ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي

 فلسطين اليوم -

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي

عبد الباري عطوان
بقلم : عبد الباري عطوان

الاتّفاق الذي أبرمته ما تُسمّى بالإدارة الذاتيّة في شمال شرق سورية مع شركة أمريكيّة (ديلتا كرسنت إنرجي) بشأن تطوير واستِثمار حُقول النفط السوريّة، بمُباركةِ إدارة الرئيس دونالد ترامب، وترحيب واحتفال إسرائيلي، طعنة مسمومة في الظّهر، ليس للحُكومة والشّعب السوريين، وإنّما للأمّة العربيّة بأسرها سيَكون لها انعِكاساتها السلبيّة على العُلاقات العربيّة الكرديّة، وسَتُشكّل إحراجًا لبعض القِوى التي تتعاطف مع المظالم التاريخيّة للشّعوب الكرديّة في المِنطقة.

هذا الاتّفاق الذي جاء في إطار قانون “قيصر” التّجويعي التّفتيتي لسورية، يُؤكّد أنّ مُعظم القِيادات الكرديّة لا تَكُن أيّ ودٍّ للعرب، ولا تتعلّم من أخطاء الماضي ودُروسها القاسية المُذلّة، وأبرزها الخُذلان الأمريكي الإسرائيلي المُزدَوج لهم، وتتحوّل دائمًا إلى أدواتٍ في خدمة مُؤامرات هذا الثّنائي على الأمّتين العربيّة والإسلاميّة.

***
لم تُقَدّم أيّ دولة في المِنطقة ما قدّمته الدولة السوريّة للأكراد من دَعمٍ ومُساندةٍ طِوال السّنوات الخمسين الماضية تقريبًا، والغالبيّة السّاحقة منهم الذين يتآمرون حاليًّا على وحدة الأراضي السوريّة، وجدوا فيها الحاضنة الحَنون عندما لجأوا إليها هَربًا من الاضّطهاد التركي، وكان آخر حلقات هذا الدّعم منح 300 ألف منهم الجنسيّة السوريّة قبل عشر سنوات فقط، وكان رد الجميل التّعاون مع المُؤامرة الأمريكيّة الإسرائيليّة واستِغلال انشِغال الجيش العربي السوري في الدّفاع عن سِيادة بلاده، واستِعادة أراضيه، لسَرِقَة النّفط والثّروات السوريّة والانخِراط في هذه المُؤامرة الخَطيرة.

مظلوم عبدي قائد قوات سورية الديمقراطيّة (قسد) الذي وقّع هذا الاتّفاق بتحريضٍ إسرائيليٍّ وحمايةٍ أمريكيّة، لم يقرأ التّاريخ جيّدًا، وفُصوله الأخيرة في العِراق وأفغانستان على وجه التّحديد، فقاعدة الشدادي الأمريكيّة التي تَضُم 500 جندي التي تَحمِي الحُقول النفطيّة السوريّة المسروقة، لن يكون مَصيرها أفضل مِن نظيراتها في العِراق التي تقلّصت من 13 قاعدةً إلى أقل من ثلاث، وباتت القوّات الأمريكيّة تهرب منها هَلعًا ورُعبًا من صواريخ وهجمات قوّات المُقاومة العِراقيّة.

أمريكا لا تملك حُقول النفط السوريّة حتى تمنحها لعُملائها في الإدارة الذاتيّة الكرديّة، وإذا كانت أولويّات الجيش العربي السوري مُنشغلةً حاليًّا في كيفيّة استِعادَة السيادة السوريّة على إدلب، فإنّ هذا لا يعني السّماح لمُؤامرة سرقة الثروات السوريّة وأراضيها الخصبة شرق الفرات بالمُرور، ومثلما استعادت حلب وحماة ودير الزور والغوطة الشرقيّة وتدمر ستستعيدها حتمًا، فالمسألة مسألة أولويّات، والتمسّك بسياسة النّفس الطّويل، وتجنّب فتح جبهات جديدة.

السيّد مظلوم عبدي وزملاؤه في القِيادة، يحتاج إلى مَن يُذكّره بأنّ المُقاومة العِراقيّة التي هزمت أكثر من مئة ألف جندي في العِراق تدرّبت وتسلّحت في مُعظمها مِن الدولة السوريّة، وتكوّنت من أبناء القبائل العربيّة الأصيلة، لن تعجز نظيرتها السوريّة التي ستتأسّس قريبًا جدًّا عن هزيمة 500 جندي أمريكي في قاعدة الشدادي جنوب الحسكة.

القيادات الكرديّة في مِنطقة الحُكم الذّاتي ربّما تنسى في ذروة احتفالها بالحماية الأمريكيّة الإسرائيليّة، والكعكة النفطيّة المغشوشة، أنّها بمِثل هذه الخطوة تستعدي قوى عُظمى وإقليميّة مِثل روسيا التي كانت تقف دائمًا في خندق الأكراد، وتركيا الدولة الإقليميّة الكُبرى التي لا يُمكن أن تقبل بكيانٍ كرديٍّ في سورية، أو حتى في المريخ، وإيران زعيمة محور المُقاومة إلى جانب القبائل العربيّة السوريّة التي تُجَسِّد الأكثريّة في المِنطقة النفطيّة المسروقة.

لا نَستغرِب، ولا نَستبعِد، أن تُؤدّي هذه المُؤامرة الأمريكيّة إلى عودة التّنسيق السوري التركي لمُحاربة هذه النّزعات الانفصاليّة الكرديّة ليس في سورية وإنّما في تركيا والعِراق وإيران أيضًا، والعداوات ليست دائمة، والمصالح المُشتركة تتقدّم على ما عداها في مُعظم الأحوال، وما دائم إلا وجه الله سبحانه وتعالى.
***

أراضي شرق الفرات وثرواتها النفطيّة هي مُلكٌ للشّعب السوري، وليس للدولة أو الحُكومة السوريّة فقط، وهذا الشّعب العربيّ الأصيل لن يُفرّط بثرواته وقُوت أبنائه وسيُقاوم الاحتِلال الأمريكيّ ومن يستظلّون بمظلّته مثلما قاوَم الاحتلالين التركيّ والفرنسيّ ويُقاوم حاليًّا العُدوان الإسرائيلي.

نعم.. لُصوص تَسرَق، ولُصوص تَشتَرِي، وسيأتي يوم قريب سيدفع فيه الجميع ثمن جرائمهم، وستعود المسروقات كاملةً إلى أصحابها، مثلما عادت مثيلاتها في القارّات الإفريقيّة والآسيويّة والأمريكيّة الجنوبيّة، “فالعظمة” الأمريكيّة تتآكل، والغطرسة الإسرائيليّة تتحوّل إلى حالةٍ من الرّعب والهلَع بسبب صواريخ المُقاومة ورجالها.. وستعود سورية عزيزةً مُهابةً بعد هزيمة المُؤامرة.. والأيّام بيننا.

قد يهمك ايضا : 

 القوى الكردية السورية تتفق على 5 مبادئ سياسية برعاية أميركية وفرنسية

المسماري يوثق تواجد "فرقة السلطان مراد" السورية في "معسكر اليرموك" الليبي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي ترامب يمنح النفط السوري رسميًّا لـ”الإدارة الذاتيّة الكرديّة” شرق الفرات وإسرائيل أكثر المُحتفلي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 08:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

تعرف على مميزات سيارة فولكس فاغن الجديدة

GMT 05:02 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليام هيمسوورث ينشر صورة محزنة لبقايا منزله المحترق في "ماليبو"

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

150 أسيرًا من أراضي عام 48 يقبعون في سجون الاحتلال

GMT 05:35 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

فرص "غريس موغابي" في الحياة السياسية تتحول طريق سدّ

GMT 12:27 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بعثة جامعة جنيف تكتشف هرمًا من الذهب في سقارة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday