الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي

 فلسطين اليوم -

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي

أحمد محمد الشحي
بقلم: أحمد محمد الشحي

شهد العالم العربي في أواخر 2010 ومطلع 2011 موجة من الاضطرابات والفوضى التي اجتاحت دولاً عدة، وارتكزت هذه الفوضى على إثارة الشعوب على حكوماتها، واستغلال الشعارات البراقة لتغذية ذلك، وقد استغل المنتفعون الراغبون في الاستيلاء على السلطة هذه الاضطرابات، فركبوا موجتها، وصبوا الوقود على نيرانها، وساهمت بعض الدول في ذلك عبر تدخلاتها في شؤون هذه الدول، وخاصة عبر أدواتها الإعلامية التي فقدت أي نوع من أنواع المهنية بما كانت تمارسه من تحريض وتهييج وتفريق وتمزيق.

وقد كانت لربيع المؤامرة إفرازات سلبية كثيرة بإشعال الصراعات، سواء صراعات داخلية أو صراعات إقليمية ودولية، فقد تطوَّرت الاضطرابات في بعض الدول إلى حروب وصراعات داخلية دامية لا تزال نيرانها مشتعلة وضارية إلى يومنا هذا، وخلَّفت هذه الأحداث آلاف الضحايا ما بين قتيل وجريح ومشرد ولاجئ، وأدت إلى تدمير البنى التحتية، وتحويل مدن كاملة إلى أنقاض وركام، وتدهور الأحوال المعيشية والاقتصادية، وانتشار الفقر والأمراض والكوارث الإنسانية المؤلمة، وتحويل بعض الدول إلى ساحات مشاعة للتدخلات الخارجية والتنافس الإقليمي والدولي.

كما أدى ربيع المؤامرة إلى خلق الصراعات الداخلية أيضا بتمهيد الطريق أمام التيارات المؤدلجة وبالتحديد التيارات الإخوانية لاقتناص السلطة، فنجح بعضها في الوصول إليها، وخاصة في مصر، وكان لذلك نتائج سلبية كبيرة أدت إلى تغذية الاحتقان الداخلي، فقد كان الإخوان وهم في سدة الحكم أسوأ حالاً مما كانوا عليه من قبل، حيث احتكروا السلطة، وحاولوا أخونة الدولة بالتوغل في مفاصلها وتمكين الكوادر الإخوانية منها، وإقصاء الآخرين، مع سوء إدارة لشؤون البلاد، وتخبُّط في السياسة الداخلية والخارجية، ودعم للمتطرفين، بل تمكينهم من بعض المناصب، مما أدى إلى احتقان الشارع وغليانه، وتطور ذلك ليؤدي إلى إسقاط الحكم الإخواني، وبعد سقوطهم حاول الإخوان إدخال الدولة المصرية في صراعات دامية وحروب أهلية كادت أن تودي بالبلاد في الهاوية لولا لطف الله تعالى، وكل ذلك في سبيل الوصول إلى السلطة والحكم.

ومن إفرازات ربيع المؤامرة أيضاً والتي أدت إلى زيادة موجة الصراعات الداخلية في الدول صعود التنظيمات الإرهابية المتوحشة، وخاصة تنظيم داعش الذي أدى صعوده إلى ارتفاع موجة الإرهاب والتطرف والطائفية، واقترن بهذا التنظيم جرائم وحشية لم يسبق لها نظير في بشاعتها وطريقة الدعاية لها، والتي اعتمدت على أحدث أدوات التصوير والمؤثرات الصوتية والبصرية مع استغلال شبكة الانترنت العالمية لنشرها وترويجها، وعمل هذا التنظيم على تغذية صراع الأديان والطوائف والحضارات، وترتَّبت على ذلك نتائج عدة، منها ظهور ميليشيات طائفية اجتاحت الساحة العراقية، وأصبح العراق بين فكي هذه الكماشة الطائفية، أي بين سندان تنظيم داعش ومطرقة الميليشيات المسلحة المناوئة له، كما حاول تنظيم داعش أن يتوسع إقليمياً في عدة دول، وكان من أبرز مخططاته نشر الصراع الطائفي في المنطقة، سواء بين أتباع الطوائف الإسلامية، أو بين أتباع الأديان عموماً، وقام بعمليات إرهابية عدة في عدة بلدان لتأليب أتباع المذاهب والأديان بعضهم على بعض، واستمر التنظيم في هذا المسار لخلق الصراعات الداخلية في الدول إلى أن تحوَّل إلى مصدر تهديد عالمي، فانعقدت التحالفات الدولية للتصدي له، وتم شن حرب واسعة عليه لدحره.

ولم تتوقف عجلة ربيع المؤامرة في إشعال الصراعات عند هذا الحد، بل أخذت في التطور، وهو ما نلحظه في الآونة الأخيرة من تغذية الصراعات الإقليمية والدولية، وتحريض الدول بعضها على بعض، وتوجه بعض الدول كإيران وتركيا إلى التوسع الإقليمي، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ومحاولة إدخال المنطقة في صراعات لا تحمد عقباها.

إن هذه الحقائق والأحداث التي ذكرنا نماذج منها لتكشف بوضوح عن أن من أخطر مهددات الاستقرار هي خلق الصراعات الداخلية والإقليمية، ومن أخطر عواملها التي تغذيها التيارات المؤدلجة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات الطائفية والحكومات التوسعية والإعلام المغرض الموجه، وأن من واجب الشعوب أن تكون سنداً لحكوماتها في المحافظة على أمن واستقرار الدول، والتحلي باليقظة والوعي والحس الوطني والحكمة والثقافة الإيجابية.

وقد كانت دولة الإمارات سباقة في التصدي لهذه المهددات على كافة المستويات، فعلى المستوى الداخلي عززت قيم الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح ومبادئ الأخلاق الحميدة في تعامل الناس بعضهم مع بعض على اختلاف أديانهم وأعراقهم وبلدانهم، ومكافحة التطرف والطائفية، وسنت القوانين التي تخدم ذلك، وعملت على توفير بيئة مليئة بالتنمية والازدهار وجاذبة للطاقات والمواهب، حتى أصبحت واحة أمن وأمان يأوي إليها الناس من مختلف أقطار الأرض، وكذلك على المستوى الخارجي عززت دولة الإمارات الخطاب الوسطي الداعي للسلم والاستقرار في المحافل الدولية، وكانت عضواً فاعلاً في التحالفات الدولية والعربية لمكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لقوى الشر، وكانت خير سند لأشقائها في دعم استقرارهم، ومساندتهم على تجاوز أزماتهم، وهي دوماً نموذج مشرق بأفعالها ومواقفها على الإدارة الحكيمة للتحديات والأزمات، حتى أضحت صمام أمان للسلم الإقليمي والدولي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي الربيع المؤامرة من الصراع الداخلي إلى الدولي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday