إمكانية وجود مياه على سطح كوكب المريخ

برزت فكرة جديدة حول إمكانية وجود مياه على سطح كوكب المريخ وفقا للبيانات التي جمعتها وكالة "ناسا" الأميركية لعلوم الفضاء، حيث أن المسبار الذي أرسلته إلى الكوكب الأحمر وأشار إلى وجود محلول ملحي سائل في كل مكان على السطح.

واكتشف العلماء وجود مادة كيميائية في التربة المريخية التي تمتص بخار الماء من الجو لتشكيل محلول ملحي يحافظ على السائل حتى مع درجات الحرارة المتقلبة على الكوكب تحت نقطة تجمد الماء.

وبيّن الباحثون أنه على الرغم من أهمية وجود الماء للحياة إلا أن الاكتشاف لا يوفر معلومات حول وجود آثار فورية لاحتمال وجود أشكال الحياة المكروبية على سطح المريخ، كما أن الإشعاع الكوني من شأنه أن يجعل سطح الكوكب خطرا جدا لبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة.

وأشاروا إلى أن البعثات الفضائية إلى كوكب المريخ يجب أن تتخذ إجراءات وقائية ضد المياه المالحة في التربة المريخية، حيث أن الماء المالح يمكن أن يساهم في تآكل هياكل المواد المبنية على السطح بالنسبة للرحلات المأهولة في المستقبل.

وهناك الآن أدلة دامغة على أن الأنهار والبحيرات كانت موجودة على سطح المريخ منذ ملايين السنين، ولكنها تلاشت تاركة ورائها كوكب جاف وبارد وقاحل، ويقدر العلماء أن كوكب المريخ كان يحتوي على سبعة أضعاف كميات المياه قبل 4.5 مليار عام ولكنها اختفت حين فقد الكوكب المجال المغناطيسي الواقي.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المسبار اكتشف فوهة "غل" الواقعة على سطح المريخ بعدما هبط هناك في عام 2012، حيث الدليل على وجود بخار الماء في الغلاف الجوي للمريخ والذي استوعب مادة "بيركلورات" التي شكلت المحلول الملحي المتجمد.

وأكد مورتن مادسن من معهد "نيلز بور" في جامعة "كوبنهاغن"، الذي كان جزءا من فريق البحث " لقد اكتشفنا مادة بيركلورات الكالسيوم في التربة والتي تكونت في ظل ظروف مناسبة، وقد امتصت بخار الماء من الجو"، مضيفًا أن " قياساتنا هي مراقبة الطقس من خلال المسبار الذي اظهر هذه النتائج ليلا وبعد شروق الشمس في فصل الشتاء".

 وأوضح أنه عندما يحل الليل يتكاثف بعض بخار الماء في الغلاف الجوي على سطح الكوكب كما الصقيع، ولكن بيركلورات الكالسيوم تمتص بشكل جيد وتتشكل على هيئة ماء مالح مع المياه، بحيث تخفض درجة التجمد والصقيع التي يمكن أن تتحول إلى سائل.

وأضاف أن "التربة مسامية لذلك ما نراه هو أن الماء يتسرب إلى أسفل من خلالها، ومع مرور الوقت تذوب الأملاح في التربة والآن أصبحت سائل يمكنه التحرك والوصول إلى أماكن أخرى تحت السطح".

وتشير الدراية إلى أنه في الماضي كان هناك بحيرة كبيرة مكان حفرة "غل"، والتي من شكلت الرواسب التي كشف عنها المسبار خلال رحلته.