قوات الاحتلال الإسرائيلي

أعدمت وحدات إسرائيلية خاصة من "المستعربين"، مقاومَين اثنين ومواطناً وفتىً وأصابت 18 مواطناً على الأقل، في عملية اغتيال نفذتها وسط شارع أبو بكر الرئيس في قلب مدينة جنين، ظهر أمس، وتعتبر الأولى من نوعها منذ فترة طويلة من حيث المكان والزمان.
وأعلن الدكتور وسام بكر مدير مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي في جنين، عن ارتقاء الشهداء يوسف صالح بركات شريم "29 عاماً"، ونضال أمين زيدان خازم "28 عاما"، ولؤي خليل الزغير "37 عاما"، والفتى عمر محمد عوادين "16عاما"، برصاص وحدات "المستعربين".
وأكدت وزارة الصحة، وصول 12 إصابة بالرصاص الحي إلى مستشفى "الرازي" التابع للجنة الزكاة من بينها أربع إصابات وصفت بأنها خطيرة، وخمس إصابات بالرصاص الحي إلى مستشفى جنين الحكومي، وإصابة واحدة بالرصاص الحي إلى مستشفى ابن سينا التخصصي.
وفي التفاصيل، روى شهود عيان ، إن خمسة أفراد على الأقل كانوا يرتدون الزي المدني، كانوا على متن مركبتين الأولى من نوع "سكودا" سكنية اللون، والثانية من نوع "جيتا"، وبشكل مفاجئ توقفت المركبة الأولى قبالة محل "شلهوب" للحلويات في شارع أبو بكر الأكثر ازدحاماً في قلب مدينة جنين، على الساعة 3:17 دقيقة عصراً، في ذروة الحركة التجارية في الشارع.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، أفراد وحدة "المستعربين" وكان ثلاثة منهم يغطون وجوههم باللثام واثنان كانت وجوههما مكشوفة للجميع، وهم يطلقون الرصاص بواسطة مسدس على رأس الشهيد نضال خازم، وعلى مقربة منه الشهيد يوسف شريم والذي حاول الفرار إلا أن "المستعربين" لاحقوه وهم يطلقون عليه الرصاص بواسطة بنادق آلية من نوع "M16" كانت بحوزتهم، فتمكنوا من إصابته بعدة رصاصات، ما أدى إلى استشهاده على الفور، واستشهاد الفتى عمر عوادين وهو وحيد عائلته من بين الذكور وتصادف وجوده في ذات الشارع، واستشهاد المواطن لؤي الزغير.


روايات شهود عيان
وقال شاهد عيان: "أطلق اثنان من أفراد الوحدات الخاصة النار على رأس الشهيد نضال خازم ولم يكن مسلحاً من نقطة الصفر، على مقربة من دراجة نارية كانت متوقفة نتيجة لأزمة السير التي يشهدها شارع أبو بكر في هذا التوقيت بالذات حيث يغادر الموظفون أعمالهم".
وأضاف الشاهد لـ "الأيام": "في هذه الأثناء حاول أفراد وحدة المستعربين الدخول إلى واحدة من المركبتين اللتين كانتا تقلهم، إلا أن مئات الشبان هاجموهم بالحجارة والكراسي والقطع الحديدية، فيما تمكن مقاومون من إصابة تلك المركبة بالرصاص بشكل مباشر".
وتابع: "نحن متأكدون من وقوع إصابات في صفوف وحدة المستعربين والتي كان أفرادها يطلقون الرصاص بكثافة في كل الاتجاهات، وحاولوا الفرار لأكثر من مرة وهم يوقعون المزيد من الإصابات في صفوف الشبان، حتى بدأت قوات كبيرة من جيش الاحتلال باقتحام المدينة من جميع المحاور وسط إطلاق كثيف للرصاص واشتباكات مسلحة استمرت لأكثر من ساعة".
وروى شاهد آخر: "إن أفراد الوحدات الخاصة حاولوا الاحتماء بمكان آخر، إلا أنهم كانوا هدفاً للرصاص والعبوات الناسفة محلية الصنع، واستمروا في إطلاق الرصاص ودهس كل ما طريقهم، حتى وصول قوات الاحتلال والتي اقتحمت المدينة معززة بعشرات الآليات العسكرية ترافقها جرافة، فيما حلقت مروحيات قتالية في الأجواء".
وقال: "شاهدت الشهيدين نضال خازم ويوسف شريم وهما يغادران صالون الحلاقة على الشارع الرئيس بعد أن انتهيا من قص شعرهما، ولم يكونا مسلحين".
وأكد أن قوات الاحتلال تمكنت أخيراً من سحب المركبة التي استخدمتها وحدة "المستعربين" في عملية التسلل إلى المدينة وقد بدت عليها آثار طلقات نارية وقد تحطم زجاج نوافذها.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال استقدمت تعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين ومشارف مخيمها، وبدأت بإطلاق الرصاص الحي صوب المواطنين ومنازلهم.
وقالت "كتيبة جنين" التابعة لـ "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب "شهداء الأقصى" "لواء الشهداء" المحسوبة على حركة فتح، إن مقاتليها استهدفوا بصليات كثيفة من الرصاص قوة "المستعربين" والتي نفذت جريمة الاغتيال في قلب مدينة جنين.
وفي أول تعليق له، قال أمين خازم والد الشهيد نضال خازم: "كنت أتوقع استشهاد ابني نضال في كل لحظة، وهو فداء لفلسطين".


تقارير إسرائيلية
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال قولها، إن العملية التي نفذتها قوة من وحدة "اليمام" الخاصة، استهدفت نضال خازم المسؤول عن سلسلة عمليات إطلاق نار، ومؤخراً خطط لهجمات جديدة، بحسب مزاعم الاحتلال.
وأوردت الإذاعة الإسرائيلية "كان"، أن قوة "اليمام" قامت بالعملية خارج مخيم جنين، فيما قال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، إن المستهدَف نضال خازم هو قريب رعد خازم وابن عمه، وكان مسؤولاً نسبياً عن سلسلة هجمات، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات كبيرة إلى جنين.
وقال مراسل الإذاعة الإسرائيلية " كان" للشؤون الفلسطينية، إنه من الواضح أن العملية نفذت بهدف الاغتيال وليس الاعتقال.
ووفقاً للإذاعة الإسرائيلية، فإنه بعد مهاجمة عشرات الفلسطينيين لمركبة القوة الخاصة، أطلق عناصر القوة النار وفروا إلى متجر قريب واحتموا بداخله، حتى وصول قوة عسكرية كبيرة قامت بإنقاذهم وإخراجهم.
وخلال الاشتباكات، قامت قوات الاحتلال بسحب مركبة فيما يبدو استخدمتها القوات الخاصة وقام الفلسطينيون بمهاجمتها بالحجارة، حيث انسحبت قوات الاحتلال من جنين بالكامل.

تشييع الشهداء
وأعلنت حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية الاضراب حداداً على الشهداء، وناشدت المواطنين التوجه إلى المستشفيات للتبرع بالدم لصالح المصابين، فيما انطلقت مسيرات جماهيرية حاشدة في مدينة ومخيم جنين حمل المشاركون فيها جثامين الشهداء على أكتافهم، وهم يرددون الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال وآخرها جريمة الإعدام. حيث شيعت جماهير غفيرة من محافظة جنين جثامين الشهداء الأربعة إلى مثواهم الأخير.
وانطلقت مواكب التشييع من أمام مستشفى جنين الحكومي وجابت شوارع المدينة وصولاً إلى منازل ذوي الشهداء لإلقاء نظرة الوداع عليهم، ومن ثم التأمت المواكب في موكب حاشد في مسجد جنين الكبير وسط المدينة، وبعد أداء صلاة الجنازة على الجثامين، توجه الموكب إلى مقبرة الشهداء في مخيم جنين حيث ووري الشهداء الثرى.
وبارتقاء المواطنين الأربعة، ترتفع حصيلة الشّهداء منذ مطلع العام الجاري إلى 88 شهيداً بينهم 16 طفلاً وسيدة، اضافة الى أسير في سجون الاحتلال.

قد يهمك ايضاً

قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منشأة في القدس المحتلة

الاحتلال يعتقل شاباً وطفلاً من بيت لحم