د رامي الحمد الله أنشأ مؤسسات الدولة الفلسطينية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

د رامي الحمد الله ..أنشأ مؤسسات الدولة الفلسطينية

 فلسطين اليوم -

د رامي الحمد الله أنشأ مؤسسات الدولة الفلسطينية

بقلم-اياد العبادلة

يكمن نجاح أي مؤسسة على الكرة الأرضية عندما تبدأ فعليًا توظيف جُلِّ استثمارها في الانسان، الذي بدوره يشكل اللبنة الأساسية في عملية البناء المجتمعي السليم، من الأسرة النواة حتى الوصول إلى مجتمع متكامل، يُسخر كل الظروف المحيطة به من أجل الوصول إلى أهدافه وتحقيقها بالتكيف مع عناصر الطبيعة، والبقعة الجغرافية، والعلاقات، والقوانين والضوابط، فبدون الإنسان السليم لا يمكن لأي مجتمع أن يبني نهضته العمرانية والتجارية والاقتصادية والزراعية والثقافية، والحفاظ على ارثه الحضاري والثقافي وتاريخه النضالي وسن تشريعاته وقوانينه وفق الأنظمة التي تلائم بيئته وتحكم علاقاته مع الآخرين.

الاستثمار في الإنسان.. كان الهدف الأول لرئيس حكومة الوفاق الوطني، د. رامي الحمد الله الذي اهتم بكل التفاصيل الدقيقة من أجل النهوض بالمجتمع الفلسطيني، والذهاب به نحو ترسيخ البناء وتجهيز المؤسسات التي تشكل عماد الدولة، والنهوض بها من سلطة إلى دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة كاملة على كل مواردها والاعتماد الذاتي عليها بتشجيع النمو الاقتصادي والصناعي والتجاري والزراعي والثقافي، وتقليل حجم الواردات مقابل زيادة ملحوظة في حجم الصادرات والتي بلغت مؤخرًا المليار دولار.

منذ تسلمه خزينة الدولة وادارته الحكيمة لمؤسساتها، عمل على مكافحة الفساد بكل السبل، واجتهد وأصاب في تقليل المصروفات، وتغطية حجم الديون المتراكمة على الحكومات التي سبقت حكومته والتي بلغت مئات الملايين من الدولات للبنك الدولي وغيره من المؤسسات الدولية نتيجة اعتماد سلفه على القروض التي اغرقت الشعب الفلسطيني في ديون من أجل تغطية مصاريف حكوماتهم السابقة، فأول قرارته أن شرع في تقليل حجم المصروفات، واتجه بخط متوازي في البحث عن الموارد الفلسطينية واستثمارها ذاتيًا موفرًا لذلك منح وتسهيلات من أجل النهوض الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في شتى المجالات.

ركَّز في بداية توليه ادارة الحكومة على القطاع الصحي والنهوض به، والذي شمل الإنسان والمؤسسات الطبية، من خلال ابتعاث الأطباء والمختصين إلى الخارج لتلقي العلوم الطبية الحديثة، واستقدام أمهر الأطباء الفلسطينيين لتوظيف علمهم وجهدهم في القطاع الطبي داخل مستشفيات الوطن، إضافة إلى تطوير كافة أقسام المستشفيات ورفدها بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة في العالم، وتقنين مصروفات العلاج بالخارج في مستشفيات الداخل المحتل، ودعم مستشفيات القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وترسيخ صمودها في وجه الاحتلال، عبر اقتطاع منحها من ميزانية الحكومة، بالرغم من المعيقات والعراقيل الذي وضعها ولازال يضعها الاحتلال في طريق عمل حكومته.

للأمانة التاريخية والنضالية، شهدنا في عهد حكومة الحمد الله افتتاح عدد من المستشفيات، شملت تخصصات نادرة، فضلًا عن تخصيص مستشفيات لأمراض العصر المستعصية مثل السرطان وتركيب الأطراف، ومستشفى تخصصي للعيون مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة في العالم، وبالرغم من كل ذلك لم ينسى المناطق المهمشة ومناطق "ج" من دعمها بإقامة مستشفيات وعيادات رعاية صحية والعمل على تطوير الخدمات فيها، وتعزيز صمود المواطنين فيها من أجل مواجهة التوسع الاستيطاني التي تهدف إليه حكومة الاحتلال اليمينة المتطرفة، وبالرغم من الإنقسام البغيض وسيطرة حماس على القطاع إلا أنه ورغم كل الظروف الصعبة التي واجهتها حكومته من عدم تمكينها من العمل في قطاع غزة، وفر كل الامكانيات المتاحة صحيا وطبيًا لمستشفيات غزة، ورفدها بكل المستلزمات والمستهلكات الطبية، وعزز من صمودها في ظل الحصار الخانق الذي عانى منه قطاع غزة على مدار قرابة 13 عامًا.

وشهد التعليم في عهده نقلة نوعية، ومرحلة هامة تميزت بالإنجازات على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، وتفوق عدد من المعلمين بالحصول على مراتب التمييز وكرموا على انجازاتهم عدد من بلدان العالم، إضافة إلى تطوير التعليم والرقي به في كافة محافظات الوطن، وتطوير المناهج بما يتناسب مع الاحتياجات العصرية لمواكبة التطور التكنولوجي والحضاري في العالم.

وشرع منذ توليه إلى جانب تطوير التعليم، إنشاء العديد من المدارس، التي أسهمت بشكل فعال في انتاج جيل نافست به فلسطين كل الدولة وسجلت تفوقا كبيرا، وخففت من الأعباء على الطلبة واستوعبت أعدادًا كبيرة من المدرسين الامر الذي ساهم في تقليل نسب البطالة في الدولة ودعم المسيرة التعليمية.

وعزَّز خلال توليه دعم المنتوجات المحلية، ودعمها بكل السبل من اجل تنمية عجلة الاقتصاد، التي ساهمت في تقليل حجم الواردات، وزيادة ملحوظة في حجم الصادرات تعدت المليار دولار، وهو رقم يُسجل للمرة الأولى في تاريخ فلسطين، رغم حصار الاحتلال الخانق وتقطيع أوصال المدن والمحافظات في الضفة الغربية ومصادرة الاراضي لصالح الاستيطان العشوائي والبؤر الاستيطانية، إضافة إلى دعمه الزراعة الوطنية، ووقوفه إلى جانب الفلاح والمزارع في فتح الأسواق العالمية أمام تصدير المنتجات الفلسطينية، بالجودة العالمية، وتشجيع انشاء المصانع ودعمها من أجل منافسة الصناعات الأجنبية وتنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية، وتوفير كل ما يلزم لدعم صمود الصناعيين والتجار، وحماية أملاكهم باتفاقيات دولية وتسهيل حركتهم عبر المعابر، ومنحهم امتيازات واسعة ساهمت في دفع عجلة النشاط الاقتصادي.

ولم يغب عنه الإرث الثقافي والحضاري والتراثي، وناضل من أجل احتضانها داخل الوطن، وخصص قصر سردا في رام الله لإنشاء أكبر مكتبة تاريخية في فلسطين، تضم كل موروثنا الثقافي والحضاري الذي كان متناثرًا على أرفف مكتبات دول العالم، ترسيخا لهوية شعبنا النضالية، ودحض روايات الاحتلال ومحاولاته النيل من ثقافتنا وحضارتنا وتراثنا الوطني، "فحضارات الأمم تقاس بما تتركه من ثقافة وفنون"، وشهدنا في عهده احياء الندوات الثقافية والمسرح والفنون التراثية وغيرها من الانجازات التي تحسب لهذا الرجل خلال ادارته الحكيمة لمؤسسات الدولة.

ورغم المعيقات والعراقيل، لا أحد يستطيع أو يَقوَى على إنكار انجازاتها الوطنية وتطلعاته الكبيرة التي عكست حبه وعشقه لتراب وطننا الغالي فلسطين الحبيبة، واسهاماته المباشرة في تأسيس مؤسسات الدولة وانشاؤها على أكمل وجه، في مرحلة الانتقال من السلطة إلى الدولة الفلسطينية، بعد أن حصدت فلسطين بأغلبية ساحقة الاعتراف بها كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة بتاريخ 3 أغسطس من العام 2018.

وأختم مقالي بحديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رُوِيَ عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم، قال: " لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ"، ونقرأ في تفسير الحديث للإمام الخطابي أن "هذا الحديث فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم، وفيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم، وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم"، ومن منطلق الاقتداء بسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وجب علينا تقديم الثناء والشكر لدولة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله على انجازاته خلال فترة توليه الحكومة الفلسطينية وادارته لشؤون المواطنين والدولة الفلسطينية.

لذا نتمنى على سيادة الرئيس محمود عباس أن يُعيد تكليفه رئيسا للوزراء من أجل استكمال خططه في بناء ما تبقى مؤسسات الدولة السيادية والإنسان حفاظًا على مقدرات الوطن الغالية، ومن تجربتنا خلال توليه الأمانة الوطنية أثبت أنه الأكفأ لها والأمين الحريص على الوطن وأبنائه.

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

د رامي الحمد الله أنشأ مؤسسات الدولة الفلسطينية د رامي الحمد الله أنشأ مؤسسات الدولة الفلسطينية



GMT 19:24 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

نهوض سوريا تهديد لإسرائيل

GMT 19:20 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

تسارع استعادة السيطرة السورية على شرق الفرات

GMT 19:16 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

بنان عكس الطائف بين ثلاثة مفاهيم خطيرة... وتشوّهين

GMT 19:12 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

سورية والعائدون إليها

GMT 11:02 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday