الدكتور رباح مهنا

أكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في غزة، الدكتور رباح مهنا، أنَّ العمليات الفدائية الأخيرة في مدينة القدس المحتلة جاءت ردًا طبيعيًا على ما يقترفه المستوطنون وقوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم واعتقالات وعمليات قتل وتهجير وتدنيس واقتحامات للأقصى وتهويد ممنهج للقدس العربية.

وطالب مهنا في مقابلة خاصة مع "فلسطين اليوم" بضرورة مواصلة هذه الأعمال النوعية البطولية لردع ولجم اليهود المتطرفين، مشدّدًا على أهمية إشعال المقاومة في الضفة الغربية ورفع المراقبة الأمنية عنها.

موضحًا أنَّ "الجبهة الشعبية" لن توقف عملياتها الفدائية في الداخل المحتل، طالما أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يسعى دائمًا إلىى ضرب القضية الفلسطينية، مطالبًا ضرورة تشكيل لجنة وطنية موحدة تواجه المؤامرة التي تحاك لتصفية القضية.

وصرّح مهنا بأنَّ العملية الفدائية الأخيرة التي نفذتها "الجبهة الشعبية" في القدس جاءت في سياق نهج الجبهة الطبيعي والحتمي لما يمارسه الاحتلال والمستوطنين بشكل يومي تجاه أبناء شعبنا في مدينة القدس والتي كان آخرها إعدام الشهيد يوسف حسن رموني بدم بارد.

وشدَّد على أنَّ هذا "المعهد الصهيوني" الذي جرت به العملية الذي بني فوق قرية دير ياسين المنكوبة هو بمثابة غرفة عمليات يستخدمها اليهود لتخريج القتلة والمعتدين على مساجدنا وكنائسنا.

وفي الشأن الداخلي، وصف مهنا، التفجيرات التي جرت في غزة أخيرًا، واستهدفت منازل قيادات في حركة "فتح"، بأنَّها مدبرة لإفشال المصالحة الوطنية.

وبيّن أنَّ كلًا من "فتح" و"حماس" استغلتا هذه التفجيرات للعودة إلى التراشق وتبادل الاتهامات بينهما، معتبرًا أنَّ الاتفاقات الموقعة بينهما لا تستند على أسس وطنية سليمة، وإنما لدواع فئوية حزبية، مشيرًا إلى أنَّ الطرفين يعتقدان أنهما يحققان مكاسب خاصة بهم بعيدًا عن الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ ذلك هو سبب فشل تلك الاتفاقات دومًا.

وعن دور اليسار الفلسطيني في قضية المصالحة، بيّن مهنا "نحن مقصرون في اليسار الفلسطيني مثل الجبهة الشعبية والديمقراطية، لأننا لم نستطيع أن نحرك الجمهور الفلسطيني للضغط على أطراف الانقسام"، مستطردًا "إنَّ حركة حماس ترتكب خطأ فادحًا إذا كانت تريد أن تلعب على خلافات حركة فتح الداخلية من خلال التصريح بنيتها الحوار مع النائب محمد دحلان".

وكان القيادي في "حماس" والنائب عنها في المجلس التشريعي صلاح البردويل، صرّح بأنَّ حركته "لا تمانع الحديث مع دحلان بعد إتمام المصالحة المجتمعية".

وعن التوجه إلى الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية التي من شأنها أن تدين الاحتلال الإسرائيلي، قال مهنا "نتمنى على السلطة الفلسطينية بالفعل أن تذهب إلى الأمم المتحدة، لإدانة الجرائم الإسرائيلية بل أن تكون أكثر نشاطًا وجدية في الأمر بما يتطلبه ذلك من صلابة وعدم الاستجابة للضغوط الأميركية التي تعمل على قطع الطريق على هذه الخطوة، وعلى إعادة إحياء المفاوضات الثنائية التي ندعو إلى عدم العودة إليها والانسحاب كليًا منها".