التقى وفدا حركتي "حماس" و"فتح" الأحد في العاصمة القطرية الدوحة لبحث دفع عجلة المصالحة الفلسطينية، حيث يضم وفد "فتح" عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، والقيادي صخر بسيسو، فيما يضمّ وفد "حماس" رئيس مكتبها السياسي خالد مشغل، والقيادي موسى أبو مرزوق، وأخرين.
وأكدت حركة "فتح" أن الحديث يدور عن بحث آليات المصالحة وإنهاء الانقسام، وسيكون الهدف إزالة العقبات التي تحول دون تطبيق ملّف المصالحة وأنّ "اللقاءات عملية أكثر منها بروتوكولية".
وكان القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا أوضح أن البحث خلال لقاءات الدوحة، سيتركز على تشكيل حكومة وحدة تتولى كل الملفات بما فيها الأمن والموظفين والمعابر. من جهته قال عضو المكتب السياسي لحماس محمد بركة إن ممثلي الحركتين سيلتقون اليوم في الدوحة لبحث ملف المصالحة.
وأضاف "أن اتفاق القاهرة الذي وقعه 14 فصيلاً فلسطينيًا سيكون المرجع الأساس لتسوية الخلافات بين الحركتين، مبينًا أن المطلوب تشكيل حكومة توافقية لتسيير العمل في مؤسسات الدولة.
ولفت إلى أن من بين العقبات التي تؤخر ملف المصالحة وتنفيذه حاليًا هو رفض حكومة رامي الحمد الله دفع رواتب حوالي 40 ألف موظف بحكومة غزة السابقة، والذين تعتبرهم غير شرعيين. وأشار بركة إلى أنه من المتوقع أن يهيئ التوافق بين الحركتين الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، وبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية استقبل مساء السبت قادة من حركة فتح أعضاءً في مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، في مدينة غزة.وجاء اللقاء القيادي بين الحركتين بُعيد بدء مباحثات استكمال تنفيذ اتفاقيات المصالحة الوطنية في العاصمة القطرية الدوحة السبت.
وأكد مصدر دبلوماسي قطري مطلّع أن وفدًا فتح برئاسة عزام الأحمد وصل الدوحة مساء السبت ، وعقد محادثات مع مسؤولين قطريين، وتلاه لقاء مع قيادة حركة حماس الأحد، لذات الغرض. وكانت حركتا فتح وحماس توصلتا في 23 أبريل 2014، لاتفاق ينهي الانقسام الداخلي المستمر منذ 2007، ووضعتا آليات لتنفيذ اتفاق المصالحة. واتفقتا في مخيم الشاطئ في غزة على تشكيل حكومة وفاق وطني خلال خمسة أسابيع، وهو ما تم في 2 يونيو/حزيران، لكن باقي ملفات المصالحة بقيت معلقة على حالها.
ولم تُفعّل لجان المصالحة المجتمعية والحريات العامة، ولا ملف المجلس التشريعي، والانتخابات التشريعية والرئاسية، كما أن حكومة الوفاق لم تمارس مهامها في غزّة بالشكل المطلوب. وأعرب المحللان والكاتبان السياسيان طلال عوكل ومصطفى الصواف، في أحاديث منفصلة عن خشيتهما من انتكاسة جديدة لجهود المصالحة.
وقال عوكل "لا نستطيع التعبير عن التفاؤل لأنه لا وجود لمؤشرات ومبادرات. المناخ سلبي". وأضاف "نحن متحفظون، لكننا نتمنى أن يخيب الطرفان أملنا ويخرجا بشكل مختلف عمّا سبق من حوارات لم تكن قد انتهت إلى نتائج إيجابية".
وشدّد الصواف على أن المصالحة باتت أمرًا لا غنى عنه، وأن حالة الانقسام شاذة يجب أن تنتهي من حياة الشعب الفلسطيني، مُبديًا خشيته من أن يكون رئيس السلطة عندما أعطى الضوء الأخضر لهذه المباحثات يريد تقطيع الوقت ويلقي الكرة في ملعب حماس ويبرزها وكأنها لا تريد المصالحة.وتابع "لقاءات الدوحة إن أريد لها النجاح لا بد أن تتوفر الإرادة السياسية لدى عباس، لأنه هو صاحب القرار الفعلي، وهو المعطّل الأساسي لكل الاتفاقيات التي جرت، وأعتقد أن حماس جاهزة لعقد مصالحة شاملة وليست انتقائية".
وبرأي عوكل فإن هذه اللقاءات التي جرت في تركيا وقطر من مستويات قيادية دون مستوى الصف الأول كانت مهمتها تحضيرية فقط.
وأضاف "إن كان هناك لقاء على مستوى مشعل وعباس فأعتقد أنه سيكون لقاء القرار الذي يتوّج الاتفاق". وتساءل عن إمكانية تجاوز الطرفين للدور المصري المؤثر في جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.
ووفق الصوّاف فإن الحديث عمّا يجري في الدوحة هو عبارة عن تفاهمات حصلت بين المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا ومصر، وربما يكون بمباركة هذه الأطراف الأربعة.وتمنّى أن يكون ما يجري في الدوحة هو إيجاد آلية لتطبيق المصالحة "لأن هناك اتفاقيات وقعت وتمّت الموافقة عليها من قبل الجميع".
واختتم حديثه قائلًا "إن وصل عباس إلى قناعة إلى أن المصالحة هي الطريق الأسلم لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني فأعتقد أن هذه اللقاءات ستنجح".
أرسل تعليقك