هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا؟

 فلسطين اليوم -

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا

بقلم-عماد الدين حسين

خلافا لما يتصوره الكثيرون، فإن الجيش الإسرائيلى، ليس الأسطورة التى تحاول تل أبيب، أن تزرعها وترسخها فى أذهان الكثيرين.
الخلاصة السابقة ليست مجرد أمنية مواطن مصرى عربى، لكنها، جاءت على لسان الجنرال يتسحاق بريك، الذى خدم فى الجيش الإسرائيلى لمدة ٥٣ سنة كاملة، وترأس فى السنوات العشر الأخيرة منصب رئيس ديوان المظالم. وبالتالى فهو يتكلم عن وقائع إهمال وقصور، كنا نظن أنها مقصورة على المؤسسات العربية فقط.
يوم الإثنين الماضى نشرت صحيفة هاآرتس مقابلة مطولة مع بريك، كشف فيها عما قال إنه رآه خلال خدمته التى انتهت قبل أيام.
هو يقول إن الجيش الإسرائيلى يعانى من انهيار الثقافة الإدارية، وانخفاض مستوى وعى العسكريين، الأمر الذى تسبب فى إخفاقات منذ حرب لبنان الثانية عام ٢٠٠٦ وحتى حرب غزة عام ٢٠١٤.
يكشف بريك عن أن الجيش يعتبر أكبر شركة فى إسرائيل، يعمل به الآلاف، بميزانية سنوية ٨٫٥ مليار دولار، لكن إدارة هذه الموارد غائبة، وهناك عيوب خطيرة فى الهيكل، منها مثلا أن 85٪ فقط من الأوامر التى تصدر من هيئة الأركان لا تطبق على الأرض، بسبب التعقيدات الإدارية وغياب آلية التنفيذ، وأن هذه «الفوضى المطلقة» ظهرت بوضوح حينما تم استهداف حاملة للجيش بصاروخ من غزة فى نوفمبر الماضى.
بريك يكشف أن ما يقدمه قادة الجيش من استعراضات فى الكنيست بشأن الأسلحة وقطع الغيار والمعدات، لا علاقه له بالواقع، وأنه بدلا من تدريب وتطوير الجنود وقادتهم يتم إهدارالوقت فى اجتماعات بلا طائل.
يعتقد بريك أن الأخطر هو أن قيادات الصف الثانى تعانى من تردى مستوى الوعى، ولا يريدون مواصلة الخدمة، وبعد عامين قد يتفاقم الأمر لنصل إلى نقطة اللاعودة. 
هو يسأل: «ماذا سيحدث إذا تمت قريبا إعادة تشكيل الجيش السورى، المنتصر فى الحرب الأهلية الأخيرة، وحينما نشاهد الدبابات السورية تواجهنا فى الجولان؟!
فى رأى بريك فإن الجيش الإسرائيلى بوضعه الحالى يشبه قصة سفينة «تيتانك» الضخمة التى غرقت فى المحيط الأطلسى عام ١٩١٢، إذ قال: «هذا البلد يعيش على متن تيتانك، الجميع سعداء فى المطاعم والمقاهى، ولا يريد أحد أن يسمع أخبارا سيئة حول وضع الجيش!».
انتهى كلام بريك، هو ليس معارضا، بل عاش معظم حياته داخل الجيش وحارب ضدنا فى أكتوبر ١٩٧٣. هو يريد ــ كما قال ــ أن يدق ناقوس الخطر حتى يتم إصلاح هذه الأخطاء.
ما الذى يفيدنا ويهمنا كعرب من هذا الكلام؟!.
أولا: علينا أن نتأكد أنه صحيح، وليس مجرد تمويه، لكى نغرق فى العسل أكثر مما نحن غرقى!، علما أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تكرر أنها تضمن تفوقا نوعيا للجيش الإسرائيلى على كل الجيوش العربية مجتمعة. وعلما أيضا أن إسرائيل هى الأكثر استفادة من انشغال غالبية البلدان العربية فى حروب وصراعات أهلية، أو مواجهة إرهاب نوعى.
ثانيا: وسواء أكان ما يقوله بريك صحيحا، أم لا، فعلينا أن نسأل: «ولماذا لا نرى المؤسسات العربية تفعل مثلما يفعل الإسرائيليون، أى يواجهون مشكلاتهم بصراحة حتى يمكنهم مواجهتها وحلها أولا بأول.
لو أن مسئولا عربيا تجرأ وتحدث بخمسة فى المائة فقط، مما قاله المسئول الإسرائيلى لكان قد اختفى وتلاشى فورا!!.
إسرائيل ليست جنة أو واحة الديمقراطية كما يقولون. فالعديد من قادتها حاولوا منع نشر هذا التقرير، خصوصا رئيس الأركان غادى أيزنكوت، لكن فى النهاية تم تشكيل لجنتى تحقيق عسكريتين، أقرتا بوجود قائمة طويلة من العيوب داخل الجيش الإسرائيلى ونشره على الملأ.
فى كل المعارك الكبرى التى خاضها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد العرب، خصوصا الحروب التى انهزم فيها مثل حرب أكتوبر ١٩٧٣، أو العدوان على لبنان عام ٢٠٠٦، تم تشكيل لجان تحقيق مستقلة، سألت وبحثت ونقبت وفتشت وخرجت بتوصيات كان لها أثر كبير، فى إصلاح هذه العيوب.
أتمنى أن يقرأ كل المسئولين العرب ما قاله الجنرال الإسرائيلى بتأمل، ليدركوا، لماذا تقدم الصهيانة ولماذا تأخرنا نحن العرب. نريد فقط من المؤسسات والهيئات والشركات والأجهزة العربية، أن تحرص على الشفافية والمتابعة والمساءلة، والتأكد أنها تسير بطريقة صحيحة، حتى لا نستيقظ ذات يوم على الكارثة الكبرى التى لا ينفع معها الندم أو لجان التحقيق والمحاسبة!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا هل تغرق تيتانك الإسرائيلية فعلًا



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday