الجزائر على الطريقة المصرية
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الجزائر على الطريقة المصرية

 فلسطين اليوم -

الجزائر على الطريقة المصرية

بقلم: عماد الدين حسين

باستقالة الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة مساء الثلاثاء الماضى فإن الجزائر تسير حتى هذه اللحظة "تقريبا" على الطريقة المصرية، فيما يتعلق بحراكها الشعبى.
لكن السؤال الأهم هو: هل تكمل السير طبقا للسيناريو المصري، أم تحاول احزابها ونخبتها ومواطنوها تجنب الأخطاء القاتلة التى وقعت فيها الثورة المصرية، وقادت إلى صعود المتطرفين من الأحزاب والقوى الدينية ،ما قاد لاحقا لاستقطاب حاد فى كل المجتمع؟!.
التشابه واضح جدا مع فارق بسيط فى التفاصيل بين التجربة الجزائرية، ومثيلتها المصرية طوال الثمانية عشرة يوما التى استغرقتها ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من تداعيات.
المصريون الذين خرجوا قبل ٢٥ يناير كانوا فى الأساس يحتجون على الطريقة التى تم التعامل بها أمنيا، مع قضية الشاب السكندرى خالد سعيد. كان كل أملهم وقتها أن تعترف وزارة الداخلية بان امناء الشرطة قد قتلوا الشاب، وأن تتعهد بوقف التعذيب والانتهاكات داخل السجون.
أما الحراك الوطنى الجزائرى، الذى بدأ قبل اسابيع قليلة، فى فبراير الماضى على استحياء، فكان كل أمله ألا يترشح الرئيس بوتفليقة في «العهدة الخامسة».
لو أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قد أقال وزير الداخلية وقتها حبيب العادلى، فالمؤكد أن غالبية المصريين كانوا سيقدرون هذه الخطوة، ولربما رحبوا بترشح مبارك لمرة جديدة.
ولو أن بوتفليقة قرر ألا يترشح مجددا، لوضعه الجزائريون فى أعلى مكانة، ولدخل التاريخ من أوسع أبوابه، لكنه ــ او بالاحرى أركان نظامه وكبار المستفيدين من حكمه ــ استهانوا بالجزائريين، وتعاملوا معهم باعتبارهم سيقبلون بأى شىء يفرض عليهم، حتى لو كان رئيسا مريضا وعاجزا ولا يستطيع تقديم أوراق ترشحه بنفسه، علما بأنه قام بالتصويت فى العهدة الرابعة وهو يجلس على كرسى متحرك!!. لو انسحب بوتفليقة ورشح حزبه ونظامه، أى شخص اخر، فالمؤكد أن فرص فوزه كانت ستكون وافرة جدا، لكن هذه الطريقة الاستعلائية، جعلت غالبية الشعب تنفجر، وتنزل إلى الشارع بهذه الطريقة الهادرة.
حينما اعتصم مئات الآلاف من المصريين فى التحرير والميادين المختلفة، كانوا يطمعون أساسا فى إقالة وزير الداخلية، وعندما استجاب مبارك لمطلبهم متأخرا، وعين أحمد شفيق رئيسا للوزراء، كان سقف المطالب قد ارتفع جدا، وصاروا يطلبون رحيل مبارك نفسه، ووقتها ظهر شعار «الشعب يريد إسقاط النظام».
وبالمثل ففى اللحظة التى تعهد فيها بوتفليقة بأنه سيترشح وسيستقيل بعد فترة قصيرة من انتخابه، بحجة وضع أسس المرحلة المقبلة، كان الوقت قد فات. وحينما قرر الانسحاب من المشهد وعدم الترشح، كان سقف مطالب المتظاهرين قد ارتفع لعنان السماء. وقتها فوجئ العالم بأن بوتفليقة يخرج عليهم بأنه لم يكن ينتوى الترشح من الأساس، وهى نفس الجملة التى استخدمها مبارك!!.طبعا هناك اختلافات مثل عدم سقوط ضحايا حتي الان من المتظاهرين او الامن،كما ان المجتمع المدني وخصوصا النقابات افضل حالا نسبيا من مصر.
استقال بوتفليقة ليلة أمس الأول الثلاثاء، وتنحى مبارك عصر الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١، وهرب زين العابدين بن على من تونس فى17 ديسمبر ٢٠١١.
والمضمون واحد لكن باختلافات شكلية. وأحد أهم أوجه التشابه هو غياب القيادة المنظمة للاحتجاجات والمظاهرات، وهو الأمر الذى قاد إلى إجهاض الثورة، حيث تمكنت قوى الإسلام السياسى من ركوبها وحرفها عن مضمونها الرئيسى!.
التشابه بين التجربتين المصرية والجزائرية كبير. فقبل أن يتنحى مبارك كان قد تم القبض على بعض كبار رجال الأعمال مثل أحمد عز، وهو ما تكرر فى الجزائر مع على حداد وتسعة اخرين. وفى البلدين تم منع إقلاع الطائرات الخاصة، خوفا من هروب كبار الشخصيات القريبة من الحكم أو تهريب أموالهم. وسمعنا رئيس الأركان الجزائرى يهاجم "العصابة" المحيطة بالرئيس، والمؤكد انه يقصد بالاساس شقيقه سعيد،الذي قد يحاكم بتهم كثيرة منها انتحال صفة رئيس الجمهورية!!.
لم يكن أحد يتصور أن مبارك سيدخل السجن، لكن ذلك حدث ومعه ابناه علاء وجمال، ثم سائر اركان النظام. ولم يكن أحد يتصور أن تكون تلك هى النهاية المأساوية لبوتفليقة، فهل يمكن أن تتم محاكمته وبقية عائلته أيضا؟!
النقطة الجوهرية هى أن القوى الدينية المتطرفة، لم تكن فى صدارة المشهد يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ وهو نفس الأمر فى الجزائر الان.
والسؤال هل تقفز هذه القوى على الحراك الجزائرى لتستولى عليه، كما حدث فى مصر؟!
السؤال مهم جدا للمنطقة بأكملها ويستحق مناقشة موسعة!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر على الطريقة المصرية الجزائر على الطريقة المصرية



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 08:15 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

"موديز"تؤكّد أن دول الخليج ستحتاج عامين لتعافي اقتصادها

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

"الفار المكار"

GMT 18:04 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيمون تتحدث عن فيلم "يوم حلو ويوم مر" فى "بالعربى"

GMT 01:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

حركة طالبان "تتمسك بسلاحها" في شهر رمضان
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday