السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

السودان: حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»!

 فلسطين اليوم -

السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»

هاني حبيب
بقلم :هاني حبيب

بعد ساعات من أداء القسم كوزيرة للخارجية السودانية في التاسع من الشهر التاسع العام الماضي، وفي أول تصريح لها ورداً على أسئلة الصحافيين، قالت أسماء محمد عبد الله إن "الوقت الراهن غير مناسب لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل" لكنها أضافت، إن أولويات وزارتها ستكون إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب من خلال بحث هذا الملف والحوار مع الولايات المتحدة،

وعادت الوزيرة لتؤكد هذا الموقف في ردها على سؤال من قبل صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أثناء مشاركتها في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الحكومة الانتقالية السودانية عبد الله حمدوك، قائلة إن السودان لن يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل "حالياً" وذلك أثناء الزيارة الأولى التي يجريها رئيس الحكومة الانتقالية الجديدة أوائل الشهر العاشر من العام الماضي بداية من العاصمة الفرنسية. إشارتنا إلى هذه الأقوال والتصريحات والمواقف، بأن مسألة اقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، هي مسألة وقت، ليس في "الوقت الراهن" ولا "حالياً" ولكن

الأمر مفتوح على المستقبل في سياق ازالة السودان من قائمة الإرهاب الاميركية بالتفاهم والحوار مع واشنطن، هذه المواقف تمت من قبل رئيس الحكومة الانتقالية الذي كان شاهداً على تصريح وزيرة خارجيته، وبالتالي فإن حمدوك ووزيرته مسؤولان عن هذه التصريحات والمواقف، والأمر لا يتعلق فقط بمجلس السيادة السوداني ورئيسه عبد الفتاح البرهان، الذي باشر عملية التطبيع بين الخرطوم

صاحبة اللاءات الثلاث والدولة العبرية بداية من العاصمة الاوغندية عنتيبي وبتوقيعه الشفهي مع نتنياهو، قبل يومين. إن حديث الحكومة المدنية في السودان، حول المفاجأة، وربما الصدمة من هذا التطور، هو حديث منافق أشد النفاق، ذلك ان اشاراتنا السابقة حول المواقف المعلنة، تؤكد أن هذا التطور الخطير تم بتفاهم وقناعات المستويات المدنية والعسكرية، الحكومة ومجلس السيادة في

الخرطوم، وان الإعداد لهذا الحدث الخطير تم منذ تشكيل الحكومة السودانية وبالتوافق التام مع المجلس العسكري.

إن هذا التطور الخطير، لا يشكل طعنة نجلاء في ظهر الشعب الفلسطيني، فحسب، بل هو أيضاً، وبالضرورة طعنة في قلب الشعب السوداني الشقيق، لأنه يضرب في الصميم مصالح الشعب السوداني مباشرة، فهناك بعض الدول العربية التي أقامت اتفاقات وعلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، تحت شعارات السيادة والمصالح، غير أن هذه الدول لا تزال تعاني من الفقر والفاقة وتراجع مستويات

التنمية، ولم ينقذها الاعتراف بإسرائيل من براثن التخلف كما بررت هذه العلاقات، أما بالنسبة للسودان الذي ما زال يعيش مرحلة انتقالية بعد إسقاط البشير، فإن من شأن هذا التطور تعقيد الوضع الداخلي بما لا يفسح مجالا حقيقياً للتخلص من تبعات الماضي.

وإذا لم يكن هذا التطور الخطير ليشكل مفاجأة، فإن التوقيت لإعلانه، اثر صفقة ترامب ـ نتنياهو، وبعد انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وانعقاد منظمة التعاون الاسلامي، والخروج بمواقف داعمة لفلسطين في المواجهة مع صفقة القرن، وقبل ايام قليلة من انعقاد مؤتمر الاتحاد الإفريقي في الكونغو، حيث سيناقش صفقة ترامب ـ نتنياهو، هذا التوقيت يشير الى أن المواقف

المعلنة اذا لم تتوازَ مع آليات عملية للمواجهة ولدعم الشعب الفلسطيني، تظل مجرد شعارات تهدف الى التغطية على المواقف الحقيقية، علماً أن السودان كان قد اتخذ موقفاً مؤيداً للرؤية الفلسطينية لمواجهة الصفقة، سواء لدى اجتماعات مجلس الجامعة العربية، او من خلال الموافقة على بيان منظمة التعاون الإسلامي!

قد يهمك أيضا :  

إسرائيل: حملات انتخابية تتجاهل التحقيقات مع نتنياهو وتركز على الفلسطينيين!

   صفقة القرن: إعلان خطير.. لكنه ليس تاريخياً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان» السودان حقيقة موقف حكومة حمدوك من مقامرة «البرهان»



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 04:50 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يضرب بمتحوره الجديد وزيادة كبيرة في الإصابات

GMT 01:15 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

ثلاثة فنانيين قدموا الأخرس في السينما المصرية

GMT 00:08 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

صناع فيلم " خلاويص" يهنئون الفنانة أيتن عامر بعيد ميلاد

GMT 01:57 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذيرات من نشوب حرب جديدة تقضي على وحدة العراق

GMT 07:52 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

"فورد" تطلق "إكسبلورر XLT" للقيادة على الطرق الوعرة

GMT 00:32 2016 الإثنين ,31 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تنشر مئات المدرعات والدبابات في إستونيا

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 13:34 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصميمات مذهلة لحمامات أنيقة لمحبي التجديد والتميز

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح هامة للقيادة بأمان في الخريف

GMT 11:21 2018 الجمعة ,14 أيلول / سبتمبر

المشروم يحد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday