فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فلسطين.. والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني!

 فلسطين اليوم -

فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني

بقلم- هاني حبيب

 قبل أيام قليلة، قدم سبعة أعضاء من حزب العمال البريطاني استقالاتهم، احتجاجاً على قيادة رئيس الحزب وخياراته بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وارتفاع منسوب "معاداة السامية" وفق مزاعمهم، في انشقاق جديد للحزب المعارض الأكبر في بريطانيا، هو الأكبر منذ ذلك الانشقاق الذي حدث في ظل زعامة مايكل فوت عام 1981، ورغم أن هذه الاستقالات لن تؤثر على قيادة الحزب للمعارضة بشكل قوي وفاعل، إلاّ انها مع ذلك، تعتبر من وجهة نظر البعض ضرورة لتطهير الحزب من الأصوات النشاز المنفردة داخل الحزب، وأن في ذلك مصلحة لوحدة الحزب تجعله أكثر انسجاماً ووحدة وقدرة على مواجهة التحديات أمام حزب المحافظين الذي يعاني بدوره من انقسامات أكثر خطورة على خلفية ملف البريكست.
ما يهمنا في هذا السياق، قراءة هذا الانشقاق على خلفية الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، في سياق زعم المنشقين حول ارتفاع منسوب "معاداة السامية" داخل الحزب، فقد واجه زعيم الحزب جيرمي كوربين، العديد من المتاعب والصدمات والتدخلات منذ فوزه بهذا المنصب قبل ثلاث سنوات، على خلفية توجهه اليساري الراديكالي، وما ترجمه إزاء ذلك، اتخاذ قيادة الحزب موقفاً داعماً للقضية الفلسطينية، ويقال بهذا الصدد، أن كوربين، ومنذ عضويته لحزب العمال، لم يتأخر ولا مرة واحدة عن أي تظاهرة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تواصل بعد أن أصبح زعيماً للحزب، في مواجهة داخلية مع "تيار بلير" رئيس الوزراء العمالي السابق، الأمر الذي أدى إلى اتهام كوربين "بمعاداة السامية" وهي التهمة التي تلصقها الدوائر الصهيونية والإسرائيلية على كل من يتحدى الاحتلال ويدين ممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
ولم يكن من المستغرب، أن يرتفع علم فلسطين أثناء انعقاد مؤتمر الحزب الأخير في مدينة ليفربول، في إشارة إلى أن الحملة الشعواء التي تشنها الدوائر الصهيونية والإسرائيلية وبعض أعضاء الحزب على زعامة كوربين وتأييده للقضية الفلسطينية، لن تغير من موقف قيادة الحزب، بل انها أكثر إصراراً على المضي قدماً في دعم قضية الشعب الفلسطيني وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، والجدير بالذكر، أن أحد القرارات التي اتخذت في مؤتمر الحزب المشار إليه، إدانة إسرائيل لاستخدامها فائض القوة في مواجهة احتجاجات وتظاهرات غزة السلمية ومطالبة بريطانيا لوقف بيع السلاح لإسرائيل، والالتزام من قبل الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فوزه في الانتخابات التشريعية القادمة.
إثر ضغوط متزايدة، تبنت اللجنة التنفيذية للحزب تعريف "معاداة السامية" وفقاً للنص الذي اعترف به "التحالف الدولي"، غير ان ذلك لم يوقف اتهامات من داخل الحزب ـ أقلية محدودة ـ ومن خارجه، "بمعاداة السامية" من قبل قيادة الحزب، وخاصة من قبل حاخامات بريطانيا الذين اعتبروا في رسالة وقعها 68 حاخاماً أن "معاداة السامية" داخل أروقة وشرائح حزب العمال باتت "خطرة جداً"، ما يوجب وقوف اليهود في مواجهة تحد لقيادة الحزب، وتكررت دعوة الحاخامات، مع بعض نواب الحزب "البليريين" إلى إزاحة كوربين عن زعامة الحزب.
بالنظر إلى تاريخ الانشقاقات السابقة، فلن يكون للمنشقين أي مستقبل سياسي راهنوا عليه بانشقاقهم، خاصة وأن مجموعات مختلفة من الحزب، أدانت الانشقاق، وأكدت على وحدة الحزب في المواجهة مع "المحافظين" وأن الحزب بهذا الانشقاق تخلص من المتمردين الذين أضعفوا وحدة الحزب.
مع ذلك، فإن خطورة هذا الانشقاق تتأتى من العامل الزمني، فحزب العمال بناءً على الاستطلاعات الأخيرة، بات أكثر قرباً من الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة، وربما أن يشكل هذا الانشقاق مساساً محتملاً بإمكانية هذا الفوز، مع أن كافة التقديرات والتحليلات التي صدرت بعد الانشقاق، أكدت على أن ليس هناك أي قلق، ذلك أن المنشقين لا يشكلون ثقلاً مهماً، لا عندما كانوا في الحزب ولا وهم في خارجه، وما زال الحزب يحظى بشعبية متزايدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 09:58 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

صيني عاشق للسيارات يطرح أصغر كرفان متحرك في العالم

GMT 08:48 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

فهد أسود يلهو على الثلج رفقة كلب بشكل مثير في روسيا

GMT 08:51 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

رئيس جامعة غزة يستقبل وفدًا من نادي "الزيتون"

GMT 12:44 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

4 قطع أثاث يتمنى خبراء الديكور اختفائها قريبًا

GMT 11:05 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يسعي للتعاقد مع لاعب ريال مدريد إيسكو

GMT 02:12 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

وليد توفيق يوضح أن قصة حياته مكتوبة على الورق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday