بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
لن تكون مجرد ورشة عمل اقتصادية تلك التى ستُعقد فى المنامة فى 25 و26 يونيو المقبل لبدء عملية توفير الدعم لاستثمارات يمكن تنفيذها من خلال الخطة الأمريكية المعروفة إعلامياً باسم صفقة القرن. ستتيح هذه الورشة معرفة بعض جوانب ما يسميه صانعو هذه الخطة منهج تفكير جديد فى حل الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى, وخصوصاُ من حيث منهجية طرح محتواها وتقديمها إلى المعنيين بها.
فقد كان مفهوما، عبر المعلومات النادرة التى يمكن العثور عليها وسط أكوام من التكهنات والتخمينات والافتراضات والتخيلات، أن الخطة تهدف إلى حل نهائى للصراع، ولكن عبر مراحل عدة، لا لشىء إلا لاستحالة تحقيق مثل هذا الحل دفعة واحدة.
وجاء إعلان عقد ورشة العمل الاقتصادية، فأكد ما كان متوقعاً، على أساس أنها ستُطلق مرحلة أولى فى الخطة، ولكن بدون تحديد ما سيليها.
غير أن الحديث عن إطلاق المرحلة الأولى لا يعنى الانتهاء منها فى ورشة المنامة، والانتقال إلى مرحلة ثانية تُطرح فيها القضايا السياسية. ربما تكون منهجية طرح الخطة أكثر تعقيداً، وأطول مدى.
وفى هذه الحال، يمكن أن تكون ورشة المنامة بداية أولى للعمل من أجل إعداد الأوضاع اللازمة للشق الاقتصادى فى الخطة، وأن يحدث هذا عبر مبادرات عدة يتعلق كل منها بجزء معين، قبل الانتقال إلى القضايا السياسية التى قد تُطرح، فى هذه الحال، مُجزأة بدورها.
وإذا صح هذا التصور، فهو يعنى أن صانعى الخطة الأمريكية لن يطرحوا مشروعاً كاملاً، من أجل تجنب أن تتخذ بعض الأطراف المعنية مواقف نهائية تجاهها فى البداية، الأمر الذى يُحبطها قبل أن تبدأ.
فعندما يُقسَّم مشروع الخطة إلى أجزاء صغيرة تُطرح تباعاً، على أن تكون البداية بالقضايا الأقل صعوبة، يزداد احتمال إحراز تقدم فى هذه القضايا، على نحو قد يسهم فى معالجة المسائل الأكثر تعقيداً.
وفى هذه الحال، ستكون إزاء منهج قريب مما اتبعه وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر عقب حرب أكتوبر 1973لكن منهج صفقة القرن سيكون مختلفاً إذا اعتمد طريقة قطعة بقطعة وليس خطوة بخطوة التى اتبعها كيسنجر.