فرانسوا هولاند

فقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، شعبيته، خلال الأشهر الماضية، ، وفقًا لما أظهرته استطلاعات الرأي بأنه يمكن استبعاده بسهولة في وقت مبكر، في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.

ولا يتوقع هولاند الفوز بفترة رئاسية ثانية، ولا يريد سوى عدد قليل في القطاع العام أو حزبه الاشتراكي له الترشح مرة أخرى، على الرغم من أنه حتى الأن لم يخرج عن صمته، ويعلن عما إذا كان ينوى خوض الانتخابات المقبلة أم لا. وعلى الرغم أنه إذا خاض الانتخابات فسيمنى بخسارة ساحقة. ولا يعلن في هذه الأيام هولاند عن ذلك إلا إذا تسبب في فضيحة.

ونشر اثنين من صحافيي "لوموند"، كتابًا لمحادثات صريحة مع هولاند، التي سجلت أسبوعيًا في السر خلال فترة ولايته. وقام بذلك من باب "سلامة النية" والتي أثارت رعب وذعر الحزب الاشتراكي، والفرحة بالنسبة للمعارضة، وأثارت سعادة وسائل الإعلام الفرنسية. ونشرت المحادثات في كتاب يصل إلى 662 صفحة تحت عنوان "من المفترض أن لا يقول الرئيس هذا".

وربما ستكون الضجة الكبرى المثارة حول الكتاب الجديد أكثر إقناعًا لتخلى هولاند عن الترشح، إذا لم يكن تم الإعلان عن وفاة الرئيس السياسي عدة مرات. فيما يلاحظ منذ فترة كبيرة تحلي هولاند بالصمود. ولكن قد تكون هذه الفضيحة اختبارًا جديًا لمدى صموده، في الوقت الذي يلقي فيه هولاند نفور ما تبقى من الدعم القليل الذي ربما كان في الصفوف الاشتراكية.

وفي استطلاع للرأي الوطني، نشر يوم الخميس، أيد نحو 11 في المائة فقط، هولاند للترشيح مرة أخرى في الرئاسة. نظرًا لوجود إجماع تقريبًا، على أنه فشل في إحداث تأثير في معدل البطالة الشبه دائم عند 10 في المائة في فرنسا.

ويلقى جناح اليسار في حزبه اللوم على تقربه الشديد من رجال الأعمال، ومن وجهة نظر اليمين يرونه أنه لم يقم بما عليه القيام به. فيما يتكهن البعض بأن مسيرة هولاند السياسية انتهت بالتأكيد على أية حال، والتي تبدو جلية في الهبوط الحاد لشعبيته. وهذا الأسبوع، قدم هولاند تكريمًا للذكرى المئوية لمعلمه وسلفه فرانسوا ميتران، الذي توفي قبل 20 عامًا.

وفى أثناء الاحتفال انسحب كلود بارتولون أحد كبار رجال الحزب الاشتراكي، والذي أهانه هولاند في الكتاب الجديد، والذي يشغل منصب رئيس الجمعية الوطنية أيضا. وقال عنه هولاند في حديثه مع الصحافيين "أنه غير مناسب لمكانة رئيس الوزراء، فهو لا يتمتع بكاريزما قوية".

وتم الكشف عن نهج هولاند غير الرسمي في التعامل مع منصب الرئيس، على حد رؤية المؤلفين وذلك في عبارة مقتضبة استخدمها كثيرا في لقاءاته معهم، وهي "إن ذلك يحدث فقط لأني الرئيس". فمنذ فترة طويلة يعرف عن السيد هولاند قربه من الصحافيين والسماح لهم بالتواصل السريع معه وكذلك الحديث، وكان من المهوسين بالرد على رسائلهم النصية.

وكان جاء في الكتاب أيضًا تصريحات لهولاند تنطوي على استخفاف بالقضاة وتصريحات عن الهجرة وعن الإسلام تعتبر محل جدل كبير بين أغلبية حزبه اليساري. ونقل الكتاب عن هولاند تأكيده موافقته على أربع عمليات قتل على الأقل لمتشددين إسلاميين منذ عام 2012، قبل أن يخبر الكاتبين بعد شهر أنه لم يصدر أبدًا أي أوامر صريحة بقتل مشتبه بهم.