ليت تفاصيل عيدنا تعود
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ليت تفاصيل عيدنا تعود

 فلسطين اليوم -

ليت تفاصيل عيدنا تعود

بقلم :علي حياصات

أراقب عيون الأطفال عند شرائهم ملابس العيد ..وأراقب لهفتهم لانتقاء الجديد ..
تذكرت كيف كان العيد في زمن طفولتنا ..تذكرت أيام الحصالة أو الحواشة المملوءة بالقروش ذات اللون النحاسي التي فركت بالرمال حتى توهجت لتزداد بريقا ....وقيمة لأننا كان هكذا براءة اعتقادنا ..
تذكرت كيف ننتظر يوم العيد ..كيف نغزو السوق خلف ابي وامي كالمسيرة ..او كالطلاب إلى الصف .في طابور المدرسة الصباحي ....واحدا تلو الاخر ونحن نشعر بالفرح والسعادة ..
 وقد نضرب بعضنا وندفع بعضنا البعض ...او نتناكف من منا الاكثر حظا في شراء العيدية قبل الاخر ....واحدنا دائما يتأخر لانه مابيعجبه العجب ... ولكن دون ان يشعر ابي..
لا انسى طرقات الحارة في السلط قبل ايام العيد ..اصوات الطرق وضربات قوالب المعمول تعزف رائحة التمر والجوز مع القرفة في كل بيت ...تجتمع به الجارات والاطفال والبنات ..
 اتذكر أني كنت اتوسل للوالدة الغالية(ربي يطول عمرها) ان تمنحني فرصة لاضرب قالب المعمول واستخرج منه حلية نأكلها ...لان عمل المعمول متعة مابعدها متعة ...
 حاولت مرة او مرتين لكن زاوية الحبة تكسرة فانحرمت من المساعدة..
 قبل يوم العيد عندما نجوب طرقات الحارة نسمع هدير افران الغاز العربية ..ابو راس 
واصوات الأمهات تنادي ..
فاطمه ..خلود ..يمه ياعلي ..ولكوا ردوا علي ..
وطي على الفرن ...اطحني السكر ..
سمفونية عيد واستعداد ليوم العيد
وصحون المعمول تتناقل بين البيوت ليعرف اكثر نسوان الحارة  معدلة .....
اما ملابسنا ..اتذكر كنا نقف أمام والدتي وهي تمرر بالمكواه ذات الضوء البرتقالي على قميصي وبنطلون اخي ...لتمحو (تصفيطت ) القميص الجديد المربعة كما هي دفاتر الرياضيات في زمننا ..او كشابيك البيون القديمة المربعة ...
بعد ان تكويها نمسكها بكل حذر ونفردها على الكنبة ..ولا اعرف لماذا تحديدا على الكنبة  في غرفة الضيوف ...
لكن كما يوضع البطيخ تحت التخت ..تسدل ملابس العيد على كنبايات غرفة الضيوف ..
 
ونرتب حتى المحارم الورقية لتكون جاهزة ...
 يا الله ..يالله ونحن ننتظر ان يثبت العيد ...
ننتفض من اماكننا عندما نسمع ام كلثوم ..
ياليلة العيد ..انستينا .....
ونثب من مكاننا ..بأن العيد ثبت 
ولكن بهدوء ابي المعهود ....بعكس ايام رمضان .. ( الله يرحمه ) وهو يمتص زفير السيجارة من على جنبات شفتيه ...لسا بعده ماثبت ....ماثبت العيد ....
ونبقى نتابع ابي ونسأله كل لحظة ...ثبت ولا لا ؟؟؟
في ليلة العيد ..لاننام ونتقلب ذات اليمين والشمال ونتحدث بهدوء وكأن الليل سنوات ...يمر علينا ببطء ونحن ننتظر ان نسمع تكبيرات العيد ..
اجمل لحظة عندما ينادينا أبي وأمي ..من على فراش نومنا 
قوموا ..اجا العيد ..يالله.....
ما اروعها من لحظة ....
 نثب من فراشنا لاننا لم ننم بعد ..
ونرتدي ملابسنا في اقل من دقيقة
ولا انسى ابي عندما كان يمسك بأطراف لحيتي وانا أمامه ويسبل لي شعري بعدما يبلله بالماء .. ويتفنن بالتسريحة وبتمرير المشط من مفرقي ..
ووالدتي تهتم بالبنات ..
 بعد الصلاة ..وزيارة القبور ..ننتشر في كل موقع ..نكرة حبات (الملبس) أو حلوى الغريبة ....نعشق فقط من (يعايدنا مصاري) ....ونعد المبلغ كل نصف ساعة وكأننا في ديوان المحاسبة ..
ولكن خلال ساعات من بداية نهار العيد  ..نشعر بالنعاس وننام بملابسنا ولعبتنا ( مسدس الفلين ...أو رشاش الشرار ....)  وفلوسنا .معدودة ومحفوظ قيمتها ....ننام بعمق .وبتعب .
لا اعرف 
هل لان انتظار الفرح يحرمنا النوم 
ام لاننا شعرنا بالفرح فأمنا ..فنمنا ...
يارب انثر علينا الفرح لننام مرتاحي البال ..
وارحم والدي واخي ..فأننا نفتقدهم لان أماكنهم خاوية .
واطل يارب في عمر والدتي ..
ليبقى فينا الفرح ما حيينا....
اللهم امين
كل عام ونحن وذكرياتنا بخير ..لأنه هي التي تبقينا على قيد الفرح والحب
 

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليت تفاصيل عيدنا تعود ليت تفاصيل عيدنا تعود



GMT 09:46 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

GMT 15:02 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 04:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

شبكات الانفصال الاجتماعي

GMT 06:25 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

تأثير الحضارة السورية في الحضارة المصرية

GMT 19:13 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هذا ما أراده سلطان

GMT 14:21 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

الحُرّيّة

GMT 17:34 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

​عبدالرحمن الأبنودي شاعر الغلابة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

الموت كتكتيك أيدولوجيّ

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 00:15 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 01:04 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء آثار يعلنون عن حمامات بها أنظمة صرف صحي

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتلال يعتدي على طلبة الخضر في بيت لحم

GMT 11:44 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

ترجمة "غوغل" تُثير غضب المتظاهرين في هونغ كونغ

GMT 05:36 2019 الأحد ,09 حزيران / يونيو

وفاة الابنة الوحيدة للفنان الراحل رشدي أباظة

GMT 22:00 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

مايكروسوفت تؤكد اقترابها من هدفها بشكل كبير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday