منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة "الضم" وإنقاذ نتنياهو

 فلسطين اليوم -

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

وأخيراً، نجح نتنياهو عبر ثلاث جولات انتخابية وتهديد برابعة في تشكيل حكومته الجديدة، الأكبر والأضخم من حيث عدد وزرائها الـ36 ونواب الوزراء وعددهم 16 ومبنى إضافي لسكن القائم بأعمال الحكومة وميزانية ضخمة لهذا العدد الكبير من كبار الموظفين، كل هؤلاء مجندون لهدف واحد وحيد هو إنقاذ نتنياهو عبر الحكومة الجديدة من براثن القضاء الذي بدوره تمت الإطاحة به على مذبح الاتفاق بين غانتس الساذج ونتنياهو الحاذق المخادع.

تحالف المتهم بالرشوة نتنياهو وسارق الأصوات غانتس، حسب تعبير رئيس تحرير صحفية «هآرتس» ألوف بن، سيمهد الطريق أمام تنفيذ صفقة القرن خاصة فيما يتعلق بضم وإعلان السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت، وذلك بالتوازي مع توجيه ضربة قاسمة لمؤسسة القضاء في إسرائيل وضرب أحد أهم مرتكزات ما تسمى الديمقراطية الإسرائيلية.

شهدت الفترة التي كانت تجري فيها المفاوضات أثناء تكليف غانتس بتشكيل الحكومة أول مظاهر ميزان القوة لصالح نتنياهو عندما اكتفى غانتس بوعود نتنياهو الشفهية اعتمدها الأول بالادعاء بأن هناك تقدماً واضحاً إزاء التفاوض لتشكيل الحكومة، كي يتبين بعد وقتٍ قصير أنّ هذه الوعود الشفهية ما كانت إلاّ لهدفٍ واحد تم تحقيقه وإنجازه وهو تهشيم تحالف «أزرق - أبيض» ونزع سلاح غانتس المتمثل بهذا التحالف وعودة هذا الأخير للمفاوضات دون حلفائه، وبعد ما كان قد تشدد إزاء رفضه لعملية ضم وسيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت إلاّ بتفاهمات وتعديلات تجري بالاتفاق مع الولايات المتحدة، فقد تنازل عن هذا الشرط وقيل عندها إنه تمت إزالة أهم الملفات التي كانت تعترض التشكيل، لكي يتبين لاحقاً أنّ غانتس لم يكن مصراً على هذا الملف إلاّ بصفة تكتيكية ذلك أن الملفات العالقة الأخرى كانت أهم بكثير من هذا الملف، وفي السياق تم انكشاف وتأكيد حقيقة موقف «أزرق - أبيض» كتكتل يميني بامتياز إزاء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموماً وتنفيذ صفقة القرن الأميركية على وجه الخصوص.

كان أمام نتنياهو خياران كل منهما لمصلحته المباشرة، تشكيل حكومة بشروطه أو التوجه لانتخابات جديدة، أمّا غانتس فكان ظهره إلى الحائط وليس أمامه سوى خيار واحد سيئ وهو ما جرى الاتفاق عليه مؤخراً أي تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو حتى دون ضمانات راسخة ومؤكدة لمناوبته الرئاسية التالية بعد عامٍ ونصف العام.

من السذاجة المدهشة الثقة بنتنياهو هذه حقيقة يعلمها الجميع في الطيف السياسي والحزبي في إسرائيل من حلفاء وأصدقاء وخصوم وأعداء لنتنياهو، مع ذلك فإن الساذج غانتس وقع في الفخ وكأنه دون ذاكرة مثلما الحال مع «ذاكرة السمكة» التي تعود لتلتقط الصنارة بعدما رأت مرات عديدة كيف تم اصطياد الأسماك الأخرى بنفس هذه الصنارة، وبعد مرحلة الوعود الشخصية جرت المفاوضات من خلال تدوين التفاهمات على الورق لكن هذا الأمر لن يؤثر على قدرة نتنياهو الحاذق والمخادع على النكوص والعودة عن كل ما تم تدوينه من هنا فالمشكلة لا تتعلق بانعدام الثقة بينهما بقدر قدرة نتنياهو على التلاعب بحليفه وخصمه غانتس.
يبرر غانتس للمقربين منه، استجاباته المتلاحقة غير المفهومة لاشتراطات نتنياهو ما أدّى مؤخراً لتشكيل الحكومة، أنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية الذهاب لانتخابات رابعة وهو مبرر غير منطقي على الإطلاق ذلك أن من يتحمل هذه المسؤولية نظرياً وعملياً هو نتنياهو ولا أحد غيره، فموقفه المبني على مصلحة شخصية هو الذي أدى إلى الجولات الثلاث السابقة للانتخابات وكذلك تهديده بانتخابات رابعة، علماً أنّ كل ذلك لم يؤدِ سوى إلى مزيد من الأصوات لصالح نتنياهو والقوى اليمينية التي يتزعمها، هذه القوى التي أكدت خلال الجولات الانتخابية أنها تريده زعيماً مرتشياً ومتلاعباً وكاذباً ومتهماً بقضايا فساد ومستغلاً لوباء الـ»كورونا» من ناحية وسذاجة خصمه من ناحية ثانية.

قد يهمك أيضا : 

  خيارات نتنياهو الافتراضية !

هكذا استغلّ نتنياهو «كورونا» لصالحه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو منظومة الفساد تقود إلى حكومة الضم وإنقاذ نتنياهو



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:06 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير داخلية بوينس آيرس يستقيل من منصبه

GMT 01:24 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

النجم جورج وسوف يحيي حفلة غنائية في فرنسا

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

نجم الفريق تامر صيام يحسم موقفه من هلال القدس

GMT 05:49 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد نؤكد خوض تجربة المسلسل الكارتوني لأول مرة

GMT 07:21 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

6 أخطاء شائعة يجب تجنبها عند إنشاء "كملة سر" صعبة

GMT 10:51 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

هنري جاك يواصل إبداعه في مجموعة Les Classiques de HJ

GMT 00:18 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة تحضير مشروب التمر هندي بالكركديه

GMT 06:07 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

الصبار يحميك من السرطان ويحافظ على صحة بشرتك

GMT 06:41 2018 الجمعة ,02 آذار/ مارس

عمليات التجميل ترتفع بنسبة 200 % بين النساء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday