اللقاح المُضاد للإنفلونزا

نشر باحثون من جامعة تورنتو، في وقت سابق من العام الجاري، دراسة رائدة تربط بين النوبات القلبية والإنفلونزا.

وفحصت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "New England Journal of Medicine"، وأجراها الدكتور "جيفري كوونغ" وزملاؤه، نحو 20 ألف شخص ثبتت إصابتهم بالإنفلونزا.

واكتشف فريق البحث أن خطر حدوث أزمة قلبية يزيد بنسبة 600% في غضون أسبوع من عدوى الإنفلونزا، مع تسبب الإنفلونزا أيضًا في زيادة خطر التهابات الجهاز التنفسي.

وأوضح فريق البحث أن اكتشافهم خطر الإنفلونزا الكبير على الأزمات القلبية، يقدّم تحديًا جديدًا لهم وللعاملين في مجال الرعاية الصحية في التعامل مع المصابين بأمراض القلب.

وأشار الباحثون إلى أن هناك حلًا بسيطًا يمكن من خلاله حماية القلب، والذي يتمثل في اللقاح المضاد للإنفلونزا، حيث سيقدّم هذا اللقاح "جرعة واقية للقلب".

و أجرى باحثون من "المعهد الوطني للأمراض المعدية وفحص الأمراض في تايوان, فحصًا للسجلات الطبية لـ 80 ألف مريض مسن على مدار 13 عامًا. ووجدت هذه الدراسة أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا قلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 20%، وقدم حماية مماثلة ضد السكتات الدماغية.

ويبدو أن لقاح الإنفلونزا  لا يقلل من خطر حدوث النوبات القلبية فقط، بل يحمي أيضًا المرضى الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب، وفقا لدراسة أجراها معهد جورج للصحة العالمية في جامعة أكسفورد، من خلال فحص السجلات الصحية لنحو 59 ألف مريض بفشل القلب.

ووجد الباحثون أن المرضى الذين تلقوا لقاحات ضد الإنفلونزا كانوا أقل عرضة بنسبة 27 % لمضاعفات قصور القلب.

ويكون على عكس معظم اللقاحات التي تستهدف نوعًا واحدًا من العدوى، فهناك العديد من السلالات أو أنواع الأنفلونزا,وفي كل عام يتنبأ العلماء بنوع أكثر شيوعا ويوصون بالتطعيم السنوي ضد هذه السلالة المحددة.

ويُعني عدم اليقين بشأن نوع الإنفلونزا الشائعة أن اللقاح ليس دائمًا فعالًا بشكل كبير ,وفي المتوسط ، تصل فعالية اللقاح السنوي للإنفلونزا بين 50% إلى 70 %.

ويكون من المثير للاهتمام، أنه حتى عندما لا تكون اللقاحات المضادة للإنفلونزا فعالة بنسبة 100% ضد الفيروس، فإنها لا تزال توفر الحماية ضد أمراض القلب.

ويوضح كوونغ وزملاؤه أن المعلومات المضللة لوسائل الإعلام بشأن اللقاح المضاد للإنفلونزا، تتسبب على نحو متزايد في جعل الناس يتجنبون اللقاح ويتساءلون بشكل مستمر بشأن مدى فعاليته وقيمته الصحية.

ويعتبر من المفيد, الحصول على اللقاح من أجل الحفاظ على الصحة العامة وعلى صحة القلب، وفقًا للدكتور كوونغ