معلمو المدارس الخاصَّة يتذمَّرون من تصرفات أولياء الأمور

تجعل تصرفات وممارسات بعض أولياء الأمور المنتمين الى الطبقة الوسطة في بريطانيا، حياة معلمي المدارس الخاصة كـ"الجحيم"، إذ يجب عليهم أن يكونوا رهن إشارتهم طوال اليوم، في الليل والنهار. فهم يريدون منهم عدم التباطؤ في الرد على رسائل البريد الإلكتروني بمجرد وصولها إليهم خارج ساعات العمل الدراسي، أو حتى في أوقات العطلات الأسبوعية. وما يزيد المشهد بؤساً أنه تمَّ فصلُ أحد المدرسين بعد أن قام أحد أولياء الأمور بأرسال رسالة الى إدارة المدرسة لفصله بحجة غضبه منه.

وأوضح استطلاع رأي أجرته "رابطة المعلمين والمحاضرين في المدارس الخاصة"، التي تضمُّ حوالي 170 ألف معلم، على شريحة من 730 مدرسًا عاملًا في مجال التعليم الخاص، الى أن 19% من المعلمين طُلب منهم أولياء الأمور طلبات غير مبررة، أي أن هناك معلمًا من بين كل خمسة معلمين يعانون من هذه المشكلة.

وقال أحد المعلمين، إن "سياسة الرد على رسائل البريد المتبعة في المدارس المفترض أن تكون خلال ثلاثة أيام دراسية فقط، لكن أغلب الموظفين يقومون بالرد على الرسائل في المساء أو حتى في أيام العطلات الأسبوعية، حيث يريد الكثير من أولياء الأمور من المدرس أن يكون رهن إشارته في أي وقت من اليوم. وهذا الأمر يتطلب منهم عدد ساعات عمل أكثر خارج إطار اليوم الدراسي."

وجاء في اجتماع "رابطة المعلمين والمحاضرين"  في مدينة "ليفربول" الانجليزية في إبريل/نيسان الماضي، أن بعض المدرسين يتلقون اتصالات هاتفية ورسائل إلكترونية في وقت متأخر من الليل من قبل أولياء الأمور، وأحيانا يكونون في حالة غضب أو سُكر، وأغلبهم يقوم بطلبات لا يقبلها عقل. وتقول السيدة "كيليت" وهي معلمة في إحدى المدارس الخاصة، إن أولياء الأمور تُسلم لهم استمارة فيها كافة الأرقام الهاتفية والعناوين البريدية لجميع المدرسين بالمدرسة حيث مسموح لهم الاتصال بأي معلم إذا دعت الحاجة لذلك. وأضافت أن العديد من أولياء الأمور يصرُّون على مقابلة المعلمين في أوقات راحتهم اليومية.

وأشار استطلاع الرأي السابق أيضا إلى أن 27 % المعلمين يتحتَّم عليهم شرح أجزاء من خارج تخصصاتهم الدراسية خلال السنتين الماضيتين، في حين أن 59% من هؤلاء المعلمين غير مدربين بالقدر الكافي لأداء هذا الدور، كما أن 92.5% منهم يعملون في وقت إضافي خارج ساعات العمل الرسمية. وتقول ماري بوستيد الأمين العام لـ"رابطة المعلمين والمحاضرين" بأن العديد من المدارس لا تستطيع خلق توازن بين تسيير أعمال اليوم الدراسي وبين حاجات أولياء الأمور، الأمر الذي ينجم عنه عدول العديد من المعلمين الأكفاء ذوي الخبرات عن هذا المجال. وأضافت بأن المدارس الحكومية تلبي احتياجات أولياء الأمور والمعلمين حول أوقات الرد على المكالمات الهاتفية والرسائل البريدية.