دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

 فلسطين اليوم -

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

كثرت نقاط المراقبة التي أنشأتها تركيا في محافظة إدلب ومحيطها، إلى درجة وصولها إلى 57 نقطة مراقبة عسكرية، في الوقت الذي يستنفر فيه العالم ويشد الحزام لمحاربة فيروس كورونا المستجد، وكذلك تفعل الحكومة السورية لمنع انتشار الفيروس داخل أراضيها.
في غضون أقل من أسبوع، بنت أنقرة خمس نقاط مراقبة في ريف إدلب الغربي، وهي نقاط يبدو أن الهدف الأساسي منها يتعلق بتشكيل مصدات تمنع تقدم الجيش السوري نحو شمال وشرق إدلب إذا ما أجهضت الهدنة المعلن عنها بين الطرفين، الروسي والتركي قبل أكثر من شهر والخاصة بوقف التصعيد هناك.
تعزيز الوجود التركي في إدلب جاء على الرغم من تصريحات منسوبة لمتحدث باسم وزارة الدفاع قال فيها، إن بلاده ستقيد وجودها العسكري في سورية بسبب انتشار جائحة «كورونا» التي تهدد الدول وتربك حساباتها على مختلف المستويات وفي القلب منها المخططات العسكرية.
أنقرة فعلت العكس ويبدو أنها تستثمر قرار وقف التصعيد مع روسيا لترسيخ وجودها العسكري، وضمان عدم تكرار النزاع الأخير الذي أدى إلى سيطرة الجيش السوري على مناطق استراتيجية مثل خان شيخون وسراقب، فضلاً عن أنها تقدم الدعم للمعارضة السورية التي كان من الممكن أن ينتهي وجودها لولا وقوف تركيا إلى جانبها.
هناك من يقول ويسوق إدخال الكتل الإسمنتية من تركيا إلى إدلب وكذلك نقل معدات عسكرية إلى الأخيرة بأنه يصب في إطار جهود محاربة الأكراد وإضعاف وجودهم في الشمال السوري، غير أن هذا الهدف لم يعد هو الأساس بالنسبة لأنقرة، لأنها تمكنت بالفعل من إضعاف الوجود الكردي هناك.
ما تزال تريد أنقرة إقامة منطقة آمنة على طول حدودها مع سورية وكذلك بعمق يصل إلى 32 كيلومترا، وهي تفعل الآن على «الساكت»، وربما يشكل تعزيز وجودها العسكري في إدلب جزءاً من استراتيجيتها لتثبيت المنطقة الآمنة التي تعمل عليها، وكذلك إقامة حزام ديمغرافي سوري يضغط على الوجود الكردي ويمنع تواصله الجغرافي والديمغرافي.
على الرغم من وجود تهدئة متفق عليها بين موسكو وأنقرة، إلا أن الطرفين يدركان أن هناك معارك مقبلة قد تحدد خريطة النزاع في سورية، ولذلك يلحظ أن روسيا تستعجل إرسال قواتها إلى منطقتي منبج وعين العرب، وأيضاً تعيد تمركز قواتها لمنع أي توسع تركي في شمال سورية.
في المقابل، تدعم تركيا المعارضة السورية لأنها تدرك أن حكومة الرئيس بشار الأسد لن تسكت أبداً عن هدنة لا تكفل حقها باستعادة كامل إدلب، ومن غير المستبعد أن يجري شيطنة سورية بتسهيل مهمة عناصر «داعشية» للدخول على خط النزاع من جديد وخلط الأوراق.
أواخر الشهر الماضي، هربت عناصر «داعشية» من سجن في الحسكة وقبلها بأشهر تمكن آخرون من الهروب من سجون في شمال سورية، وهؤلاء ينخرطون في النزاع من جديد ربما إلى جانب «جبهة النصرة» المتطرفة لوقف تقدم الجيش السوري في محافظة إدلب.
كل الأطراف تستغل الأجواء الحالية من تفشي «كورونا» إلى صمود الهدنة من أجل تعزيز وجودها والتحضر للمعركة المقبلة، خصوصاً وأنه لم يجر إلى هذه اللحظة فتح باب النقاش الدبلوماسي عالياً حول مصير إدلب، ولذلك قد نكون أمام مرحلة من عودة الصراع ولو على شكل إطلاق نار متقطع بين الوقت والآخر.
تركيا قد تكون مشغولة بالفعل في محاربة جائحة «كورونا» التي تتفشى داخل أراضيها، لكن عينها أيضاً على شمال سورية وهي لا تريد أن يحصل لها في إدلب كما حصل لها من قبل، كما أنها تفضل قتال الجيش السوري باستخدام سلاح المعارضة وتوظيفها لحماية مصالحها في المنطقة.
وكذلك تنشغل روسيا في منع انتشار «كورونا»، حالها في ذلك حال الكثير من الدول، لكن هذا لا يمنع أيضاً من تحصين وجودها العسكري في الشمال السوري والتحين للفرصة المناسبة التي يحصل فيها الجيش السوري على الضوء الأخضر لاستكمال مسار السيطرة على إدلب.
تدرك تركيا أن مصيرها في إدلب إلى رحيل، غير أنها لا تريد تكرار سيناريو حلب التي تكبدت فيها المعارضة السورية خسائر فادحة جداً وأيضاً تأثرت مصالح أنقرة الاستراتيجية، ولذلك لا يعني وضع الكتل الخرسانية والعلم التركي في إدلب أن الأخيرة جاهزة للقتال ومستعدة له حتى الرمق الأخير، وإنما قد توظف هذه الرسالة حتى تفهم روسيا طبيعة الاحتياجات الأمنية التركية في الداخل السوري.
أيضاً يجوز القول، إن الملعب السوري مفيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعاني هو وحزبه من تآكل شعبيتهما معاً، ولذلك يجد في الوجود التركي بسورية وشعارات القضاء على الأكراد وحماية الحدود التركية من الإرهابيين وكذلك إعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم عاملاً معززاً لإعادة اللحمة الوطنية، وكذلك إشغال الأتراك في هذه القضايا على حساب تفاصيل الأوضاع الداخلية، خصوصاً موضوع حبس آلاف المعترضين على سياسات أردوغان ومشروعاته الاقتصادية وسياساته الخارجية التي أربكت الاقتصاد الوطني.
كل الأطراف متحسبة لمرحلة جديدة من النزاع، وقد تكون هذه المرة أمام خيارات صعبة، ويبدو أن أنقرة قد حضرت نفسها لهذه المعركة على المستويين العسكري والدبلوماسي، دون أن تتخلى بالتأكيد عن لعبة شد الحبل التي قد تخرج منها في سورية «لا غالب ولا مغلوب».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية دلالات نقاط المراقبة التركية في سورية



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:48 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج العذراء 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 20:30 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

مي هشام تؤكد أن الفوز بكأس مصر لم يكن سهلًا

GMT 14:30 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل بو شوشة تختار ما يناسب ذوقها ولا تعتمد على الماركات

GMT 20:07 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

ظهور بورش 918 سبايدر سعودية بشكل ملفت في ميامي

GMT 01:40 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

تعرّف على أفضل هواتف ذكية تدعم "الجيل الخامس"

GMT 06:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

مشكلات سياسية تواجه "دافوس"

GMT 21:10 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحمد مالك يقدم جوائز مهرجان أفلام الهجرة الدولي

GMT 02:18 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هاني رمزي يكشف صعوبة مواجهة النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday