حرائق الغابات


 
كشفت دراسات علمية حديثة اعتمدت في نتائجها على البيانات الواردة عبر الأقمار الصناعية، أنَّ الحرائق الشمالية دمّرت مساحات شاسعة من الغابات في كندا وروسيا بين عامي 2011 و 2013 مساهمة بحد كبير في الانبعاثات لغازات الاحتباس الحراري التي تتسبب في تغيير المناخ.


وأوضحت الدراسات أنَّ مساحات شاسعة من الغابات في كندا وروسيا اندثرت نتيجة اندلاع حرائق عام 2013، وفقًا للبيانات الواردة حديثًا من خلال الأقمار الصناعية، وفي المقابل وبالتحديد في إندونيسيا انخفضت حرائق الغابات لتسجل أدنى معدلاتها في العقد الحالي.


ورصد علماء عدد 400 ألف صورة توضح خريطة الغابات في العالم والتي تشير إلى فقدان العالم 18 مليون هكتار من الغابات خلال عام 2013، وفي الفترة مابين عامي 2011 و2013 فإنَّ حرائق الغابات في كندا وروسيا مثلت ربع خسائر العالم من الغابات، علمًا أنَّ بعض الغابات تعود إلى ما كانت عليه غير أنَّ الغابات الشمالية ورجوعها حيث كانت قبل الحرائق بطيء بعض الشيء.


وتمثل الغابات الشمالية واحدة من الغابات الكبيرة في العالم والتي تقلل من نسبة الكربون؛ لكن العلماء يتنبؤون بأنَّ التغيير المناخي سيؤدي إلي اندلاع حرائق بهم بكثافة أكبر نتيجة لوجود الكربون في الخشب والتربة، إذ أنَّ هذه الغابات حاليًا تندلع بها الحرائق أكثر من أي وقت مضى على مدار 10 آلاف عام.


وصرَّح الدكتور نايكل سايزر في دراسة أجراها لمعهد المصادر العالمية، بأنَّ الزيادة في حرائق الغابات الشمالية تمثل قلقًا كبيرًا على المناخ، موضحًا أنَّ الاحتباس الحراري يؤدي إلى مزيد من الحرائق للغابات الشمالية التي تؤدي بدورها لمزيد من الانبعاثات ومن ثم تغير في المناخ.


وأكد الدكتور الروسي ديمتري أكسينوف وفقاً لإحصاءات رسمية ودراسات لخبراء، أنَّ نسبة كبيرة من الحرائق يتسبب فيها العامل البشري، مشيرًا إلى أنَّ من 90 – 95 %  من الحرائق في روسيا كانت التدخلات البشرية هي السبب في اندلاعها من خلال الأعمال التي تجري في الغابات وأيضًا أعمال التنقيب عن النفط والغاز.


وأوضح أحد المساهمين في الدراسات أولغا غيرشينزون، أنَّ إدارة الغابات وحمايتها من اندلاع الحرائق بها في روسيا وكندا هي في حاجة لمزيد من التطوير، مؤكدًا ما قاله مواطنه ديمتري أكسينوف بأنَّ هناك حاجة لنظرة أكبر حول إدارة الغابات في روسيا وكندا وكيفية تطويرها لمواجهة التغييرات المناخية، منوهًا "لا بد من دراسة متعمقة وفهم لأنواع هذه الحرائق وأسباب اندلاعها".


وأبرزت الدراسات أنَّ اندلاع حرائق الغابات يمثل حوالي 70 في المائة من خسائر كل من روسيا وكندا بالإضافة كذلك إلى قطع الأشجار والآفات التي تصيب الغابات والتي تزيد من نسبة الخسائر.


وتمثل البرازيل والولايات المتحدة الأميركية وإندونيسيا أكبر البلاد التي تحقق خسائر في نسبة الأشجار عن عامي 2011 و2013؛ ولكن على عكس كندا وروسيا فإنَّ هناك جهودًا تبذل في سبيل حصر الخسائر التي تنال من الغابات وبدا ذلك واضحًا في إندونيسيا التي قلت نسبة الخسائر في الغابات لديها بشكل كبير ووصلت إلى أدنى معدل تم تسجيله في العقد الأخير عام 2013  بعد أن كانت قد سجلت ثالث أكبر معدل في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.