وثيقة الأخوة الإنسانية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

وثيقة الأخوة الإنسانية

 فلسطين اليوم -

وثيقة الأخوة الإنسانية

بقلم - عماد الدين حسين

عصر يوم الإثنين الماضى، وقع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك»، فى أبوظبى، بحضور قادة دولة الإمارات، خصوصا صاحبى السمو محمد بن راشد ومحمد بن زايد.
كنت حاضرا المؤتمر الذى يحمل نفس العنوان، وحضرت معظم جلساته الرئيسية وبعض ورش عمله، ورأيت رجال دين من كل الأديان السماوية والأرضية، وهو المؤتمر الذى انتهى بتوقيع هذه الوثيقة التى اراها شديدة الاهمية، وينبغى توجيه الشكر لكل من ساهم فى اخراجها.
الوثيقة مكتوبة بلغة واضحة قوية، وتبدأ: «باسم الله الذى خلق البشر جميعا متساوين فى الحقوق والواجبات والكرامة. وباسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين الذين أمر الله بالإحسان إليهم، ومد يد العون للتخفيف عنهم، يعتبر فرض عين على كل انسان لاسيما كل مقتدر ميسور. وباسم الشعوب التى فقدت الأمن والسلام والتعايش، وحل بها الدمار. وباسم تلك الأخوة التى أرهقتها سياسات التعصب والتفرقة وأنظمة التربح الأعمى، والتوجهات الأيديولوجية البغيضة. وباسم النفس البشرية الطاهرة، التى حرم الله إزهاقها. وباسم الأيتام والأرامل والمهجرين والنازحين من ديارهم وأوطانهم، وضحايا الحروب والاضطهاد. وباسم الحرية التى وهبها الله لكل البشر وفطرهم عليها وميزهم بها. وباسم كل الأشخاص ذوى الإرادة الصالحة فى كل بقاع المسكونة. باسم الله وباسم كل ما سبق يعلن الأزهر ومن حوله المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها، والكنيسة الكاثوليكية، ومن حولها الكاثوليك من الشرق والغرب، تبنى ثقافة الحوار دربا، والتعاون المشترك سبيلا والتعارف المتبادل نهجا وطريقا».
تقول الوثيقة بعد المقدمة الطويلة السابقة: «نحن المؤمنين بالله وبلقائه وبحسابه، نطالب أنفسنا وقادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمى، بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش المشترك والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخى وانحدار ثقافى وأخلاقى».
ثوابت الوثيقة متعددة ومنها أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو للتمسك بقيم السلام والعيش المشترك. وأن ثقافة التسامح تسهم فى احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وأن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
تقول الوثيقة: «إن العلاقة بين الشرق والغرب، ضرورة قصوى لكليهما ولا يمكن الاستعاضة عنها. وأن حقوق الطفل الأساسية فى التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية واجب على الأسرة والمجتمع.
ومن أهم ما ورد فى الوثيقة ان: «الحرية حق لكل إنسان اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة، والتعددية والاختلاف فى الدين واللون والجنس والعرق حكمة لمشيئة إلهية»، وأن الحوار بين المؤمنين يجب أن يتم استثماره فى نشر الأخلاق وتجنب الجدل العقيم. وأن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة فى الواجبات والحقوق. وأنه يجب الاعتراف بحق المرأة فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية وتحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية، وكذلك فإن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوى الاحتياجات الخاصة، ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها.
ومن بين أهم ثوابت الوثيقة مواجهة الإرهاب حيث جاء فيها نصا: «إن الإرهاب البغيض ليس نتاجا للدين، حتى وإن رفع الارهابيون لافتاته ولبسوا شاراته، بل هو نتيجة لتراكمات الفهم الخاطئ لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالى. لذا يجب وقف دعم الحركات الارهابية بالمال أو السلاح أو التخطيط أو التبرير أو بتوفير الغطاء الإعلامى لها. واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التى تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره».
تلك هى أبرز نقاط وثيقة الأخوة الإنسانية، وأعود وأسأل السؤال الذى طرحته يوم الثلاثاء: هل الوثيقة قابلة للتطبيق فعلا على ارض الواقع، أم تضاف لأخواتها الكثيرات الموجودات فى ادراج المنظمات الهيئات والمؤسسات الدولية والاقليمية والمحلية؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة الأخوة الإنسانية



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday