الغزال الجبلي الفلسطيني

حذر علماء الحيوان من وجود الغزال الجبلي الفلسطيني الأكثر شهرة في الشرق الأوسط على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، في ظل تراجع أعدادها خلال العقد ونصف الماضيين، وانخفضت أعداد الغزال الذي يقيم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الأعداد المقيمة في التلال على مشارف القدس إلى 2000 غزال فقط.

ويمكن مشاهدة الغزال التان والأبيض والأسود بشكل مألوف في غابة القدس، وأحيانا تشرد الغزلان داخل المدينة نفسها، ويخشى العلماء من ذهاب الغزلان بنفس الطريقة التي ذهب بها أقاربهم الذين عاشوا في مصر وسورية ويُعتقد الآن أنهم انقرضوا.

وكشف عالم الحيوان البريطاني الدكتور ديفيد مالون الذي يشغل منصب خبير الغزلان في الاتحاد الدولي للحفاظ على الثدييات العالمية في رسالة إلكترونية إلى صحيفة الغارديان، أنه " تم إعادة تصنيف وجود الغزلان باعتبارها من الأنواع المهددة بالانقراض"، وأصبح تراجع عدد الغزلان في جنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية منذ فترة طويلة من الأمور المثيرة للقلق.

وتشير إحصاءات هيئة الطبيعة والآثار في الحكومة الإسرائيلية إلى انخفاض عدد الغزلان من أكثر من 10.000 إلى 3000 فقط في عام 2008، ويمثل هذا المعدل انخفاضا حادا ويبدو أنه مستمر، ويعد الغزال الذي تم تسميته في عهد الانتداب البريطاني الفلسطيني من الحيوانات المهمة من الناحية العلمية، نظرا إلى ندرة نوعه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبعض الدول المجاورة، وفي تركيا لم يبق على قيد الحياة من الغزلان سوى 200 فقط، وبذلك يعتبر عدد الغزلان في الأراضي الفلسطينية هو الأكثر أهمية.

وتعاني الغزلان من فقدان المسكن بسبب البناء والافتراس والتصادم مع السيارات أيضا، كما تتعرض الغزلان الحالية في التلال المحيطة بغابات القدس إلى التهديد بسبب خطط البناء هناك، فضلا عن المناطق السكنية الجديدة المقرر بنائها في "Mitzpeh Nafto’ah" غرب القدس، وهو ما تعارضه جماعات حماية البيئة.

وبيّنت الناشطة المحلية راشيل آدم في حديثها مع جريدة هآرتز "إنه أمر مخيف أن هذا الحيوان المبدع ربما يختفي قريبا، يجب علينا أن نشكر الاتحاد العالمي للمحافظة على الثدييات لتحذيرنا في الوقت المناسب حيث يمكننا تجنب حدوث هذا، يمكن للجميع في الأراضي المحتلة أن يعمل على منع انقراض الغزلان وغيرها من الحيوانات، يمكننا المشاركة في الجهود الوطنية للتغلب على موجة الانقراض التي تهدد العالم".

وكشف الدكتور مالون أن التصنيف الجديد للغزلان يستند إلى ورقة علمية قدمتها مدرسة "كورت" للطب البيطري في القدس، فضلا عن عدة تحذيرات أخرى من خطر الانقراض، وحذرت الورقة البحثية من تراجع أعداد الغزلان وآثار بعض الأنشطة البشرية مثل الصيد الجائر ما يشير إلى ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لمنع انقراض هذه الأنواع.

وذكرت جمعية حماية الطبيعة في الأراضي المحتلة "يرجع تراجع أعداد الغزلان إلى افتقادها للمسكن المناسب نتيجة البناء ورصف الطرق وإقامة الأسوار، فضلا عن تأثر أعدادها بزيادة الافتراس بسبب سوء المرافق الصحية التي تسهل نمو الحيوانات المفترسة والكلاب الضالة، أضف لذلك قتل الحيوانات من قبل الصيادين والسيارات، ولذلك يجنب علينا الحفاظ على أعداد الغزلان المتبقية وتجنب التطوير والبناء في مناطق إقامة الغزلان"