الثورات البركانية

كشفت دراسة حديثة أن الثورات البركانية الكبرى، مهدت الطريق لسرعة انتشار الإسلام في الشرق الأوسط، وأفريقيا وأوروبا، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

ووجد علماء معهد ديزرت ريسيرش الأميركي، أن البراكين الكبرى ثارت في الفترة ما بين عامي 536 و626 بعد الميلاد، ما تسبب في تغييرات هائلة في المناخ والمجاعات، موضحين أن هذا سبب انهيار الإمبراطورية البيزنطية، المعروفة أيضًا باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، وفتح الطريق أمام الدين الجديد الإسلام.

وعثر العلماء على دليل بالعينات الجليدية، وحلقات الأشجار حول العالم، يثبت ثورة بركان كبير في أميركا الشمالية عام 536 بعد الميلاد، عندما كان الصيف باردا، وتراوحت درجات حرارته ما بين 34.8 درجة فهرنهايت و36.5 درجة فهرنهايت.

وسجل المؤرخون مثل بروكوبيوس سحب الغبار السميكة التي حجبت سماء أوربا لمدة 18 شهرا تقريبا، بالإضافة إلى أن رماد البركان؛ تسبب في مجاعة لعدم تلقي المحاصيل ما يكفي من الضوء لتنضج، وبعد ذلك، ثار بركان كبير آخر عام 539 أو 540 بعد الميلاد، لينشر مزيدا من الرماد حول العالم حاجبا الشمس لعدة شهور أخرى.

ويؤكد الباحثون أن تلك الكارثة البيئية كانت مسؤولة عن انتشار المجاعة والطاعون، وطاعون جستنيان ما بين عامي 541 و543 م عندما توفي 50 مليون شخص في منطقة البحر المتوسط وآسيا.

وبسبب ضعف الإمبراطورية البيزنطية وثورات البراكين عام 626 بعد الميلاد، اضطربت السياسة وظهرت الجماعات المتحاربة في الولايات الرومانية السابقة، وربما هذا ما ساعد على انتشار الإسلام من شبه الجزيرة العربية حتى الإمبراطورية البيزنطية.