مقتدى الصدر  رجل التناقضات
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مقتدى الصدر .. رجل التناقضات

 فلسطين اليوم -

مقتدى الصدر  رجل التناقضات

عبير بشير
بقلم :عبير بشير

زعيم شيعي عراقي نادى بحل الحشد الشعبي الشيعي في العراق، وطالب بشار الأسد بالتنحي، وزار السعودية التي وصفها بالـ «الأب» رغم علاقاته الوثيقة مع إيران، وهو بيضة القبان في المشهد العراقي، إنه مقتدى الصدر رجل المفاجآت، والتناقضات، والانقلابات، والذي انقلب أخيراً على الانتفاضة العراقية، بعدما كان الراعي الأبوي لها، في

الفضاء الشيعي العراقي، وذلك بعد خروج جمهوره من الساحات، وقيامه بحرق خيام المتظاهرين. ومقتدى الصدر، هو نجل محمد صادق الصدر أبرز رجال الدين الشيعة المعارضين لصدام حسين، والذي قتله نظام صدام عام 1999. وهو أحد الشخصيات التي لعبت دورا محوريا في إعادة بناء النظام السياسي   بعد سقوط نظام صدام، ويتمتع

بشعبية واسعة في أوساط فقراء الشيعة، خصوصا في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية الكبيرة في بغداد. ويمتلك الصدر أجنحةً عسكرية ممثلة في كتيبة «سرايا السلام» أو «جيش المهدي»، الذي شارك في القتال ضد الوجود الأميركي للعراق عام 2003، ثم انخرطت ميليشياته ضمن قوات «الحشد الشعبي» في القتال ضد «داعش».

ويطرح المعمم- مقتدى الصدر- نفسه راعياً للإصلاح في بلد يحتل المرتبة 16 في لائحة الدول الأكثر فساداً في العالم، على الرغم من أن الصدريين هم جزء لا يتجزأ من الطبقة السياسية في عراق ما بعد صدام حسين، وكانوا دائمي الحضور، في المناصب الوزارية والعامة. ورغم أن الصدر كان عراب حكومة عادل عبد المهدي المستقيلة، لكن

موجة الاحتجاجات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 480 شخصاً، دفعت بالصدر الذي يتزعم ائتلاف «سائرون» الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة مع 54 مقعداً في البرلمان، لوضع ثقله لدعم الانتفاضة التي تمكنت في ذروة صعود الوطنية العراقية ونضوج مفهوم الدولة في الوعي الجماعي الشيعي، من فرض شروطها على الطبقة

السياسية التي فشلت في مهمتين، الأولى محاولة إخمادها، والثانية في أن تكون جزءاً منها. وقام مقتدى الصدر بقلب الطاولة على حكومة عادل عبد المهدي، بتبنيه إجراء انتخابات مبكرة تحت إشراف أممي، وتشكيل حكومة دستورية، وصولاً إلى إجبار حكومة عبد المهدي على تقديم استقالتها، بضغط من الشارع العراقي.

وضمن مسلسل التقلبات الأخير، لم يجد الصدر سوى استحضار ما أسماه بـ «القواعد السماوية والعقلية» لتبرير انقلابه على المتظاهرين العراقيين بحجة «إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها»، وقال الصدر في تغريدة له «إنه وفقاً للقواعد السماوية والعقلية لا بد من إرجاع الثورة إلى انضباطها وسلميتها»، وطالب أصحاب «القبعات الزرق»-

أنصاره- بالتنسيق مع القوات الأمنية لفتح الطرقات المغلقة منذ عدة أشهر بسبب الاعتصامات والاحتجاجات، ومعاقبة كل من يعرقل دوام المدارس والشركات، في إشارة فهمها المتظاهرون أنها إذن منه لمهاجمة التظاهرات. واعتبرت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في العراق، بأن الصدر غدر بهم، وخان الأحرار. وانتقلت المواجهات بين أنصار الصدر

والمتظاهرين العراقيين، إلى مدينة كربلاء في تكرار لما حصل في مدينة النجف، عندما حاول مناصرو الصدر إحراق الخيام في ساحات الاعتصام، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح. لقد أدت استدارة الصدر المفاجِئة إلى قطيعة شبه كاملة مع الانتفاضة العراقية، بعدما عجز أو لم يعد يرغب في التماهي مع حركة إصلاحية شعبية

بطبيعة ثورية ترفع شعارات القطيعة مع مرحلة ما بعد صدام حسين، وتطالب بالسيادة الوطنية الكاملة وإصلاح شامل للعملية السياسية. انقلاب الصدر على الانتفاضة العراقية، أدخلها البعض في إطار تقويض الاحتجاجات الشعبية بعد تكليف محمد توفيق علاوي تشكيل الحكومة الجديدة، الذي جاء إلى رئاسة الحكومة حلاً وخياراً لأحزابٍ عراقية كثيرة

باتت تشعر أن ضغط الشارع وثورته ستطيح بمكاسبها، وبعد الضربة الكبيرة التي تلقتها إيران، باغتيال قاسم سليماني، ومن هنا كان تكليف محمد كوثراني مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني، ليقوم بمهمة فرض مرشح تقبل به إيران، حتى لو لم يكن مرشحها المفضل. ولم تُخفِ الصحف الإيرانية احتفاءها بتكليف علاوي، معتبرةً أنه نجاح لاتفاق سياسي بين كتلة «سائرون» التي يترأسها الصدر مع كتلة «الفتح» التي يقودها زعيم تنظيم بدر وأحد قادة الحشد الشعبي هادي العامري. لكن الساحات العراقية المنتفضة، رفضت تكليف علاوي كونه أحد الفاعلين في العملية السياسية منذ 2003، وامتداداً للطبقة السياسية التي يطالبون بتغييرها وعزلها عن التحكم في العراق، فقد كان وزيراً

للاتصالات في عهد رئيس الحكومة الأسبق، نوري المالكي، وهو عضو في البرلمان، وحزبيٌّ عمل ضمن كوادر حزب الدعوة لسنوات طويلة. لكن نظرة أعمق للموضوع، تقودنا إلى استنتاج آخر غير أن الزعيم الشيعي يمارس نوعاً من اللعبة السياسية المزدوجة وخلط الأوراق في العراق، تقوم على دعم النقيضين : القوى السياسية،

والمتظاهرين، وخصوصاً أنه بعد اغتيال أميركا في بغداد قائدَ فيلق القدس الإيراني سليماني، كان للصدر موقف متشدد ضد واشنطن، وكان أول الساعين للمطالبة بإنهاء الوجود الأميركي في البلاد عبر تظاهرة ضخمة نظمها في العاصمة. فطهران والمرشد الأعلى علي خامنئي ربما يخططان إلى تعويض النزيف الذي حدث في الحضور

الإيراني في العراق، عقب اندلاع الثورة الشعبية، وذلك بتبني صفقة مع مقتدى الصدر – الزعيم الذي يحظى بدعم الحواضن الشعبية العراقية – وتقوم الصفقة على وعد من المرشد بأن يكون مقتدى أو أحد رجاله الصدريين، رئيس الوزراء القادم بعد توفيق علاوي، مقابل أن يقوم الصدر بالتخلي عن الانتفاضة الشعبية، ووضع يده بيد إيران.

قد يهمك أيضا :  

حسان دياب في السراي الحكومي

بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقتدى الصدر  رجل التناقضات مقتدى الصدر  رجل التناقضات



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا

GMT 00:07 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

شارلوت موس تتألق في مهرجان كان الخيري

GMT 00:36 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

ريهام حجاج فتاة متشددة دينيًا في فيلم "مولانا"

GMT 02:22 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"سوثبي للمزادات" يعرض لوحة فريدة للفنانة كاهلو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday