رئيس موريتانيا

وسط اهتمام كبير باتت التحضيرات الموريتانية للقمة العربية المرتقبة الشهر القادم على أشدها وشرعت وسائل الإعلام الموريتانية في تغطية استباقية بالغة ، وبدأت قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة الموريتانية اليوم الثلاثاء تخصيص حيز كبير من نشراتها وبرامجها بشكل يومي للاستعدادات لقمة نواكشوط.

وخصصت الحكومة الموريتانية غلافاً مالياً لما سمته "تغيير الوجه الحضاري" للعاصمة نواكشوط، قبيل انطلاق النسخة السابعة والعشرين من القمة العربية التي ستعقد في نواكشوط للمرة الأولى شهر يوليو المقبل. 

نواكشوط تلبس حلة جديدة

ووسط سباق مع الزمن تلبس العاصمة الموريتانية حلة جديدة خصصت لها الحكومة ما يقارب الثلاثين مليون دولار من خزينة الدولة ضمن مشروع طموح يتضمن توسعة أربعين كيلومتراً من شبكة الطرق في مدينة نواكشوط ، ويستهدف المشروع ربط وسط العاصمة نواكشوط بالمحاور الأساسية التالية: مطار نواكشوط الدولي أم التونسي، والمنطقة الغربية للعاصمة، وشاطئ الصيادين؛ وذلك عبر ترميم وتوسيع شارع المطار الجديد الذي يمتد على مسافة ثلاثين كلم، وتقاطع طرق مستشفى الصباح وترصيف الطريق الرابط بين مبريات فنادق نواكشوط نوفتيل، حليمة، الخاطر. 

وقد دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز - خلال زيارة ميدانية مساء الاثنين - القائمين على الأشغال إلى "توخي الجودة وتسريع وتيرة العمل واحترام المعايير المحددة في دفاتر الالتزامات".

ويجمع المراقبون في نواكشوط على أهمية استضافة نواكشوط للقمة عربية ويعتبرونه مكسبا كبيرا يتزامن مع نجاحات حققتها الدبلوماسية الموريتانية خلال تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز لرئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2014 ، ويراهن المحللون في نواكشوط على اهمية الاستعداد الدبلوماسي الموريتاني المكثف ويتوقعون من الدبلوماسية الموريتانية النشطة إرساء تسريع لوتيرة العمل العربي من خلال قمة نواكشوط.

القمة في عيون الموريتانيين

أجمع الموريتانيون من مختلف المشارب السياسية خلال مداخلات بثتها قنوات التلفزيون الموريتانية ومحطات الإذاعة على أهمية انعقاد القمة العربية في بلادهم.

وفيما أبدي البعض مخاوفهم من انعقادها في نواكشوط معتبرين أن "القمم العربية معقدة وتحتاج توفر بنية فندقية كبيرة، وتشريفات مشددة اعتبر آخرون أن الأمن مستتب في بلادهم وأن الأشقاء سيوفر لهم كل ما هو موجود ولن يبحثوا عن المفقود.

وفيما تواصل السلطات الموريتانية ليل نهار جهودها لإنهاء الاستعدادات أجمع كتاب موريتانيون على نجاح قمة نواكشوط مؤكدين أنها نجحت قبل أن تبدأ.

ولخص أحدهم النجاح في بعدين: أولهما عدد الحضور ومستوى القرارات، مشيرا إلى أن وجود موريتانيا خارج سياسة الأقطاب العربية يجعلها مهيأة لاستقبال مختلف القادة، وذلك يعني النجاح في النقطة الأولى.

وفي الثانية تحدثوا عن اتفاق عربي بشأن القضية الفلسطينية وإدانة للإرهاب ، وأشاروا إلي أن هناك اتجاها عاما بشأن الملفين الليبي واليمني، غير أن القضية السورية تبقي نقطة خلاف.