الحماية ليست بالأسوار
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الحماية ليست بالأسوار

 فلسطين اليوم -

الحماية ليست بالأسوار

بقلم - عمرو الشوبكي

معركة ترامب مع الديمقراطيين فى الكونجرس حول الجدار الفاصل بين حدود أمريكا والمكسيك ليست فقط معركة سياسية واقتصادية إنما أيضا ثقافية بين موجة متصاعدة فى العالم يقودها ترامب تفصل بين الشعوب عن طريق نشر ثقافة الخوف والكراهية والاستعلاء وبين أخرى لا تلغى الحدود لكنها لا تقبل بثقافة الكراهية والعزلة.

هذا السور سيكلف الخزينة الأمريكية أكثر من 5 مليارات دولار ولن يضبط الحدود أو يمنع الهجرة عبر المكسيك كما أكد كثير من الخبراء، إنما هو مشروع متسق مع توجهات ترامب الذى وعد ناخبيه بأن يبنى سورا يفصل بين بلاده الثرية وبين المكسيك الفقيرة، ويكون بمثابة حائط صد يحول دون تدفق اللاجئين وطالبى الهجرة من الجنوب إلى الشمال.

والحقيقة أن ثقافة الأسوار هى رسالة تقول إن هناك دولا أو مناطق ثرية ومتقدمة تعزل نفسها عن الدول والمناطق الفقيرة النامية، وتقضى على فكرة التواصل التى عرفتها لسنوات طويلة الشعوب والدول المختلفة معتمدة على قيم التنمية المتبادلة وحوار الحضارات وغيرها.

السور الفاصل بنته إسرائيل كآخر دولة احتلال فى العالم لتفصل بين الأراضى الفلسطينية والدولة العبرية، وتحاول أمريكا أن تبنى سورا آخر رغم أنه لا يوجد فيها مثل أوروبا والعالم العربى فكرة السكان الأصليين لأن من بناها هم المهاجرون، ومع ذلك يحاول ترامب أن يحدث قطيعة مع تاريخ بلده التى «أصلها» من المهاجرين.

ثقافة الأسوار نعرفها فى بلادنا أيضا، فقد تغير شكل الأحياء الغنية المتجاورة المتواصلة مع الأحياء الشعبية كما كان الحال بين الزمالك وبولاق أبوالعلا (يفصلهم كوبرى) وبين المهندسين وميت عقبة، وبين جاردن سيتى وقصر العينى، ففكرة الحى المحاط بسور كانت غائبة عن كل أحيائنا وحتى وزارات الدولة لم تكن محاطة بأسوار إلا إذا استهدفت من إرهابيين.

اللافت أننا انتقلنا من حالة الأحياء الراقية (أنظف وأكثر تحضرا وتعلما) المنفتحة والمتواصلة مع باقى الأحياء إلى حالة أسوار «الكومباوند» الغنية (وليس بالضرورة أرقى) المنعزلة والخائفة من الآخر وخلق الله، حتى أصبحنا نرى أجيالا جديدة تعيش فى جيتو حقيقى لا تعرف المجتمع المصرى فمن أسوار مدرسة اللغات إلى أسوار الكومباوند يعيش معظم هؤلاء.

وإذا كان البعض يبرر وجود أسوار حول مناطق سكنية جديدة فى مصر على اعتبار أنها مناطق خاصة، فإن العاصمة الإدارية التى يفترض أن يكون فيها مؤسسات الدولة الحكومية والعامة ومجلس الشعب والوزارات والقصر الرئاسى فمن غير المعقول ولا المقبول أن يكون هناك سور يحيط بكل هذه المنشآت العامة.

مطلوب إعادة النظر فى فكرة سور العاصمة الإدارية، فمشروع بهذا الحجم لا يبنى فى دولة أخرى ولا يضع حدودا بين سكان العاصمة وباقى مدن وقرى مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحماية ليست بالأسوار الحماية ليست بالأسوار



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:50 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كلاركسون يواجه انتقادات ساخرة بعد رحيله عن "بي بي سي"

GMT 19:26 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة الفلسطينية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي

GMT 07:45 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بشرة نظيفة قبل 4 أسابيع من زفافك

GMT 21:19 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يتعادل مع خان يونس ويرتقي الصدارة

GMT 22:14 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف يُشارك جمهوره بصوره في السويد خلال عرض "هيبتا"

GMT 09:57 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا العبدالله تطّلع على معرض غاليري دار المشرق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday