أنقذوا سورية من «كورونا»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

أنقذوا سورية من «كورونا»

 فلسطين اليوم -

أنقذوا سورية من «كورونا»

هاني عوكل
بقلم : هاني عوكل

 بعد أن فتك النزاع السوري المتواصل بملايين الناس وشتتهم في أصقاع الأرض وأعاد البلاد إلى سنوات القحط والفقر، ها هو فيروس كورونا يدخل إلى سورية خلسةً ويضيف العذاب والآلام إلى ما يعيشه الناس من حياة صعبة لا تسر صديقا ولا حتى عدوا.
في الثاني والعشرين من شهر آذار الماضي، أعلنت وزارة الصحة السورية عن إصابة واحدة بفيروس «كوفيد ـــ 19» قادمة من خارج البلاد، وفي أقل من شهر كشفت نفس الجهة الحكومية حديثاً عن تسجيل 25 إصابة بالفيروس ووفاة شخصين، ومن غير المعلوم ما الذي سيفعله «كورونا» في البلاد.
كان يمكن لهذا الرقم أن يتطور في ضوء ضعف الإمكانات الصحية وغير الصحية التي تعيشها سورية، غير أن اتخاذ الإجراءات الوقائية منذ البداية وكذلك قلة حركة السفر إلى سورية منعت بشكل أو بآخر انتشار الفيروس، وإلا كنا أمام معطيات كارثية لو كان الأمر عكس ذلك.
مع ذلك، الحديث عن 25 إصابة بالفيروس أمر مخيف للغاية، خصوصاً في بلد يعيش نزاعاً مستمراً لحوالي تسعة أعوام، في الوقت الذي يفتقد فيه النظام الصحي الكوادر الطبية وآلاف المعدات الضرورية في مواجهة مختلف أنواع الإصابات بما فيها هذا الفيروس المستجد.
إلى هذه اللحظة لم يصل «كوفيد ــ 19» إلى شمال غربي سورية، ولم تسجل إصابات في مخيمات النازحين المقامة في شمال إدلب وفوقها بالقرب من الحدود السورية - التركية، غير أن سرعة انتشار الفيروس تشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لآلاف السوريين الذين يعيشون في ظروف غير صحية ومأساوية إلى حد كبير.
على الرغم من إجراءات تقييد الحركة التي أقرتها الحكومة السورية لمنع تفشي الفيروس، إلا أن هذا الأمر لم يمنع آلاف النازحين السوريين المقيمين في المخيمات من العودة إلى منازلهم وقراهم، هرباً من «كورونا» الذي قد يصل إليهم في أي وقت دون «إحم ولا دستور».
يومياً، ثمة نزوح من الشمال إلى الجنوب وهو نزوح مدفوع بالخوف من تفشي الفيروس في المخيمات، خصوصاً وأن تركيا وإيران المجاورتين لسورية ترتفع فيهما أعداد المصابين بـ»كوفيد ـــ 19»، والخشية أن ينتقل هذا الوباء من هاتين الدولتين إلى الأراضي السورية وينتشر في الشمال والشمال الغربي والشرقي.
ليس هذا فحسب، بل هناك أيضاً عودة من جانب اللاجئين السوريين في مخيمات الشتات بدول الجوار إلى بلادهم تحسباً من وصول الفيروس إلى تلك المخيمات خصوصاً في لبنان وتركيا والأردن، علماً بأن المخيمات تفتقر إلى مختلف الإمكانات التي تمتلكها المدن.
إذا ما أرادت سورية تجاوز هذه الأزمة الصحية المستجدة فإنها بحاجة إلى ضبط سياسة التباعد الاجتماعي وإنشاء مراكز طبية تتوفر فيها الأجهزة والمعدات الضرورية في المخيمات والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والأهم إيجاد طريقة مبتكرة لتطبيق التزاحم السكاني والتباعد الاجتماعي في مخيمات النازحين.
الصورة صعبة للغاية، ذلك أن الحديث في المخيمات يتركز حول خيم متلاصقة ببعضها البعض، وتسكنها أسر بأعداد كبيرة، والأهم أن المرافق الصحية قليلة وتستخدمها عشرات الأسر، ومثل هذا الأمر يشكل بيئة سهلة جداً لانتشار الفيروس بسرعة الصاروخ.
وحدها الحكومة السورية ربما لا يمكنها منع انتشار «كورونا»، وكثيراً ما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة هذا الفيروس في مناطق النزاع والدول التي تعاني نقصاً حاداً من الأجهزة الطبية، ولذلك تحتاج البلاد إلى إجراءات مستعجلة على المستوى الدولي لمساندتها في وقف تفشي «كوفيد ــ 19».
ليست المشكلة فقط في إرسال كوادر طبية مؤهلة للتعامل مع الفيروس، ولا دعم البلاد بالأسرة والأجهزة الطبية والكمامات وخلاف ذلك، وإنما تحتاج «الشام» إلى دعم مادي حقيقي يجعلها قادرة على النهوض بالأعباء والمتطلبات الضرورية، ذلك أن النزاع استنزف من اقتصاد البلاد إلى حد كبير.
هناك جيش من العاطلين عن العمل بسبب تواصل النزاع وتدمير البنى التحتية للعديد من القطاعات الحيوية وغير الحيوية و»كورونا» أضاف إلى هذا الجيش جيشا آخر من العاطلين، بالإضافة إلى أن الدول الداعمة وكذلك المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة تقدم بالحد الأدنى وبالكاد تصل إلى كل الأسر المنكوبة وتكفيها قوتها اليومي.
في ظل هذه الجائحة المستجدة ينبغي على الدول أن تتعاون وتتكاتف للحد من انتشار الفيروس وكذلك فرملة تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية، وإذا كانت هي بحاجة إلى دعم لمواجهة هذا الوباء، فإن سورية تسبقها في الحاجة إلى الدعم السريع لإنقاذها من تفشي الفيروس داخل أراضيها.
وعلى كل من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية التحرك الفوري لتقديم المساعدات المطلوبة للسوريين، والأهم مطلوب من فرقاء النزاع على المستويين المحلي والدولي عدم الاكتفاء بوقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها استجابةً لضرورات اللحظة، وإنما التعاون أيضاً في قلب سورية لمواجهة «كورونا» وحماية السوريين من هذا الخطر الداهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنقذوا سورية من «كورونا» أنقذوا سورية من «كورونا»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:06 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير داخلية بوينس آيرس يستقيل من منصبه

GMT 01:24 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

النجم جورج وسوف يحيي حفلة غنائية في فرنسا

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

نجم الفريق تامر صيام يحسم موقفه من هلال القدس

GMT 05:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد نؤكد خوض تجربة المسلسل الكارتوني لأول مرة

GMT 07:21 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

6 أخطاء شائعة يجب تجنبها عند إنشاء "كملة سر" صعبة

GMT 10:51 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

هنري جاك يواصل إبداعه في مجموعة Les Classiques de HJ

GMT 00:18 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة تحضير مشروب التمر هندي بالكركديه

GMT 06:07 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

الصبار يحميك من السرطان ويحافظ على صحة بشرتك

GMT 06:41 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

عمليات التجميل ترتفع بنسبة 200 % بين النساء

GMT 17:12 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

أنوشكا تستضيف في صالونها ليلى علوي وإلهام شاهين ويسرا

GMT 22:58 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج بوحي الساحل الشرقي والغربي الأميركي من جيجي حديد

GMT 16:16 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى مراد يُعلن ترشحه لانتخابات الأهلي

GMT 19:16 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday