لماذا يكتب إبراهيم نصر الله
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله؟

 فلسطين اليوم -

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله

بقلم : منى أبو النصر

"نكتب للتخلُّص من ثقل يُطبقُ علينا" يتحدث الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله في لحظة تتويج رائعة، بلسان حال طير تخلص لتوّه من ثقل ما، واستعاد خفته لمواصلة التحليق، لكنه سرعان ما يتدارك سياقه الواقعي الثقيل فيستطرد " لكن ما يحدثُ أنك ككاتب تكتشفُ حين تخرج من عمل كهذا أنكَ أضفتَ ثقلا جديدًا على جسدك وروحك، لأنك أدركتَ المعضلةَ، أو الكارثةَ أكثر".

• إبراهيم نصر الله الاسم الناصع في سماء الرواية العربية، والفلسطينية تحديدا، بحكائيتها ولغتها وثرائها، كان هو الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية عن استحقاق، هذا الرجل الذي اقترن اسمه بقوائم البوكر العربية مرّات عبر قوائمها الطويلة والقصيرة، بعد أن رُشّحت روايتيه "قناديل ملك الجليل"، و"شرفة الهاوية" من قبل للقائمة الطويلة للأعوام 2014،2013 على التوالي، ومن قبلهما وصلت "زمن الخيول البيضاء" للقائمة القصيرة لعام 2009، وهي روايات ضمن مشروعيه الأدبيين "الملهاة الفلسطينية" و"الشرفات".

سخّر نصر الله مشروع "الملهاة الفلسطينية" لرواية التاريخ الفلسطيني من نهايات القرن الـ 17 إلى ما بعد اتفاقية أوسلو والانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما يعادل مساحة زمنية وإنسانية لـ 250 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، ويضم هذا المشروع ثماني روايات، و ضمت سلسلة "الشرفات" رؤى مختلفة عن الواقع الفلسطيني والعربي وتضم خمس روايات.

• شعوب تدار من خلال قلاع، ومستقبل بعيد ينفي الماضي، شعوب مُبرمجة، ومذبحة تُراق بسبب كلب، غرائبية تحتشد في عمل نصر الله الفائز هذا العام بجائزة البوكر العربية "حرب الكلب الثانية"، يقف فيه على تبة مغايرة للخيال، ومع ذلك لا يبرح سياقات الحاضر وآلامه، أو سياق الخراب على حد تعبيره في كلمته التي ألقاها على منصة الفوز بالبوكر:"هذه الرواية وُلدت فكرة قبل هذا الخراب الرهيب الذى ملأ حياتَنا بالموت فى السنوات الأخيرة، ولدت من مظاهر العنف اليومية التي تحوّل فيها البشر إلى قنابل موقوتة، لا تعرف متى ينفجرُ الواحد منهم في وجهكَ لأوهى الأسباب".

• غرائبية نصر الله في عمله الأخير لا يمكن اقتلاعها عن أرضه التي سخرها لسنوات طويلة للمقاومة وتخليد القضية الفلسطينية، فحسب كلمته التي قالها عقب فوزه بالجائزة لم تأت "حرب الكلب الثانية" من فراغ، بل من معاناة كبرى عشناها في هذه المنطقة الممتدة، وزمن احتلالات لا حصر له، احتلال العدو المباشر، والعدو المستتر، والعدو الساكن فينا، ومن وقع هذا تبرز إصابة كثير من دول العالم كبيرها وصغيرها بانتصارات الغطرسة والعدوان والتمييز والجشع الذي يلتهم هذا الكوكب الجميل، ومن وما عليه من كائنات.

• "حرب الكلب الثانية" رواية تحاكي وحش التطرف، التطرف غير المقتصر على التنظيمات الظلامية، بل يمتد إلى الكثير من الأفراد والتنظيمات التي تدعي التسامح والقبول بحرية الرأي والمعتقد، وكثير من الأنظمة العربية التي مارسته بأبوية وعنف شديدين ضد مواطنيها، وواصلته في حياتنا الاجتماعية بل والسياسية، قبل أن تمارسه التنظيمات المتشددة، يتابع الروائي الفلسطيني الأصل.

• يتأمل صاحب الجائزة السؤال من جديد.. سؤال لا يغادر مدارك أصحاب المشروعات الضخمة في الكلمة، بل ويطاردهم كشبح جاثم مهما حالفهم التوفيق، يتساءلون: لماذا نكتب؟ يجيب نصر الله بعد الفوز الأخير: "نكتبُ لنهُز العالمَ لا لنُرَبّت عليه، فعالمنا اليوم ليس قطا أنيسا، بل حقلا واسعا للقتل، وجراحُه أكبر من أن يواريها أحد بطبقة من مكياجٍ خفيف أو ثقيل"..هكذا قال..كلمات تسمع صداها الموازي من قلب جعبته الشعرية الذهبية وهو يقول:

بينما كنا نتشرّبُ حكاياتِ الأمهاتِ والجدّاتِ
التى كنَّ يقُدْننا فيها، وبها، نحوَ النوم
نستعيدُ هذه الحكاياتِ في الكتابة،
في محاولةٍ منا لإيقاظِ العالم!

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكتب إبراهيم نصر الله لماذا يكتب إبراهيم نصر الله



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:35 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 10:08 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 10:00 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 07:23 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

الصحف.. و"كورونا" في زمن "حماس"

GMT 04:20 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

معاوية محمد نور رائد الحداثة الأدبية الفكرية في السودان

GMT 14:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

ابرزي جمالك بالتوربان مع هذه اللفات العصرية الأنيقة

GMT 08:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تويتر تطلق سياسة جديدة بشأن التغريدات المخالفة المحذوفة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday