لماذا لن نقضى على الإرهاب فى 3 أشهر
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لماذا لن نقضى على الإرهاب فى 3 أشهر؟

 فلسطين اليوم -

لماذا لن نقضى على الإرهاب فى 3 أشهر

بقلم - عمرو الشوبكي

قد يرى البعض أن دوافع الرئاسة المصرية وراء الخطاب الصارم والحماسى فى التعامل مع الإرهاب هى رفع الروح المعنوية وإظهار صلابة موقف الدولة، وذلك بالمطالبة باستخدام القوة الغاشمة تارة، والرد «بمنتهى العنف» تارة أخرى، وحتى مطالبة رئيس الأركان بالقضاء على الإرهاب فى سيناء فى 3 أشهر، مر نصف المدة ولم يتراجع الإرهاب، بل تجرأ حتى استهدف الأسبوع الماضى مروحية وزيرى الدفاع والداخلية، ثم سقط فى خلال 24 ساعة 20 شهيدا، 6 منهم فى سيناء، والباقى فى محيط كنيسة مار مينا فى حلوان وعلى طريق بنى سويف.

والحقيقة أن حديث القوة مطلوب تجاه العناصر التنظيمية التى تحمل السلاح، فلا أحد يقول إنه يجب مواجهتها بالرقة والحوار، إنما بالقوة العاقلة، وليس الغاشمة، التى تهتم بالمهنية والعلم وجمع المعلومات، والتركيز على محاربة التطرف والمتطرفين وليس السياسة والسياسيين، أما التحدى الحقيقى فيكمن فى البيئة الحاضنة الاجتماعية والسياسية، التى تفرز كل يوم عناصر متواطئة أو منخرطة فى جماعات العنف.

فلم يعد هؤلاء الإرهابيون الجدد يحملون بنية عقائدية عميقة، ولو فى الاتجاه المتطرف مثلما جرى مع تنظيمات التطرف فى سبعينيات القرن الماضى (الجهاد والجماعة الإسلامية)، إنما قشرة دينية متطرفة يخرجونها لحظة القيام بالعمل الإرهابى، فى حين أن تطرفهم الحقيقى والعميق لم يأتِ من تفسيرات منحرفة لنصوص دينية، إنما من روايات انتقام سياسى ضد النظام القائم تروج وسط قطاعات من الناس العادية والشباب وتخلق بيئة حاضنة لهذه العناصر الإرهابية.

إن قضية التطرف والإرهاب ليست أساسا قضية مناهج دينية وأزهر وقلة وعى وأمية، فهذا بالتأكيد يفرز حادثة مثل أطفيح وغيرها من صور التمييز فى حق الأقباط، إنما لا يفرز الإرهاب الجديد من قتل على الهوية الدينية مثل الذى شهدناه منذ انفجار كنيسة البطرسية وكنيستى طنطا والإسكندرية، مرورا باستهداف المسيحيين فى العريش وحافلة المنيا، وانتهاء بالتفجير الأخير، وهنا دخل متغير جديد استهدف الأقباط ليس فقط أو أساسا بسبب التمييز الدينى والطائفى، إنما بسبب رواية سياسية متكاملة الأركان سبق أن بثها داعش فى أحد شرائطه العام الماضى، واعتبر فيها الأقباط (عن باطل) هم ذراع النظام، وأحد أركان الحكم الذى يعتبرونه ظالما و«طاغوتيا».

السؤال الذى لن تجيب عنه القوة الغاشمة هو سؤال لعلماء الاجتماع والسياسة قبل علماء الدين والخبراء الأمنيين: ما الذى دفع مئات الشباب إلى حمل السلاح وتفجير أنفسهم، حتى تحول الإرهاب إلى ظاهرة وليس حالات فردية، وما طبيعة البيئة التى تدفع كل يوم بعناصر جديدة نحو الإرهاب؟.

إن بيئة الإرهاب ترجع فى جانب رئيسى منها إلى أسباب سياسية واجتماعية، وليست دينية، وفى قدرة خطاب المظلومية السياسية (لا يعنى أن أغلبه صحيح) والانتقام على استقطاب عناصر جديدة مستعدة للموت فى سبيل قناعتها.

لن ننتصر فى معركتنا ضد الإرهاب إلا لو فتحنا «الملف المحرم» فى حربنا على الإرهاب، وهو الملف السياسى والدوافع السياسية التى تدفع الكثيرين للانتقال إلى العنف، ونقبل باستحقاقات هذا الملف ببناء دولة قانون عادلة، ونواجه بالسياسة والعدل جوانب كثيرة من خطاب المظلومية والانتقام السياسى، عندها نكون قد أخذنا أول خطوة جادة فى اتجاه الانتصار على الإرهاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لن نقضى على الإرهاب فى 3 أشهر لماذا لن نقضى على الإرهاب فى 3 أشهر



GMT 04:16 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تحية للشعب السوداني

GMT 02:15 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الاقتصاد في مواجهة السياسة

GMT 04:59 2019 الأحد ,12 أيار / مايو

ظاهرة عادل إمام

GMT 03:31 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

وبدأت الجزيرة

GMT 09:27 2019 الجمعة ,15 آذار/ مارس

الجزائر على طريق النجاح

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 18:29 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

أسماك الوطواط العملاقة تغزو شواطئ غزة

GMT 09:31 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 09:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:57 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

الخلاف بين ترامب و"نيويورك تايمز" يسبب البلبلة

GMT 06:44 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

هل الرياضة تحسن قدرة الأطفال على التفكير؟

GMT 05:02 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مقادير وطريقة إعداد "كعكة اللبن"

GMT 02:11 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تجنب تناول السكريات والموز يقي من الحموضة

GMT 10:58 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

اكتشاف محاولة لتهريب قطع أثرية مصرية إلى العراق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday