سيارة إسعاف مستشفى جنين

لم تشفع الشارة الحمراء لسيارة إسعاف مستشفى جنين الحكومي من استهدافها من قبل المستوطنين، مساء أمس الاثنين، قرب حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس، أثناء نقلها طفلة مريضة (12 عاماً) تعاني من حالة صحية صعبة إلى مستشفى "H-Clinic" في مدينة رام الله.قرابة التاسعة من مساء أمس، انطلقت سيارة الإسعاف حاملة الطفلة رزان ووالدتها فاطمة ربايعة برفقة طبيب وممرض من مستشفى جنين الحكومي إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى H-Clinc في مدينة رام الله، لتلقي العلاج بعدما أصيبت بالتهاب حاد بالرئة.تقول الوالدة ربايعة ، إن مركبة الاسعاف اضطرت لسلوك طرق التفافية وفرعية تجنبا للإغلاقات على الحواجز العسكرية، وتجمعات المستوطنين على الطرق الواصلة إلى مدينة رام الله، حتى وصلت حاجز زعترة قرابة الساعة 11 مساء.

وتضيف "ما إن وصلنا الحاجز قادمين من وادي قانا، حتى تفاجأنا بتجمع للمستوطنين على الدوار المتواجد قرب الحاجز"، وما أن أسرع السائق باتجاه رام الله حتى باغته المستوطنون بإلقاء حجر أدى لتكسر المرآة الجانبية جهة اليمين من المركبة، وبحجر آخر حطم الزجاج الأمامي وأدى لتناثر الزجاج داخل المركبة، ما أدى لإصابتها بالركبة بفعل تناثر الزجاج.وتضيف أنها اضطرت للاختباء أسفل المقعد الذي استقر عليه حجر المستوطنين، فيما صرخت طفلتها رزان من على سرير الشفاء وأصيبت مع الطاقم الطبي بحالة خوف وهلع شديد.

"رغم أن السائق كان يشغّل شارة الإسعاف الحمراء وأنه يحمل حالة طارئة، إلا أن المستوطنين هاجمونا بالحجارة بعمل غير إنساني"، تتابع ربايعة.وتتابع: حالة ابنتي الصحية تتطلب نقلا سريعا للمستشفى، لكن نتيجة الإغلاق احتجنا إلى ثلاث ساعات حتى تمكنا من الوصول للمستشفى، رغم أن الطريق تحتاج في الوضع الطبيعي قرابة ساعة ونصف فقط"."نجونا بأعجوبة من الخطر"، قالت ربايعة.

بدورها، ناشدت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة كافة المؤسسات الحقوقية الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان بالتحرك الجدي العاجل؛ للجم ممارسات الاحتلال والمستوطنين بحق المواطنين وسيارات الإسعاف وكوادر العمل الصحي، التي تقوم بواجبها الإنساني تجاه المرضى والجرحى.وأدانت الوزيرة اعتداء مستوطنين على سيارة إسعاف، مساء أمس الاثنين في زعترة، أثناء نقلها لطفلة مريضة (12 عاما) تعاني من حالة صحية صعبة، من مستشفى جنين الحكومي إلى قسم العناية المكثفة في مستشفى H-Clinc برام الله.

وأشارت إلى أن سيارة الإسعاف وصلت إلى مستشفى H-Clinc  برام الله بعد أكثر من 3 ساعات من تحركها من مستشفى جنين الحكومي، وهو ما يؤثر بشكلٍ خطير على صحة المرضى الذين تتطلب حالتهم الصحية نقلاً عاجلاً بين مراكز العلاج في المدن والقرى.وأضافت وزيرة الصحة أن قوات الاحتلال والمستوطنين يوغلون يومياً في الاعتداء على أبناء شعبنا وكوادر العمل الصحي التي تقوم بواجبها الإنساني، حيث تتعرض سيارات الإسعاف يومياً لعرقلة وإعاقة تحرك واعتداءات، كما أن الاحتلال استهدف مؤخراً عدداً من سيارات الإسعاف ومراكز العلاج والكوادر الطبية، ومنعَ طواقم الإسعاف من الوصول لجرحى أطلق عليهم النار، خلال اقتحامه للمدن والقرى.

وهذا الاعتداء ليس الأول الذي تتعرض له الطواقم الطبية، فخلال اليومين الماضيين تعرضت ست مركبات إسعاف للتكسير والاعتداء من المستوطنين، وإعاقة تنقلها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومنعها من الوصول للمصابين والحالات الإنسانية في منطقة جنوب نابلس، وفق مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل.وتتوزع اعتداءات المستوطنين والجيش على الطواقم الطبية بالضفة الغربية وفق جبريل، فجيش الاحتلال يمنع السيارات من الوصول إلى الإصابات إما على الحواجز أو أثناء إطلاق النار على مواطنين على الحواجز بدعوى عملية طعن أو أثناء الاقتحامات للمناطق.

ويشير إلى الاعتداء على سيارات الإسعاف إما بالرصاص الحي ما أدى لعدة إصابات في هيكلها بالضفة الغربية، أو الرصاص المطاطي والقنابل الغازية، وتارة بالاعتداء على مركبات الإسعاف عبر طائرات الدرون.ويوضح أن الاحتلال والمستوطنين عادة ما يتعمدون الاعتداء على طواقم الإسعاف بعدة أشكال، إما بالضرب المبرح كما حدث على حاجز بيت فوريك، أو بالرصاص المطاطي، حيث أصيب عدة ضباط إسعاف ومتطوعون كما حدث في بلدة بيتا وبرقة وغيرها من الأماكن.

ويشير إلى أن قوات الاحتلال استخدمت الرصاص الحي ضد الطواقم الطبية، كما حدث في بيتا وجنين والخليل أثناء تأديتهم مهامهم الإنسانية، وكان آخرها ما حصل في جنين من اعتداء على طواقم الهلال الأحمر في مخيم جنين وإصابة ثلاثة ضباط إسعاف أثناء محاولة إنقاذ أحد الشهداء، إضافة إلى اعتقال الطواقم الطبية كما جرى مع ضابط الإسعاف فواز البيطار.

وحذر جبريل من تصاعد الاعتداءات وخطورتها، خاصة اعتداءات المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال كما حدث مؤخرا في بلدة حوارة، وفي مدينة يطا بالخليل التي جرى فيها إعطاب إطارات سيارة إسعاف أثناء نقل أحد الجرحى.وأكد جبريل أن طواقم الهلال الأحمر والاسعافات الشريكة تحاول جاهدة أداء مهامها في تغطية الأحداث، بأخذ الاحتياطات اللازمة، لكن رغم كافة الاحتياطات إلا أنها لا تمنع قوات الاحتلال والمستوطنين من تنفيذ اعتداءاتهم على السيارات.

وشدد جبريل على أن "هذا لن يثنينا عن أداء مهامنا الإنسانية، وفي فترة الاقتحامات الأخيرة والمجازر التي ارتكبتها في نابلس، تم تشكيل فرق متطوعين ميدانين من أجل محاولة الوصول إلى الإصابات، وقد نجحنا في نابلس بإخراج بعض الإصابات عن طريق الفرق الميدانية في البلدة القديمة بنابلس، وكذلك الأمر أثناء إغلاق بلدة بيتا تم عمل نقطة طبية في بيتا من أجل تخفيف نقل الإصابات إلى نابلس".

قد يهمك ايضاً

عوّاد يتفقد مستشفى جنين الحكومي ويطّلع على احتياجاته

وفاة شاب جراء سقوطه من علو في جنين