العالم وانتفاضة السودان
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

العالم وانتفاضة السودان

 فلسطين اليوم -

العالم وانتفاضة السودان

بقلم - عمرو الشوبكي

على خلاف ما ذكره الرئيس السوادنى أثناء زيارته للقاهرة حول تضخيم وسائل الإعلام للاحتجاجات المناهضة لحكمه، فإن الواقع يقول إن هناك حالة من عدم الاكتراث الدولى والعربى بما يجرى فى السودان، خاصة إذا قورن بتغطية الصحف والوكالات العالمية لثورتى تونس ومصر.

فما الذى جرى وجعل العالم بهذا الحياد والسلبية تجاه ما يجرى فى السودان؟، وبدا الأمر أن هناك أسبابا جعلت كثيرا من المعارضين للنظم الاستبدادية فى الغرب والشرق يشككون فى نتائج الثورات على ضوء ما جرى فى بلاد «الربيع العربى» (ما عدا تونس) فآثر الحياد دون أن يعارض الانتفاضة السودانية، فى نفس الوقت سنجد أن التيار الداعم لبقاء الأحوال على ما هى عليه دعم بنشاط النظام السودانى وبدا أكثر تأثيرا من القوى الديمقراطية.

والسؤال المطروح لماذا تجاهلت وسائل الإعلام العالمية، ومعها معظم النخب الغربية، ما يجرى فى السودان فى الوقت الذى تحمست فيه لما جرى فى تونس ومصر؟!، وشهدنا كيف تبارى قادة العالم فى الإشادة بالثورة المصرية وكيف أنهم تعلموا قيم التغيير السلمى من الشباب فى ميادين التحرير المصرية، وكيف أن الثورة المصرية ألهمت العالم، بل إن بعضنا يذكر أن فى «الأيام الخوالى» وضع فى مطار القاهرة تصريحات لأوباما وغيره من قادة الغرب تشيد بالثورة المصرية (انتقدته فى حينه).

والحقيقة أن غياب العالم عن السودان يرجع إلى فقدان قطاع واسع منه الثقة فى المجتمعات العربية وليس فقط النظم العربية، فالعالم الذى أيد الثورات، باعتبارها سمحت للعالم العربى أن يكون جزءا من قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، اكتشف أن معظمها فشل فى إجراء أى تحول ديمقراطى، بل أن بعضها دخل فى أتون الحرب الأهلية وعرف إرهابا وعنفا لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية (سوريا)، فأصبح هناك حذر وعدم ثقة فى أى حراك شعبى سلمى، خوفا من أن يتحول إلى فوضى كاملة، وتكرار سيناريو الهجرة والإرهاب الذى تعانى منه أوروبا.

تجاهل الغرب انتفاضة السودان السلمية بشكل لافت، ولم يضعها الإعلام الغربى على سلم أولوياته، ليس حبا فى نظام البشير، إنما خوفا من أن تتحول الثورة إلى فوضى كاملة.

يقينا انتفاضة السودان لديها فرصة حقيقية لتتجاوز أخطاء باقى التجارب العربية، فالإخوان هناك أو ما يعرف بالحكم الإسلامى هو الذى يثور ضده الناس وليس ما يحلم به الناس، كما أن تيارات التطرف الثورى على هامش الفعل الشعبى فى السودان، مما يسمح بوجود فرصة حقيقية للتقدم للأمام من خلال ثلاثة سيناريوهات: الأول وضع ضمانات ألا يترشح الرئيس البشير فى انتخابات العام القادم الرئاسية، أو يظهر مرشح مدنى مقبول من الجيش أو مرشح من الجيش مقبول من أغلب الشعب. أى من هذه السيناريوهات يعنى نجاح انتفاضة السودان فى التقدم خطوة نحو بناء دولة القانون والديمقراطية.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم وانتفاضة السودان العالم وانتفاضة السودان



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 07:47 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

فتح تحقيق فيدرالي في وفاة ضابط شرطة في "أحداث الكونغرس"

GMT 09:39 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

الأطعمة الدهنية تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والدماغ

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 10:27 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 21 مواطنا من الضفة

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

بابل أقدم حواضر العالم وتاريخها يتحدى الأساطير
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday