أسعار الخضروات

طرأ انخفاض ملحوظ على أسعار معظم أنواع الخضروات في أسواق قطاع غزة، بالتزامن مع تراجع ملحوظ في الحركة الشرائية، وركود يعم كافة المتاجر والأسواق في غزة.وتعدى الانخفاض المذكور الخضروات الشتوية قليلة التكلفة، ووصل إلى معظم أنواع الخضروات الصيفية، خاصة البندورة والخيار، ما كبّد مزارعيها خسائر كبيرة.ووصل ثمن كيلو البندورة والخيار بين 1 و1.5 شيكل، وهو أقل من سعر التكلفة وفق ما أكده مزارعون، في حين انخفضت أسعار البطاطا، والملفوف، والزهرة، وكذلك معظم أنواع الخضروات الورقية بشكل ملحوظ، بينما حافظ البصل والفلفل الأخضر على أسعار مرتفعة نسبياً، بسبب ندرة الإنتاج.

واكد باعة ومزارعون أن الانخفاض المذكور يعتبر طبيعياً لبعض الأنواع ومفاجئاً لأنواع أخرى، فالوقت الحالي مثالي لإنتاج الخضروات الشتوية، ومن الطبيعي أن تشهد أسعارها انخفاضاً ملحوظاً، لكن انخفاض أسعار الخضروات الصيفية التي تُزرع داخل دفيئات، وبتكاليف عالية، ليس طبيعياً في مثل هذا الوقت من العام، ومن شأنه تكبيد المزارعين خسائر كبيرة.وقال البائع أحمد رمضان إن الأسواق تعيش حالة تذبذب كبيرة، وثمة تباين في الأسعار من أسبوع لآخر، فقبل وقت قصير كانت أسعار الخيار مرتفعة، وكذلك البندورة، وخلال أيام جرى طرح كميات كبيرة من الصنفين في الأسواق، ما تسبب بهبوط أسعارهما على نحو كبير ومفاجئ، حتى بات ثمن الكيلو على أعتاب الشيكل الواحد.

وبيّن رمضان أن ضعف الأسواق، وتراجع الحركة الشرائية بشكل حاد، جراء طول المدة الزمنية على تسلم الموظفين لآخر راتب، وتقليص المواطنين مصروفاتهم استعداداً لاستقبال شهر رمضان، أدى إلى تراجع الطلب على حساب العرض.وتوقع أن تستمر موجة انخفاض الأسعار المذكورة حتى بداية شهر رمضان، حينها من الممكن أن تعود الأسعار للارتفاع من جديد، لكن هذا يعتمد على كميات العرض والطلب.كما أثرت أوضاع الأسواق المتردية على أسعار الفواكه، إذ انخفضت أسعار الفراولة بنحو 50% في غضون أقل من أسبوع، كما شهدت أسعار الموز، والتفاح، والحمضيات انخفاضاً ملحوظاً.

وأدى انخفاض الأسعار إلى تضرر مزارعين، خاصة ممن يمتلكون دفيئات زراعية، إذ قال المزارع إبراهيم جراد، إن كلفة الزراعة داخل الدفيئات عالية خلال فصل الشتاء، خاصة بعد تضرر معظم الدفيئات بسبب الرياح العاتية التي هبت خلال الشهر الماضي، واضطرار المزارعين لإصلاحها.وبيّن أن المزارعين توسعوا في زراعة البندورة والخيار بعد ارتفاع أسعارها مؤخراً، أملاً بتحسن الأسعار وزيادة المبيعات، خاصة على الخيار الذي يزيد الطلب عليه، بهدف استخدامه في صنع المخلل الذي يباع في رمضان، لكن تحسن السعر لم يدم طويلاً، وعادت الأسعار وانخفضت مجدداً بصورة كبيرة.

وأوضح أن ضعف التصدير بسبب القيود الإسرائيلية يبقي معظم إنتاج الخضروات داخل القطاع، ما يجعل أي فائض في العرض يطيح بالأسعار بصورة سريعة.وشدد مزارعون على أن استمرار السعر على حاله يعني كارثة للمزارعين، والجميع يأمل بأن يسهم صرف الرواتب، ومن بعده شهر رمضان في تحسن الأسواق، وارتفاع مؤشر الشراء، ما قد يحسن الأسعار.وعلى النقيض من المزارعين، تمنى مواطنون بقاء الأسعار منخفضة ومستقرة خلال رمضان، إذ أكد المواطن عبد الله سالم، أن انخفاض الأسعار الحالي جاء في وقت غير مناسب، فمعظم المواطنين لا يمتلكون مالاً لشراء احتياجاتهم، والجميع ينتظر صرف الرواتب، وسط أمنيات ببقاء الحال أطول فترة ممكنة.وأكد أن المواطنين اعتادوا على غلاء أسعار الخضروات في رمضان من كل عام، والجميع يأمل بأن يكون هذا العام مختلفاً، وتبقى الأسعار في متناول الجميع.

قد يهمك ايضاً

انخفاض ملحوظ في أسعار الخضروات في أسواق الخرطوم

أسعار الخضروات تشهد ارتفاعًا كبيرًا في أسواق عسير