فيلم "مراكب الموت"

يعتزم المخرج إياد أبو روك النرويجي من أصل فلسطيني مشاركة فيلمه "مراكب الموت"، والذي يسلط الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية وغرق المهاجرين العرب أثناء سعيهم للوصول إلى شواطئ أوروبا أملا في الهروب من جحيم بلادهم في مهرجان الادب النرويجي العالمي.

وسيُعرض الفيلم في الأول من يونيو المقبل في السينما النرويجية وهو من إنتاج نرويجي فلسطيني مشترك, كون أنه يجسد أكبر كارثة عرفتها البشرية.

ويناقش ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي يقبل عليها الشباب العربي باندفاع تحت تأثير الظروف الاقتصادية الطاحنة في بلادهم، وأملاً في الوصول إلى أوروبا لتحقيق حلم الحياة الكريمة غير عابئين بالمخاطر الشديدة التي تحيط بهذه المغامرة.

طريق "مراكب الموت" التي تنقل الهاربين من بين أنياب الفقر والعوز إلى فم البحر الغدّار، دائما ما كان محفوفاً بالمخاطر، وفي الغالب يدفع الشباب حياتهم ثمناً لحلمهم القاتل وتنتهي بهم الحال إلى الموت في عرض البحر غرقًا بسبب المراكب المتهالكة وجشع "مافيا البشر".

ولفت المخرج أبو روك إلى أن الفيلم يوثق شهادات لعدد من المهاجرين الناجين بعدما خاضوا التجربة ليصلوا إلى بلدان أوروبية خاصة (النرويج وبلجيكا وألمانيا واليونان).

ويحكي هؤلاء ضمن أحداث الفيلم ظروف مجيئهم للقارة الأوروبية وفرارهم من الأوضاع المأساوية التي كانوا يعيشونها ضمن قصص حية وموثقة مؤلمة جداً.

ويسلط هذا العمل المميز الضوء في جزء كبير منه على الجانب الإنساني والثقافي الذي دفع بمئات الآلاف من البشر لخوض هذه التجربة القاسية والهرب إلى مصير مجهول في أوروبا التي تمثل وفقا لاعتقادهم "الفردوس أو الجنة" التي يحلم بها قاطنو دول العالم الثالث فقط.

وتتبع تلك الرحلة المهلكة بعدما تحط مراكب الموت أشرعتها، أو بمعنى أدق بعدما تنتشلها قوات الإنقاذ من الغرق في حال كتب لهذه المراكب النجاة، وهى فرص قليلة الحدوث في مقابل الرحلات التي تهلك ويغامر راكبوها بالحياة نفسها دون التفكير في عواقب تلك الرحلة حتى في حال نجاحها في الوصول للشاطئ الآخر.

ولا تختلف الأحوال المعيشية شيئا عما خلفوه وراءهم، بل تكون أكثر فقرا وقمعا، فلا قصور تنتظر المهاجرين للعيش فيها بل خيام أو عشش صفيحية، لا فرص عمل سوى في مهن يرفض أصحاب تلك البلاد العمل فيها، ويتركونها للمهاجرين الأجانب، ولا يقف الأمر عند هذا الحد إنما بدون تقنين لظروف العمل، سواء في الرواتب أو التعاقدات الرسمية، ناهيك عن مطاردة السلطات الأمنية لهؤلاء المهاجرين، مثلهم مثل المجرمين المطلوبين.

وبهدف جعل الفيلم وثيقة حية تحث علي تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه هؤلاء الأبرياء، تم اختيار نماذج عاشت التجربة بكل تفاصيلها سواء كشهود عيان أو كموضوع المغامرة.

جدير بالذكر أنه تم تصوير الفيلم في كل من (النرويج وبلجيكا واليونان)، وإنتاج شركة "روك ارت برودكشن النرويج" بالتعاون مع شركة "أوست نوشك فيلم سنتر" النرويجية.