فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

فلسطين.. والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني!

 فلسطين اليوم -

فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني

بقلم- هاني حبيب

 قبل أيام قليلة، قدم سبعة أعضاء من حزب العمال البريطاني استقالاتهم، احتجاجاً على قيادة رئيس الحزب وخياراته بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وارتفاع منسوب "معاداة السامية" وفق مزاعمهم، في انشقاق جديد للحزب المعارض الأكبر في بريطانيا، هو الأكبر منذ ذلك الانشقاق الذي حدث في ظل زعامة مايكل فوت عام 1981، ورغم أن هذه الاستقالات لن تؤثر على قيادة الحزب للمعارضة بشكل قوي وفاعل، إلاّ انها مع ذلك، تعتبر من وجهة نظر البعض ضرورة لتطهير الحزب من الأصوات النشاز المنفردة داخل الحزب، وأن في ذلك مصلحة لوحدة الحزب تجعله أكثر انسجاماً ووحدة وقدرة على مواجهة التحديات أمام حزب المحافظين الذي يعاني بدوره من انقسامات أكثر خطورة على خلفية ملف البريكست.
ما يهمنا في هذا السياق، قراءة هذا الانشقاق على خلفية الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، في سياق زعم المنشقين حول ارتفاع منسوب "معاداة السامية" داخل الحزب، فقد واجه زعيم الحزب جيرمي كوربين، العديد من المتاعب والصدمات والتدخلات منذ فوزه بهذا المنصب قبل ثلاث سنوات، على خلفية توجهه اليساري الراديكالي، وما ترجمه إزاء ذلك، اتخاذ قيادة الحزب موقفاً داعماً للقضية الفلسطينية، ويقال بهذا الصدد، أن كوربين، ومنذ عضويته لحزب العمال، لم يتأخر ولا مرة واحدة عن أي تظاهرة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي تواصل بعد أن أصبح زعيماً للحزب، في مواجهة داخلية مع "تيار بلير" رئيس الوزراء العمالي السابق، الأمر الذي أدى إلى اتهام كوربين "بمعاداة السامية" وهي التهمة التي تلصقها الدوائر الصهيونية والإسرائيلية على كل من يتحدى الاحتلال ويدين ممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية.
ولم يكن من المستغرب، أن يرتفع علم فلسطين أثناء انعقاد مؤتمر الحزب الأخير في مدينة ليفربول، في إشارة إلى أن الحملة الشعواء التي تشنها الدوائر الصهيونية والإسرائيلية وبعض أعضاء الحزب على زعامة كوربين وتأييده للقضية الفلسطينية، لن تغير من موقف قيادة الحزب، بل انها أكثر إصراراً على المضي قدماً في دعم قضية الشعب الفلسطيني وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، والجدير بالذكر، أن أحد القرارات التي اتخذت في مؤتمر الحزب المشار إليه، إدانة إسرائيل لاستخدامها فائض القوة في مواجهة احتجاجات وتظاهرات غزة السلمية ومطالبة بريطانيا لوقف بيع السلاح لإسرائيل، والالتزام من قبل الحزب بالاعتراف بدولة فلسطين في حال فوزه في الانتخابات التشريعية القادمة.
إثر ضغوط متزايدة، تبنت اللجنة التنفيذية للحزب تعريف "معاداة السامية" وفقاً للنص الذي اعترف به "التحالف الدولي"، غير ان ذلك لم يوقف اتهامات من داخل الحزب ـ أقلية محدودة ـ ومن خارجه، "بمعاداة السامية" من قبل قيادة الحزب، وخاصة من قبل حاخامات بريطانيا الذين اعتبروا في رسالة وقعها 68 حاخاماً أن "معاداة السامية" داخل أروقة وشرائح حزب العمال باتت "خطرة جداً"، ما يوجب وقوف اليهود في مواجهة تحد لقيادة الحزب، وتكررت دعوة الحاخامات، مع بعض نواب الحزب "البليريين" إلى إزاحة كوربين عن زعامة الحزب.
بالنظر إلى تاريخ الانشقاقات السابقة، فلن يكون للمنشقين أي مستقبل سياسي راهنوا عليه بانشقاقهم، خاصة وأن مجموعات مختلفة من الحزب، أدانت الانشقاق، وأكدت على وحدة الحزب في المواجهة مع "المحافظين" وأن الحزب بهذا الانشقاق تخلص من المتمردين الذين أضعفوا وحدة الحزب.
مع ذلك، فإن خطورة هذا الانشقاق تتأتى من العامل الزمني، فحزب العمال بناءً على الاستطلاعات الأخيرة، بات أكثر قرباً من الفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة، وربما أن يشكل هذا الانشقاق مساساً محتملاً بإمكانية هذا الفوز، مع أن كافة التقديرات والتحليلات التي صدرت بعد الانشقاق، أكدت على أن ليس هناك أي قلق، ذلك أن المنشقين لا يشكلون ثقلاً مهماً، لا عندما كانوا في الحزب ولا وهم في خارجه، وما زال الحزب يحظى بشعبية متزايدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني فلسطين والتمرد المحدود في حزب العمال البريطاني



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 09:13 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 23:21 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

اكتشاف بروتين الدم المتورط في الاكتئاب

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:04 2016 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

علماء يشرحون التعديلات الوراثية المطلوبة للعيش أصحاء

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 19:16 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ميسي وسواريز يقودان تشكيل برشلونة أمام لاس بالماس

GMT 18:09 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الآسيوي يعاقب الأندية العمانية

GMT 13:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

مواد وظيفية فلورية تستخدم في علاج السرطان

GMT 04:24 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

يد الأهلي يسعى لضمّ القطري محمود زكي

GMT 03:21 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

صيني يؤكد اكتشافه طرقات غامضة على كبسولته الفضائية

GMT 14:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

رياض محرز جعل من سارسيل الفرنسية مقصدا لكشافي النجوم

GMT 07:20 2017 الثلاثاء ,25 تموز / يوليو

جزيرة "هولبوكس" قبلة للعطلات ومثالية للاسترخاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday