المسافر1
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

المسافر(1)

 فلسطين اليوم -

المسافر1

السيناريست احمد صحبي

كان القرار منذ فتره طويله ولكن لعدم توافر الوقت وللانشغال بالاعمال تم تاجيل السفر اكثر من مره .. فى الحقيقة لم تكن تلك هى المره الاولى التى اسافر فيها تلك الرحله التى تعبر النيل من الاقصر عبر المحافظات المحيطة بالمنطقة الى ان تصل اسوان ولم تكن هى المره الاولى التى ازور فيها اسوان تلك المدينه اللغز .. انها جميله رغم قدمها شامخه رغم عدم الاهتمام بها .. اهلها طيبون ولكن ليست تلك الطيبه التى يطلق عليها السذاجه .. هم يحبون الحياة .. اغلب اهل اسوان يعملون بالسياحة اما ببيع المنتجات للسائحين او العمل على المراكب الشراعيه او نقل السائحين الى  المناطق السياحيه بمراكبهم الخاصه او بسيارتهم الخاصه وكل شخص فى اسوان لديه الكثير من المعلومات الخاصه بالفراعنه حتى ان كل منهم يعتقد فى نفسه القدره على ان يكون مرشدا  ..
المساء 
القطار سينطلق من محطة الجيزة متجه الى مدينه الاقصر ليصل فى تماما (11)صباحا ومن المفترض اننا نكون على المركب فى حوالى الساعه (12)  ويتم التسكين ثم تنطلق المركب فى اليوم التالى بعد ان تتم الزيارات التى حدتها الشركه التى تم الحجز من خلالها لتمر بمراكز ومناطق سياحيه اخرى .. تلك المره لم اسافر وحيدا بل كان يرافقنى صديق (ابراهيم حسن ) العلاقه بيننا ليست صداقه فقط والرحله لم تكن رحله للاستمتاع فقط بل للعمل ايضا .. هناك العديد من الاشياء تشغل عقل كل منا .. وكثير من الاسرار نتمنى ان نزيح عنها الستار .. لدينا نحن الاثنان هوس بكل شئ فى مصر .. الانسان .. الارض .. الحضارة .. الاديان .. الهواء والماء السماء الطيور .. كل منا يرى مصر كانها لغز كبير محير لم يستطيع احد حتى الان ان يفك رموزة ..
وصلنا محطة القطار قبل الموعد بنصف ساعه حيث لم نحدد المعاد الذى سنركب فيه القطار بشكل دقيقة مما جعلنا نصل فى معاد متقدم عن موعد انطلاق القطار وجلسنا ننتظره .. محطة الجيزة محطة صغيره يعلوها مترو الانفاق .. كان هناك بعض القلق بسبب الاحداث الجاريه وتم التفتيش بشكل سريع حتى اننا انتقدنا الطريقه التى تم التفتيش بها فمن يريد ان يهرب شئ او يدخل بشئ مخالف يستطيع ذلك بكل بساطه .. على الرصيف لم يكن هناك الكثير من الاجانب عدد قليل جدا واعتقد ان اغلبهم سيركب قطار النوم ولذلك القطارات الاخرى لا يركبها الا المصريين وخصوصا اننا كنا قد حجزنا تذاكرنا فى القطار الاسبانى درجه ثانيه مكيفه اولا لاننا ليس معنا اطفال او نساء كما اننا نستمتع بالطريق اكثر وتعودنا ان نستقل القطار الاسبانى منذ زمن  (حيث عشنا فتره فى منطقة ابوسمبل ) وهى تبعد عن اسوان بحوالى (266 كيلو متر ) جنوب اسوان
اشترينا مخبوزات لتسد الجوع كما اشترينا زجاجات مياه معدنيه وبعض البسكوت .. جلسنا على محطه القطار فى انتظار ان ياتى القطار الذى سوف نستقله على المحطة كان هناك العديد من الركاب المصريين ..اغلبهم من الصعيد يبدو ان بعضهم يعمل فى القاهره ويعود الى اهله والاخر انهى بعض المصالح الخاصه به ويعود الى بلاده وبعضهم يبدو انه فشل فى اشياء كان يسعى اليها فى القاهره مثل الحصول على عمل البعض نائم والبعض جالس على الارض عامل النظافه كان يقوم بعمله بدقه وهذا ما جعلنا نستغرب الامر حيث تعودنا ان نرى المصريين لا يتقنون اعمالهم الا القليل منهم .. بائع الجرائد يبدو معزول لا احد يتجه اليه او يشترى منه وكان الناس لم تعد تريد ان تعرف الاخبار.. بائع الشاى قليل من يتجه اليه ويطلب منه .. الاكشاك اصحابها تجلس فى حاله من الصمت .. ويبدو ان حركه السياحه القليله من اثر الاحداث الجاريه جعلت الامر ممل والاشخاص فاقدى الامل وصل قطار  الطبقة الشعبيه او قطار الغلابة فى الحقيقة بمجرد النظر اليه تشعر ان العالم غير عادل وان الدنيا بها الكثير من الظلم .. تهافت عليه الكثير من الرجال والنساء رغم زحامه وعدم وجود مكان لاى شخص .. النوافذ مهشمه الابواب لا تغلق الباعه الجائلين يعتمدون على من هم على شاكلتهم ليشترو منهم وقف القطار قليل من الوقت ثم تحرك .. يتحرك هذا القطار وكانه السلحفاه ويصدر صوتا مزعجا .. وكانه يئن من الالم ويتمنى ان يرحمه المسئولين عن قطاع السكك الحديديه ويحيلوه الى الانعاش ويحل مكانه قطار اكثر شبابا وقوة .. ومر الوقت وجاء نداء المحطة ان القطار المتجه الى الاقصر على وشك الوصول .. نظرنا الى التذاكر التى تؤكد اننا يجب ان نركب العربه السادسه ونظرنا الى المحطة حتى نعلم مكانها وبالفعل وقفنا تحت اليافطة التى تؤكد ان القطار حين يقف ستكون العربه رقم (6) فى هذا المكان ولكن حين توقف القطار واتجهنا الى العربه وجدنا الوضع مختلف لقد اتجهنا الاتجاه الخاطئ انها فى الخلف سرنا من الداخل كان المكان شديد الازدحام .. وهناك من ينام ويجلس على الارضيه التى تقابل الباب .. وحين تطلب من اى شخص ان يعطى لك مساحه للسير يبدو وكانك تطلب منه قطعه من جسده يزوم ويبدو فى حاله من الضيق الشديد الى ان ممرنا الى داخل العربه وسرنا الى منتصفها ووصلنا الى ارقام الكراسى الخاصه بنا وجدنا اشخاص تجلس وطلبنا منهم  ترك المكان لاننا قد حجزناه من قبل ولكن كل منهم اصر تذاكرهم بها  نفس الارقام وان المكان لهم وحين سالنا وجدنا اننا فى عربه غير العربه وان من دلنا اخطا واننا كان يجب ان نسال اكثر من شخص لنتاكد من المعلومه وفى الحقيقة الخطا ليس خطا من دلنا فكان يجب علينا ان نعلم ان هناك الكثير من الاشخاص يعطون المعلومات دون علم حتى لا يقال عنهم انهم لا يعرفون هم يعطون المعلومه خاطئه افضل عندهم من ان يقر بعدم المعرفة .. المهم .. انتقلنا الى عربه اخرى بصعوبه حيث اننا اطررنا ان ننزل من القطار ونجرى بسرعه ونركب العربه الخاصه بنا والقطار قد بدا يتحرك ووصلنا الى الكراسى الخاصه بنا ووجدنا ايضا اشخاص يجلسون مكاننا ولكن فى تلك المره ليس معهم اى تذاكر وهذا ما جعلهم يتركون المكان فى هدوء وضعنها الحقائب فى مكانها وجلسنا انا بجانب الشباك وابراهيم فى الكرسى القريب من الطرقة وكان هناك عدد كبير من الركاب يقف واخر فى الطرقة حتى ان من يحاول ان يقوم من مكانه سيكون فى حاله حرب حتى يصل الى مكان اخر او الى الحمام ولذلك عليه ان يتحمل اى شئ ولا يترك مكانه الا حين يصل الى المحطة الخاصه بة .. جاء مفتش القطار وطلب التذاكر فى اول الامر  اخرجت انا التذاكر حيث كنت احتفظ بها فى ظرف صغير مع تذاكر المركب التى سوف نستقلها من الاقصر .. نظر اليها المفتش ثم تركنا وهو يحدث الرجل الذى فى الجانب الاخر حيث كان يتحدث قائلا (زعلان ليه طالما مش قاطع تذاكر.. يعنى عايز يركب ببلاش وبعدين ده قانون طالما مسافر من غير حجز يدفع التذكره والغرامه )
ساله ابراهيم : الغرامه كام
المفتش :سته جنيه على التذكره
ابراهيم : طب هو ذنبه ايه يدفع يعنى هو لاقى وسيله توصله ومركبهاش
المفتش : وانا ذنبى ايه برضو وبعدين هو ايه اللى خلاه ميحجزش قبل السفر
قلت : بصراحه هو المفتش عنده حق طالما هو مش حاجز يبقى لازم يدفع ويدفع غرامه كمان
ابراهيم : هو لو لقى وسيله مناسبه مكنش خالف القانون
قلت : لو الغرامه كبيره وفى عقاب كبير مكنش خالف القانون مش معنى انه مش لاقى مكان يبقى يركب من غير حجز
ثم تحرك المفتش ووضعت السماعات فى اذنى لاسمع صوره الكهف فانا احبها بشده واشعر بالراحه لسماعها فى حين نظر ابراهيم الى المكان وكانه يستنبط كل شئ فيه
تحرك القطار وراح كل منا فى النوم

palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافر1 المسافر1



GMT 15:31 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 05:47 2019 السبت ,02 آذار/ مارس

أحمد زكي

GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

مديحة كامل

GMT 10:09 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

سعيد عبد الغني

GMT 13:21 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمار الشريعي

GMT 11:27 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

محمد فوزي

GMT 09:38 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday