بين احتجاجين
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

بين احتجاجين

 فلسطين اليوم -

بين احتجاجين

بقلم-عمرو الشوبكي

احتجاجات السودان تقاطعت فى توقيتها مع احتجاجات فرنسا، فقد انطلقت مظاهرات واحتجاجات واسعة فى كلا البلدين، وبقى الفارق فى تعامل الحكومتين مع تلك الأحداث حتى وصل لحد التناقض.

من الوارد أن تحتج الشعوب فى كل مكان فى العالم شمالا وجنوبا وفى دول متقدمة ونامية وفقيرة وغنية، ويبقى الفارق هو فى تعامل السلطات مع هذه الاحتجاجات وكيف تنظر لمطالب شعوبها وكيف أن بقاء أى رئيس (مهما كانت سياساته) لثلاثين سنة فى السلطة يمثل فى ذاته أزمة، فما بالنا إذا كانت سياساته كارثية وأوصلت بلادة إلى أزمات سياسية واقتصادية وثقافية غير قادرة على الخروج منها.

فى فرنسا انطلق الرئيس الفرنسى من أن هناك مشكلة اقتصادية وسياسية حقيقية، وهناك جزء من الشعب لديه مشكلة مع سياساته، أما فى السودان فانطلق الرئيس السودانى من أن هناك مؤامرة على السودان يقودها مأجورون وخونة (استخدم هذه التعبيرات حرفيا).

قال الرئيس الفرنسى، فى خطاب متلفز، إنه يشعر بالناس والعمال والأمهات والعجائز والأرامل، وأقر أنه أعطى انطباعا أنه وضع أولويات أخرى غير ما يعيشه غالبية الفرنسيين وأنه دون أن يقصد جرحهم وأكد أنه لا ينتمى إلا للشعب، وقرر رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو كل شهر وألغى الضرائب الإضافية عن ساعات العمل الإضافية وعلى من تقل معاشاتهم عن 2000 يورو، وأنه سيعمل على وضع عقد اجتماعى جديد وأطلق جملته الشهيرة «أعلن حالة الطوارئ الاجتماعية» وهو عكس ما كان يروج له البعض بأن الحل فى قمع المتظاهرين وفرض حالة الطوارئ.

تراجع ماكرون وخرج استفتاء بعد خطابه جاء فيه أن 54% من الفرنسيين يرون ضرورة توقف حركة السترات الصفراء وأن 50% اقتنعوا بكلامه بعد أن كان ثلثا الشعب يؤيدون الحركة وهو بلا شك نجاح ولو جزئى للرجل.

لن تنتهى حركة الاحتجاجات فى فرنسا كليا لأن لها أبعادا أعمق من سياسات ماكرون، وهى قادرة على إصلاح النظام وتصويب سياساته لأن السلطة فى فرنسا احترمت منذ البداية التحركات الشعبية واعتبرت أن من حق جزء من الشعب أن يعترض سلميا على سياستها (ورفضت وواجهت العنف)، أما فى السودان فقد انطلقت السلطة من أن الشعب ليس رقما فى معادلة الحكم وأن الاحتجاج على سياسات الحاكم سلميا بالاعتراض أو التظاهر يعنى مؤامرة على الدولة والنظام وعلى الشعب نفسه، وتصبح خيارات تغيير النظام أو الحروب الأهلية أو الفوضى هى النهاية الطبيعية لأى احتجاجات يرفض وجودها السلمى النظام القائم.

احتجاجات السودان مآلها كما قال الخبير العالمى فى شؤون أفريقيا والسودان هانى رسلان أنها ستغير النظام الحالى، وربما تؤدى إلى نظام أفضل يحترم حقوق شعبه فى بناء الديمقراطية ودولة القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين احتجاجين بين احتجاجين



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:50 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

كلاركسون يواجه انتقادات ساخرة بعد رحيله عن "بي بي سي"

GMT 19:26 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة الفلسطينية تحذر من خطورة التصعيد الإسرائيلي

GMT 07:45 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بشرة نظيفة قبل 4 أسابيع من زفافك

GMT 21:19 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يتعادل مع خان يونس ويرتقي الصدارة

GMT 22:14 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو يوسف يُشارك جمهوره بصوره في السويد خلال عرض "هيبتا"

GMT 09:57 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا العبدالله تطّلع على معرض غاليري دار المشرق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday