حوارات المغرب 1 2
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

حوارات المغرب (1- 2)

 فلسطين اليوم -

حوارات المغرب 1 2

بقلم عمرو الشوبكي

دعيت إلى مؤتمر دولى عقد فى مدينة الداخلة بالصحراء المغربية الأسبوع الماضى نظمته مؤسسة Crans Montana العالمية وشارك فيه حوالى 1200 مدعو من 140 بلدا مختلفا تحت عنوان «نحو أفريقيا جديدة» وكانت فرصة للحوار والنقاش حول ما يجرى فى المغرب والعالم العربى وباقى بلاد الدنيا على مدار 5 أيام.

والحقيقة أن هذا المؤتمر كان نموذجا حيا لاستخدام بلد عربى غير نفطى لمفهوم القوة الناعمة والدفاع عن قضاياه وفى القلب منها قضية الصحراء المغربية دون ابتذال أو هتافات تعبوية تذكرنا بما كانت تقوم به بعض النظم العربية فى نهايات القرن الماضى، إنما بإعطاء فرصة لنقاش حر بين الحاضرين، وتقديم صورة طبيعية تقول إن تلك المنطقة لا تختلف كثيرا عن باقى المناطق المغربية.

والحقيقة أن الخبرة المغربية تذكرنى دائما بما سبق أن كتبته منذ حوالى 10 سنوات عن النموذج البريطانى حين وصفته فى أحد المقالات «ببريق الهدوء»، فهو نموذج سياسى وحضارى مستقر، والملكية فيه ضاربة فى جذور التاريخ منذ قرون طويلة وعرفت تراكما تاريخيا جعل البلد نموذجا للاستقرار فى المنطقة، لا تتوقع منه تغييرات فجائية أو ثورية، إنما هو دائما يحدث تغييرات إصلاحية.

وقد بدأ المغرب فى إحداث إصلاحات حقيقية فى عهد الملك الحالى محمد السادس بتأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة فى 7 يناير 2004 كأداة فعالة للبحث عن الحقيقة فى ملفات انتهاكات حقوق الإنسان وإنصاف الضحايا من خلال «جبر الضرر» ورد الاعتبار لهم. واعتبرت الدولة المغربية هذه الهيئة جهازا ذا اختصاصات غير قضائية فى مجال تسوية ملفات ماضى الانتهاكات لحقوق الإنسان بحيث تقتصر مهمتها على البحث على الحقيقة وتقييم الضرر.

وأعطت الحكومة المغربية الحق للهيئة لعمل جلسات استماع فى مختلف مدن المملكة وأعطت فرصة للأشخاص ضحايا الانتهاكات للتعبير بصفة شخصية ومباشرة على شاشة التليفزيون لما تعرضوا له من تنكيل وتعذيب وإهدار للكرامة وما تعرض له ذووهم من أضرار جسيمة مادية ومعنوية.

والحقيقة أن تشكيل هيئة الإنصاف والمصالحة جاء فى عهد الملك الجديد محمد السادس نجل الملك السابق الحسن الثانى الذى ارتكب فى عهده كثير من الانتهاكات، أى أنها لم تؤسس عقب ثورة إنما عبر «إرادة إصلاحية» صحيح أن هناك من يراها غير كافية إلا أنها فتحت الباب أمام النظام السياسى لإصلاح نفسه من داخله وبناء نموذج سياسى قابل للتطور.

والمفارقة أن المغرب الملكى المحافظ شكل هيئة الإنصاف والمصالحة فى حين أن مصر الجمهورية التى شهدت ثورة كبرى لم تفتح ملف الماضى ولو بمنطق جبر الضرر فى مفارقة تبدو لافتة.

وقد تواكب مع أعمال هذا المؤتمر قيام الملك محمد السادس بتكليف لسعد الدين العثمانى القيادى فى حزب العدالة والتنمية تشكيل حكومة جديدة بدلا من عبدالإله بن كيران، رئيس الحزب، بعد أن فشلت محاولات الأخير على مدار 5 أشهر فى تشكيلها، وهو الأمر الذى انعكس على حوارات كثير من الحاضرين مع المثقفين والسياسيين المغاربة.

وقد ذكر لى أحد المحامين المغاربة، وهو من المنتمين لحزب التقدم والاشتراكية، أن تكليف العثمانى هو رسالة مزدوجة للأحزاب أو بالونة اختبار، تقول إن هناك هامشا فى المغرب لكى تتحرك الأحزاب وتشكل الحكومة، ولكن هناك أيضا خطوطا حمراء يضعها النظام الملكى، وتلك ربما ميزة المغرب فى وضوح مساحات الجدل والخلاف وحدوده فى نفس الوقت بحيث تعرف أين تبدأ وأين تنتهى.

أما حوارات المؤتمر ومستقبل أفريقيا فيبقى ذلك حديث الغد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات المغرب 1 2 حوارات المغرب 1 2



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 22:13 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"تحديد موعد النظر في شكوى فلسطين ضد "الفيفا

GMT 19:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غياب كنكوني والعازمي عن مباراة برقان وكاظمة

GMT 12:54 2017 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

ظافر العابدين ينتهي من تصوير المسلسل البريطاني Fearless

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday