نهاية المطاف في ولاية اريزونا، في حين ظلت السيدة غريلي تقدم خدماتها في مستشفيات نيويورك، حتى أنها اهتمت في مرة بجون كينيدي الذي كان سيناتور شابا في وقتها، جاء إلى المستشفى في منتصف الخمسينات لعلاج مشاكل في الظهر.
 
 وأشارت إلى أن رئيس المستقبل كان يقودهم إلى الجنون، نظرا لأنه كان يجري مكالمات مستمرة أثناء الاستحمام، حتى أنها اعتقدت أنه قد يتكهرب نتيجة لذلك، كما انه كان يرتدي قميص بيجامة طويلا بلا سروال، لتجنب تهيج جرح مؤلم في أسفل ظهره. وعلقت بطرافة على الأمر قائلة: "نعم، لقد رأيت جون كينيدي بلا سروال، لم يكن أمرًا هامًا". وتزوجت في عام 1960، من طبيب التوليد في المستشفى الدكتور آرثر جريلي، والذي كان واحدًا من مدربيها في مدرسة التمريض.