سطور لن تقرأها لمصطفى محمود
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

سطور لن تقرأها لمصطفى محمود

 فلسطين اليوم -

سطور لن تقرأها لمصطفى محمود

بقلم : خالد منتصر

فى ذكرى د.مصطفى محمود، وفى 31 أكتوبر من كل عام، تستطيع أن تقرأ كل كتبه وتشتريها من السوق فى عدة طبعات مختلفة ومن دور نشر متعددة، إلا كتاب «الله والإنسان» الذى كتبه فى نهاية الخمسينات وصودر فور نشره بأمر من السلطة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالناصر، والدينية ممثلة فى الأزهر ودار الإفتاء التى كتبت تقريراً عنيفاً تتهم فيه مصطفى محمود بالازدراء قبل صدور قانون يحمل تلك الصفة ويقنن تلك التهمة بنصف قرن، وفى عهد السادات حاولت بعض دور النشر طباعته لكن مصطفى محمود نفسه رفض فقد كان قد تخلى عن أفكاره التى كتبها فى هذا الكتاب ودخل مرحلة أخرى لها ما لها وعليها ما عليها، وللأسف هذه الفترة المبكرة من حياة مصطفى محمود لم تأخذ حظها من الإضاءة والتحليل والعرض والنقد، برغم أنه قد كتب فيها قصصاً قصيرة من أجمل وأعذب القصص العربية على الإطلاق، والتى كان من الممكن لو استمر فى كتابتها أن ينافس زميله فى كلية الطب يوسف إدريس، كتاب «الله والإنسان» كتاب مظلوم، كتاب يعبر عن أفكار شاب متمرد يحلق بجناحيه فى عالم الفلسفة، الأسلوب رائع، والعرض جذاب، ولو تمت قراءته بعد كل تلك السنوات وفى ظل مئات المدارس الفكرية والفلسفية التى ظهرت فى الستين عاماً التالية، سنجد أنه لا يستحق المصادرة بل يستحق العرض والمناقشة، من الممكن أن تختلف مع بعض الأفكار المتناثرة هنا وهناك، ولكنه اختلاف الحيوية وليس اختلاف النفى، وإليكم بعض الاقتباسات من نسخة شاردة تم إنقاذها من مخالب المصادرة:

- إننا فى الشرق نتكاثر فى مهارة نُحسد عليها، ونصنع الأطفال بالسرعة التى يصنع بها الأمريكيون شفرات الحلاقة فنتضاعف كالنمل كل عام، لكن قطار التطور لا يهم فيه عدد العربات التى يجرها وإنما المهم هى الماكينة التى تجر وهى ماكينة من سلندر واحد هو الوعى.

- الكفر بحرية الإنسان جريمة أقبح من القتل.

- إن الحرية، حقيقةً، هى صرخة أحسها فى داخلى وتحسها فى داخلك فتعلو على نحيب الكتب الصفراء وتغرقها، أنت حر وحياتك مغامرة وغدك مجهول، أنت الذى تقيم أصنامك وأنت الذى تحطمها، فامضِ فى طريقك ولا تنسَ هذه الأمانة التى تحملها على كتفيك: الحرية.

- أتعس اللصوص وربما أشرفهم هم لصوص فى الحديد، فى السجن، فى بالوعة المجتمع وما أكثر ما تتلقف البالوعات من حُلى ثمينة، لقد كان فرانسوا فيللون أفاقاً ولصاً وشاعراً، وحينما كان يموت بالسل فى سجنه نحيلاً أزرق متقطع الأنفاس كان يترنم بالقصيدة الخالدة التى يقول فى آخرها:

(أيها الدود فى قبرى عذراً.. فلن تظفر منى بوليمة دسمة فقد أكلنى الناس على الأرض ولم يتركوا لك إلا العظام).

- الشرف ليس كما يظن الناس معنى مطلقاً وحقيقة واحدة ثابتة، إنما هو نسيج محلى يخضع للاستهلاك المحلى ونوع الزبون، كل دولة لها شرف خاص، وكل بلد، وكل إقليم، بل كل بيت، وأحياناً كل إنسان له شرف خصوصى، وإذا حكمنا بأغلبية البضاعة الموجودة فى سوقنا الشرقية فالشرف عندنا معناه مضحك حقاً، الشرف عندنا معناه صيانة الأعضاء التناسلية!، الشرف عندنا خاص بالجسم فقط أما شرف العقل فهذا تفكير بربرى.

- أنا من هواة جمع المواعظ، وأعتقد أن هذا أفضل من جمع الطوابع والسجاجيد والنقود القديمة، وإن كنت أكتفى بجمعها فقط وأترك مهمة تطبيقها للناس الأفاضل الأتقياء، إن الفضائل نسيج حى يتطور باستمرار ويتعفن إذا حفظ، والفضائل المجففة وفضائل العلب لا تصلح لأمعائنا الحديثة.

- السعادة هى اندفاع الطاقة الإنسانية حرة فى طريقها الطبيعى تتكلم وتبنى وتفكر وتتفنن، الذى يحول بينك وبين البكاء يشقيك أكثر من البكاء نفسه، وربما كان البكاء سعادة أحياناً إذا كان تعبيراً حراً صادقاً منطلقاً بدون تزييف، ومثل هذا البكاء يسعد أكثر من الضحكة المغتصبة والابتسامة الصفراء.

- لقد بدأنا عبيداً للأرض وانتهينا عبيداً للأجر.

- كان الطاغية إذا أراد أن يشنق على راحته أطلق على المشنقة كلمة كنيسة وبدأ يشنق تحت ستار الدين والرب والوصايا العشر، وإذا أراد أن يقتل الفن أطلق عليه كلمة دعارة، وإذا أراد أن يخنق الفكر أطلق عليه كلمة إلحاد.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سطور لن تقرأها لمصطفى محمود سطور لن تقرأها لمصطفى محمود



GMT 06:57 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

هذه هى الحياة

GMT 06:48 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

عن فيلم الممر

GMT 06:48 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

عن فيلم الممر

GMT 06:48 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

عن فيلم الممر

GMT 06:48 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

عن فيلم الممر

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو

GMT 05:33 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

Skylodge Adventure suite في بيرو يلائم محبي المغامرة

GMT 16:34 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

منة شلبي تعلن أن "نوارة" نقطة فاصلة في حياتها
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday