رأس رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، سلسلة من الاجتماعات في السرايا، الجمعة، لمعالجة الأوضاع الأمنية لا سيما في طرابلس، والبحث في الاجراءات المتخذة في هذا الصدد، كما أجرى اتصالات تشاورية مع فاعليات طرابلسية وشمالية. واطلع الرئيس ميقاتي من قائد الجيش العماد جان قهوجي، على التدابير التي يتخذها الجيش في المدينة، كما التقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ثم عقد اجتماعا ضم وزير الداخلية والبلديات مروان شربل واللواء ريفي، حيث تقرر أن يتوجه شربل إلى طرابلس لترؤس اجتماع لمجلس الأمن الفرعي في المدينة. كما أجرى ميقاتي اتصالا برئيس الجمهورية ميشال سليمان، الموجود في اليونان، وتشاورا في التطورات، وتقرر أن يوجه الرئيس ميقاتي، بصفته نائب رئيس مجلس الدفاع الأعلى، الدعوة إلى المجلس للانعقاد، صباح الأحد، في القصر الجمهوري في بعبدا، لبحث الأوضاع في طرابلس. وجدد رئيس الوزراء التأكيد، على أن الجيش اللبناني والقوى الأمنية يقومان بواجبهما كاملا في ضبط الوضع في طرابلس ومنع الإخلال بالأمن، مضيفا أن "الحكومة ماضية في اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على السلم الأهلي وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر، إلّا أن هذه المهمة الوطنية تحتاج إلى تعاون جميع القيادات اللبنانية التي عليها أن تترفع عن الاعتبارات الذاتية والحسابات الضيقة وتقدّم مصلحة الوطن فوق كل المصالح، وترفع الغطاء عن المخلين بالأمن، لأن استمرار النزف الحاصل يمكن أن يؤدي إلى واقع لا يريده أي من اللبنانيين الذين سئموا المناكفات والصراعات والخلافات ويتطلعون إلى عمل وطني إنقاذي يتناغم مع طموحاتهم وآمالهم وثقتهم بوطنهم وبمستقبلهم". وشدد على أن استهداف الأجهزة الأمنية بالحملات السياسية له مردود سلبي، لأنه ما من دولة يمكن أن تقوم إذا كانت قواها الأمنية مستهدفة بقصد تعطيلها، وقال: "إنني أدعو أهلي وإخوتي في طرابلس إلى تحكيم العقل والضمير والاحساس بالمسؤولية الوطنية في هذه الظروف الدقيقة، وأناشدهم عدم تمكين أعداء لبنان من تحقيق مآربهم، وأدعوهم إلى التعاون مع القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي لوقف النزف الحاصل واعادة الوضع الامني إلى طبيعته". الى ذلك بحث الرئيس ميقاتي موضوع اللبنانيين الذين قضوا أخيرا في الأحداث في سورية مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وطلب منه متابعة الملف مع السلطات السورية المعنية لتسلّم جثامين اللبنانيين دفعة واحدة.