تحية للشعب السوداني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تحية للشعب السوداني

 فلسطين اليوم -

تحية للشعب السوداني

بقلم: عمرو الشوبكي

دلت مظاهرات الأحد، التى جرت فى عدة مدن سودانية، على أن الشعب السودانى من أكثر الشعوب العربية إيمانا بالدولة المدنية الديمقراطية، وأن المطالبة بالعيش بكرامة لا تتطلب بالضرورة وضعا اقتصاديا مميزا ولا تعليما رفيعا ولا مستوى اجتماعيا مرتفعا، فهى كلها عوامل قد تساعد على الإيمان بالدولة المدنية، لكنها لا تعنى بالضرورة الاستعداد لدفع ثمنها واستحقاقاتها.يقينا انتفاضة الشعب السودانى التى أسقطت البشير عادت مرة أخرى للشارع من أجل الضغط على المجلس العسكرى فى يوم 30 يونيو ذكرى انقلاب البشير الذى أسس لنظام حكم إخوانى استبدادى جثم على الشعب السودانى 30 عاما.مشاهد المشاركين فى مظاهرات الإثنين من بسطاء الشعب السودانى تقول إنهم ليسوا فى مجتمع وفرة إنما فى مجتمع أزمة، وهم بالتأكيد لا يشبهون فقراء فرنسا من أصحاب السترات الصفراء، ومع ذلك نزلوا بكثافة دفاعا عما يؤمنون به من قيم ديمقراطية وطالبوا المجلس العسكرى بضرورة تسليم السلطة للمدنيين.ورغم نجاح تظاهرات الأحد إلا أن السؤال أو المعضلة السودانية لن تحل فقط بالاعتماد على ضغط الشارع لأنه يبقى وسيلة وليس هدفا، لأن الهدف هو بناء بديل سياسى للنظام القديم، ولو ظل هذا البديل مجرد صوت احتجاجى وتظاهرات يومية، فإن الوضع سيزداد هشاشة وضعفا وسيضع البلاد فى فوضى قد تسقطها فى مواجهات أهلية أو فى جعبة الأكثر تنظيما وقوة أى المؤسسة العسكرية.ستبقى مشكلة تجارب الانتفاضات العربية فى تلك النظرية الخاطئة التى ترفع طول الوقت شعار «إسقاط كل أركان النظام القديم» وتتصور أن تفكيك القديم وبناء الجديد يمكن أن يحدث فقط عبر الصوت الاحتجاجى، فى حين أو وجود بعض مكونات النظام القديم كما حالة المجلس العسكرى فى السودان والتفاوض معه والضغط علية وتحقيق مكاسب تدريجية أفضل مائة مرة وأكثر أمنا للجميع من إسقاطه ودخول البلاد فى فوضى عارمة.الثقافة المدنية للشعب السودانى مبهرة وملهمة وإصراره على مدنية الدولة أمر يستحق التحية والإشادة، لكنه يحتاج، فى نفس الوقت، إلى وجود نخبة سياسية تقبل بحلول يكون فيها حضور المجلس العسكرى أكبر مما تريد، وعن طريق بناء الثقة المتبادلة التى تسمح ببناء حياة سياسية وأحزاب قوية تبدأ القوى المدنية فى توسيع مساحتها، لأنها ستصبح فى هذه الحالة مساحة جدارة واستحقاق وليست مساحة احتجاج وضغط وفرض شروط، عادة ما يقلبها المجلس العسكرى مضطرا وحين تفشل القوى المدنية فى الحكم وفى الإدارة يعود بشروط أكثر قوة.فرصة الشعب السودانى فى بناء دولة قانون مدنية مازالت قائمة، وذلك بالبحث عن الرجل أو المشروع الجسر (وليس التمثيل المتساوى فى المجلس السيادى)، الذى ينقل البلاد من واقع الانقسام الحالى إلى شراكة بين الجيش السودانى والمجتمع المدنى والسياسى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للشعب السوداني تحية للشعب السوداني



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017

GMT 21:26 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان الفائزة بجائزة "نساء المستقبل" في العاصمة البريطانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday