هل «ساعد» العرب إسرائيل في تغلغلها في القارة الإفريقية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل «ساعد» العرب إسرائيل في تغلغلها في القارة الإفريقية؟!

 فلسطين اليوم -

هل «ساعد» العرب إسرائيل في تغلغلها في القارة الإفريقية

بقلم- هاني حبيب

تتسلم جمهورية مصر العربية رئاسة «الاتحاد الافريقي» خلال الدورة التي تنعقد فعالياتها في شباط القادم، تأكيداً لدورها بالغ الاهمية في القارة السمراء، منذ مشاركتها النشطة في مؤتمر اكرا عام ١٩٥٨، ثم لدى انشاء منظمة الوحدة الافريقية عام ١٩٧٣، الى التحول الى الاتحاد الافريقي عام ٢٠٠٢، الا ان اهمية هذا الدور يعود الى ما قبل كل ذلك، وتحديدا الى الفترة الناصرية، عندما كانت القاهرة تحمل لواء مساندة ودعم حركات التحرر الافريقية، الامر الذي ادى في ستينيات القرن الماضي الى حصول عدد كبير من الدول الافريقية على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي والبريطاني، وبروز قادة افارقة أصدقاء للعرب والفلسطينيين، مثل الرئيس السنغالي ليوبولد سنغور، الذي كان اول رئيس إفريقي يتخلى عن الحكم طواعية لدعم التحول الديمقراطي في بلاده، والرئيىس الغاني نكروما، والكونتوي لومومبا، والأكثر بروزا وتأثيرا الزعيم الإفريقي العالمي اول رئيس اسود لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا.

غير ان مصر عبد الناصر، لم تتوقف عن دورها المؤثر في القارة الافريقية بعد نيل دولها وشعوبها الاستقلال، فقد دعمت اعمار وتنمية العديد من شعوب القارة، ادراكاً منها ان الاستقلال السياسي يستلزم بالضرورة استقلالا اقتصاديا وتنمويا لقطع الطريق على الماضي الاستعماري.
وبالمقابل، دعمت دول عديدة في إفريقيا جمهورية مصر العربية، خلال وبعد حربي ١٩٦٧ و ١٩٧٣، اذ قطعت العديد من هذه الدول علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

قبل الحرب الاخيرة، كانت إسرائيل تقيم علاقات مع حوالي ٢٥ دولة افريقية، الى ان هذه العلاقات تقلصت بعدها الى خمس دول فقط، في تلك الفترة، رأت الدول الافريقية، ان إحدى اهم دولها، تعرضت لعدوان واحتلال عام ١٩٦٧ من قبل إسرائيل، اما في حرب ١٩٧٣، فقد رأت هذه الدول ان مصر خاضت حرباً لاستعادة ما احتلته دولة الاحتلال الاسرائيلي، وظلت معظم الدول الافريقية تصوت لصالح القضايا العربية ككتلة منسجمة ومتكاملة مع الحقوق العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني في المنابر الدولية، مجلس الامن والجمعية العامة والمنظمات الدولية.

ولكن، ما بين الحقبة الناصرية، وتسلم مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي بعد عدة ايام، جرت مياه كثيرة، فقد تغيرت هذه القارة كثيراً، وتأثرت بتغير الخارطة السياسية الدولية على الصعيد العالمي، كما تغيرت بنيتها السياسية الداخلية، من توترات وانقلابات وارهاب، فنحن الآن امام افريقيا مختلفة تماماً عما كانت عليه في ستينيات القرن الماضي، فقد عاد النفوذ الاستعماري من جديد، بثوب مختلف، تغيرت الانظمة وغادر القادة الكبار المؤسسون السياسة والحياة، وانعكس ذلك بشكل واضح على مواقفها من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، مع تزايد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، مستفيدة من إمكانيات الدولة العبرية في مجالات عديدة، كالتكنولوجيا والتسليح والتطور الزراعي وقصور المنظومة العربية في وضع سياسات تمكن دول القارة من الاعتماد على نفسها في مجال التنمية والدفاع عن مصالحها، هذا في المجال الاقتصادي، اما في المجال السياسي، فقد رأت هذه الدول، خاصة بعد اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل، ثم مؤتمر مدريد للسلام بين العرب واسرائيل، ان هناك عملية سلام ومفاوضات تكفي لكي تبرر لهذه الدول اقامة علاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.

في السنوات الاخيرة، تنبهت اسرائيل الى القوة العددية التصويتية الهائلة للدول الافريقية في المنظمات الدولية، قام قادتها بعدة زيارات منسقة ومتكاملة من رئيس الدولة الى رئيس الحكومة وصولاً الى وزراء الخارجية لدول القارة، كما استقبلت عدداً من قادتها، كان آخرهم الرئيس التشادي الذي استقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو مع تبادل العلاقات الدبلوماسية التي كانت مقطوعة، والزيارة المقررة قريباً للرئيس المالي، في ظل هجمة أميركية على الدول التي لا تصوت لصالح إسرائيل في المنظمة الدولية وتهديدها بقطع المساعدات المالية عنها، بالتوازي مع هرولة عربية للتطبيع مع إسرائيل، كل تلك العوامل، ستغير من طبيعة المواقف الإفريقية من الصراع العربي - الإسرائيلي، وفي الجوهر منه، الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، فماذا نحن فاعلون؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل «ساعد» العرب إسرائيل في تغلغلها في القارة الإفريقية هل «ساعد» العرب إسرائيل في تغلغلها في القارة الإفريقية



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 22:11 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أزياء سعد لمجرد بين الجرأة والعصرية

GMT 11:59 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

أجمل الأماكن السياحية في البرازيل

GMT 22:34 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

جبل المكبر يرافق البيرة لدوري المحترفين

GMT 21:42 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5,9 درجات يهز تايوان

GMT 19:31 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

شركات النفط تخلي مواقعها بعد حرائق غابات كندا

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مناقشة "خمس نوافل للعشق" في جامعة المنصورة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

"برشلونة" الإسباني يحدد موعد ضم ماتياس دي ليخت

GMT 00:14 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

محمد صلاح يتخطى حاجز الـ50 هدفًا في "البريميرليغ"

GMT 22:38 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

هل يمكن تنفيذ التعليم الاستيعابي الجيد بتكلفة بسيطة؟

GMT 10:42 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

مصر وافريقيا والفرص المتاحة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday