محمد زيدان

أكد رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية داخل الخط الأخضر، محمد زيدان، أنَّ المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل يمر بظروف حرِجة، ظهرت بشكل واضح بعد ما حدث منذ يومين في بلدة أبوسنان في الجليل الأعلى، من أزمة طائفية أدت إلى إصابة 37 شخصًا.

وشدَّد زيدان، خلال حديث خاص لــ"فلسطين اليوم"، على ضرورة أنَّ يتحرك العقلاء بسرعة لاحتواء الأزمة ومنع تمدُّدها، موضحًا أنَّه "تمت محادثات منذ وقوع الحادث مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، وهو شخص حكيم لنا تجربة معه، وقد تعاون بشكل ملحوظ في تهدئة الأوضاع، وما زال يعمل على السيطرة عليها".

وأشار زيدان: "نقدر أنَّ الأجهزة الأمنية تحاول اختراق مجتمعنا بشكل مباشر أو غير مباشر، لتحقيق مصالحها، ونحن نحمّلها المسؤولية الكاملة عن سماحها بوجود السلاح في أيدي المواطنين بهذه الكمية وهذه الطريقة، ولاسيما الأسلحة الموجودة في أيدي الشباب، والكل يعلم مدى خطورة السلاح في أيدي الشباب الطائش".

وأكد زيدان: "نقدر سلفًا أنَّ لسلطات الاحتلال الإسرائيلية ظل وتأثير واضح على الأزمات في المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، وتحدث الكثير من المشاكل عادةً لا تصل إلى هذه الدرجة، لكن على العقلاء حلها".

وأوضح زيدان أنَّ عمليات التهدئة جرت حتى ساعات صباح اليوم التالي للمشاجرة، مع وجهاء الطائفة الدرزية؛ حيث تم محاصرة الموضوع وصعوبة تهدئة السكان.

ونوّه زيدان إلى وجود قلق من إعادة المواجهات وخوفًا من امتدادها للقرى المجاورة، فهو مرض سينعكس سلبًا على الكل الفلسطيني، موضحًا أنَّ القرى في الداخل مختلطة من هذه الطوائف، وامتدادها يعني حرب طائفية، وقرية أبوسنان فيها من المسلمين والمسيحيين والدروز، التي تعيش منذ عشرات السنين وتحترم بعضها.

وتحدث زيدان عن أنَّ لوسائل الاتصال دور واضح وسيء في انتشار هذه المواجهات وتوسعها، كما كان لمن ينشرون الصور والفيديوهات أثر تأجيج المزيد من الفتنة.

مضيفًا: "نأمل ألا ينشر أحد أي شيء بشكل يزيد الموقف ويؤجِّج العلاقة الطائفة"، داعيًا العقلاء من كلا الطرفين إلى لجم هذه الأمور، وعدم الانجراف وراء أهداف الاحتلال دون وعي.