عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح

 فلسطين اليوم -

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح

بقلم :أحمد المصري

وكما كانت لعبة “ال” التعريف سببا في متاهة قرار 242 في نصيه الإنجليزي والعربي، كذلك استطاع محمود عباس أن ينجز أهم ما أنجز في رئاسته للسلطة الوطنية الفلسطينية، وهي إسقاطه “ال” التعريف كاملة من عبارة “القضية الفلسطينية” لتصبح ببركاته هو وقيادته غير الحكيمة، “قضية فلسطينية”، ويتحول المفهوم من القضية التي كانت تعني النزاع القديم مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى قضية فلسطينيين ذروة نزاعهم على سلطة انكمشت في عهد عباس إلى رئاسة برتبة “مختار” قرية تحت الاحتلال تذكر بروابط القرى.

وها نحن اليوم، ومع كل الأنباء التي تتحدث عن نهاية الصلاحية الصحية للرئيس المنتهية ولايته منذ زمن، ومع انتهاء صلاحيات السلطة نفسها وحشرها في زاوية الحرج المطلق مع كل المتغيرات الإقليمية والدولية، وليس آخرها قرار الرئيس الأمريكي ترمب بنقل السفارة إلى القدس، يصر الرئيس عباس، وهو يلقي خطبة وداعه الأخيرة أمام اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية أن يزيح كل خيارات المصالحة ليترك غزة في مهب التسوية التي يتحدث عنها الجميع تحت مسمى “صفقة القرن”، ضاربا بعرض الحائط كل الخيارات الفعلية والعملية التي تتحرك على الأرض في القاهرة أو عمان أو غزة نفسها، لكي يستطيع الشعب الفلسطيني أن يختار قيادته القادرة على توحيد كل فصائله.

لك أن تتفق مع القيادي المعتق “ابن غزة” محمد دحلان ولك أن تختلف معه، لكن الرجل استطاع أن يشكل علامة فارقة ورقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الفلسطينية بزعامته للتيار الإصلاحي في حركة فتح، التي كادت أن تموت على يد “ابوات” الحركة.

لك أن تختلف مع حماس، بكل طروحاتها ولك أن تتفق معها، لكن لا يمكن أن تتجاوز فكرة إعادة غزة إلى حضنها الفلسطيني لا أن تتركها بغفلة سياسية مروعة نهبا للتسويات أو مرتعا لتيارات الإسلام السياسي.

لقد فقد عباس شرعيته منذ فقد قدرته على ممارسة السياسة، وقد حشر نفسه وقيادته وسلطته في زاوية التجمد فلم يعد يملك ترف التنقل بين التحالفات، بينما هي متوفرة لقيادات غيره في ظل محيط إقليمي متقلب ومفتوح على كل الخيارات.

لا يمكن فهم تعنت الرئيس عباس في تمسكه بالسلطة حتى آخر نفس من عمره المديد رغم سوء حالته الصحية إلا استبدادا في سلطة فقدت ثقة الشارع الفلسطيني نفسه.

إن تحديد خيارات الخلافة والالتفاف على منح الحركة الحرة لمنظمة التحرير الفلسطينية باتخاذ قرار تعيين قياداتها عبر عزل غزة (وهو ما سيفضي إلى تركها في مهب ريح التسويات) ومحاولة توريث محمود العالول (مع تقدير تاريخ الرجل الشخصي والذي لا يؤهله امام غيره لتحمل الإرث النضالي) ليس إلا وضع عصي في دواليب المسيرة الفلسطينية، وإسقاط كل “أل” تعريف في القضية الفلسطينية حتى بعد رحيل عباس، وترك الحالة في فراغات النزاعات لا أكثر.

الرئيس عباس، لديه فرصة ضئيلة جدا، في إطار زمني اكثر ضيقا ليعيد الدفة إلى حيث يجري التيار بطبيعته، والقضية ستبقى “الفلسطينية” معرفة لا نكرة بلا تعريف مهما حاول اليائسون.

كاتب وصحفي مقيم في لندن

المصدر : موقع قناة الغد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح عباس يضع القضية الفلسطينية في مهب الريح



GMT 08:28 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

نظرية الأمن الإماراتية.. معادلة الطمأنينة

GMT 11:45 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عباس «الثائر في غير وقته»

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 01:45 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بطولة كأس البحرين لسباق الخيل تنطلق في بريطانيا السبت

GMT 18:37 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

مفيدة شيحة تُهاجم غيتس خلال "الستات مايعرفوش يكدبوا"

GMT 07:55 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

انتخاب نساء أكثر في الحكومات يُقدّم مساهمات حقيقية

GMT 13:31 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

الدكتور علي جمعة يقدم برنامج "فن الدعاء" على "CBC"

GMT 05:28 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

إنتاج علاج جديد للسرطان يمنع انتشار المرض

GMT 20:24 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجم حسن الفذ يُعلن عن استعداده لعرضه الفني الجديد

GMT 04:55 2015 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

أستاذ تاريخ يشبه إزالة "رودس" بتدمير داعش آثار سورية

GMT 10:11 2015 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أسرار جمال اللون الكحلي في زفافك

GMT 06:28 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

7 أخطاء يجب عدم الوقوع بها في موضة الصيف

GMT 20:52 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

طرق مذهلة لـ إخفاء الهالات السوداء بالمكياج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday