اللعب بالدستور لعب بالنار
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

اللعب بالدستور لعب بالنار

 فلسطين اليوم -

اللعب بالدستور لعب بالنار

بقلم : عمرو الشوبكي

الدستور عمل بشرى وليس كتابا مقدسا، وتعديله أمر وارد بعد تطبيقه واكتشاف عيوب بعض مواده، وعبر توافق مجتمعى وسياسى يختار اللحظة المناسبة لإجراء عملية التغيير.

والحقيقة أن مطلب تعديل الدستور، فى الوقت الحالى، خلا من كل الشروط السابقة، فمعظم نصوصه لم يطبق، وكثير منها تم تجاهله عمدا من قبل رئيس البرلمان والسلطة التنفيذية، كما أن النقاش الحالى بدا وكأن هدفه تأجيل انتخابات الرئاسة بزيادة مدتها لتصل إلى 6 سنوات بدلا من 4، كما ينص الدستور الحالى.

والحقيقة أن الدستور لم يكن عملا فرديا ولم يحدد نصوصه قرار مسبق، إنما هو نتاج نقاش وجدل لم يخلُ من مثالب، استمر لأكثر من 3 أشهر حتى خرج للنور بصيغته الحالية.

والحقيقة أن باب نظام الحكم، الذى شرفت أن أكون مقررا له (بالانتخاب)، كان من أكثر الأبواب إثارة للخلاف، خاصة مع وجود تيارين مؤثرين: أحدهما تبنى النظام السياسى البرلمانى أو أقرب للبرلمانى، أبرزهم د. محمد أبوالغار، ولم يكن أ. عمرو موسى بعيدا عن هذا الرأى، وأيضا د. السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، وآخرون، يقابله تيار آخر ضم كاتب هذه السطور وكل الأسماء الشابة فى لجنة الخمسين (أحمد عبدالعزيز وعمرو صلاح وأحمد عيد ومحمود بدر)، ومعهم كل من سامح عاشور، نقيب المحامين، وأ. محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، وآخرين.

والمفارقة أن النص الدستورى الذى اقترحته لجنة العشرة، ومن ضمنهم رئيس البرلمان الحالى، وعُرض على لجنة الخمسين ولم تأخذ والحمد لله بمعظم مواده، خاصة فى باب نظام الحكم، كان ينقل البلاد إلى النظام البرلمانى ويقلص صلاحيات الرئيس إلى أدنى حد ممكن، صحيح أن بعضهم اكتشف فجأة أن الدستور كُتب فى لحظة عدم استقرار، وأن صلاحيات الرئيس منقوصة وغيّر آراءه لدوافع وتوجيهات معروفة.

والحقيقة أن المدرستين فى النظم السياسية، أى البرلمانى والرئاسى، مطبقتان فى كل الدول الديمقراطية، وأننى واحد من تيار تبنى النظام الرئاسى قبل ثورة يناير وبعدها وداخل لجنة كتابة الدستور وخارجها، رغم أن الموجة السائدة كانت التحول نحو النظام البرلمانى.

والحقيقة أن النظام المصرى هو نظام شبه رئاسى، أى رأس سلطته التنفيذية هو رئيس الجمهورية، ولكنه يضم أيضا رئيس وزراء ينتخبه البرلمان ويشارك رئيس الجمهورية جانبا من صلاحياته الداخلية، وهنا سنجد النظام الفرنسى هو الأبرز بين هذه النظم، ومعه النظام التونسى الواعد ومدة الرئاسة فيهما 5 سنوات، فى حين أن النظم الرئاسية الكاملة، مثل أمريكا ومعظم دول أمريكا الجنوبية، ليس بها رئيس وزراء ومدة الرئاسة فيها 4 سنوات.

والحقيقة أن الجدل الذى دار داخل لجنة الخمسين لم يكن بعيدا عن أى نقاش فى أى بلد يرغب فى أن يؤسس دستورا محترما قابلا للتطبيق، وكان النقاش حول صلاحيات رئيس الجمهورية كبيرا وعميقا فى أغلب الحالات، ونجح التيار الداعم لفكرة النظام شبه الرئاسى فى أن يضع مواد كثيرة حسمت أن رأس النظام السياسى ليس بالطبع رئيس الوزراء ولا البرلمان، إنما هو رئيس الجمهورية، ونال رئيس الجمهورية صلاحيات تفوق بمراحل ما كان مقترحا من لجنة العشرة.

ويلاحظ أن الرئيس فى الدستور الحالى من حقه أن يختار وزراء السيادة، أى الدفاع والداخلية والخارجية والعدل، وهو النص الذى اقترحته داخل اللجنة وأخذ وقتا طويلا من النقاش، ونال فى النهاية موافقة أعضائها، وكنت ومازلت مع أن يصبح النص الدستورى هو أن يختار ويعفى لا أن يختار فقط كما هو النص الحالى (هناك رأى قانونى يقول طالما أعطى له حق الاختيار فمن حقه أيضا أن يعفيهم).

ومنذ أن صدر الدستور وهو يتعرض لهجمات متعددة الدوافع، لا علاقة لها فى كثير من الأحيان بنصوصه الحقيقية، وظل كل من كان يتمنى أن يصبح عضوا فى لجنة الخمسين، ومن نعم الله أنه لم يصبح، ومعه بعض الإعلاميين وأشباه سياسيين ولجان إلكترونية، يشن حملة أكاذيب مزورة على نصوص غير موجودة أصلا، مثل القول إن من حق البرلمان سحب الثقة من رئيس الجمهورية، وهو جزء من مؤامرة حاكتها لجنة الخمسين على الرئيس، والحقيقة أن المادة 161 تعطى الحق لمجلس النواب بأغلبية الثلثين أن يقترح عمل استفتاء شعبى لسحب الثقة من رئيس الجمهورية، (أى ليس البرلمان الذى يسحب الثقة، إنما الشعب الذى انتخبه)، وفى حال رفض الشعب سحب الثقة من الرئيس يصبح البرلمان منحلا، وهو ما لم يتم الأخذ به فى حال استفتى الرئيس الشعب على حل البرلمان ورفض الشعب حله يبقى رئيس الجمهورية فى منصبه.

النظام الرئاسى الديمقراطى له قواعد، من أهمها ألا يبقى الرئيس للأبد فى السلطة، وكل التجارب الناجحة قللت فترة الرئاسة، ففرنسا أنقصتها من 7 إلى 5 سنوات، وأمريكا ومعظم النظم الرئاسية حافظت على تقليد الأربع سنوات القابل للتمديد مدة واحدة، ويقينا أن لدينا مشكلة أن البرلمان مدته 5 سنوات، والرئاسة مدتها 4 سنوات، ولأن من يطالب بالتغيير عينه فقط على صلاحيات الرئيس وليس كفاءة النظام السياسى بكامل أركانه، بأن تصبح مده السلطة التشريعية والتنفيذية واحدة (5 سنوات).

النقاش حول الدستور ومراجعة بعض نصوصه وارد إذا كان الهدف هو تعديل ما ثبت فشله فى التطبيق أو تعطيله لمصالح الناس أو أحدث خللا فى النظام السياسى، ولكن تعديله تفصيلا وبهدف وحيد هو تأجيل الانتخابات الرئاسية وإرضاء رئيس الجمهورية وإعطاؤه صلاحيات مطلقة، لعب بالنار وكارثة تهدد النظام السياسى الحالى أكثر مما تهدد الشعب، وتهدد المؤيدين أكثر من المعارضين، ولا يوجد مبرر لها مثل إجراءات كثيرة اتخذت فى الفترة الأخيرة دون أى أسباب مقنعة.

نعم فتح ملف بعض مواد الدستور وارد عقب انتخابات الرئاسة، العام المقبل، ولكن بشرط إجراء حوار سياسى وقانونى بين أصحاب الآراء والأفكار المختلفة من كل الاتجاهات لمعرفة أى مواد أثبت الواقع أنها تحتاج لتغيير للصالح العام وليس لصالح حاكم أو رئيس أو نظام، مثلما يفعل رجال التفصيل فى كل العصور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالدستور لعب بالنار اللعب بالدستور لعب بالنار



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017

GMT 21:26 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان الفائزة بجائزة "نساء المستقبل" في العاصمة البريطانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday