ممكنات جديدة للوجود
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ممكنات جديدة للوجود

 فلسطين اليوم -

ممكنات جديدة للوجود

زياد خداش
بقلم : زياد خدّاش

كلما جلست في مسرح القصبة استعداداً لفيلم أو مسرحية أشتاق ولا أعرف لماذا، إلى رؤية (جميل السلخة) جالسا بجانبي يتحسس المقاعد ويصيح بفظاطة سائقي (الفوردات): يا الله ما أنعمها والله أنعم من جلد البنات يا أستاذ، هو سائق فورد من مخيم الجلزون والمشهور بالتعرض لإهانات وصفعات الجنود دائما لأنه يعبر فينا إلى بيوتنا في المخيم، من طرق فرعية ممنوعة، جميل السلخة والذي لم يكمل الصف الثالث، هذا يعشق فيروز ويفكر دائما في تأسيس جمعية أصدقاء فيروز ويستشيرني في الإجراءات، صحيح أنه لا يفهم ما تقول، لكنه يحس بأنها تقول كلاما رائعا، بهذا الصوت الدافئ كما يصفه:
(بتقاتل مع مرتي يا أستاذ، ولما أسمع فيروز بهدأ، بضربني الجنود وبنقهر من جوا، بس أسمع فيروز بشعر إني مش زعلان حتى من الجنود اللي ضربوني)

منذ ست سنوات لم أزر بحر بلادي، أنا الكائن المائي القادم من برج السرطان، المصنوع من رمل وعواصف وصخور مبللة وأمواج، وقوارب عتيقة، وتنهدات أشباح بحارة ميتين، أعيش في رام الله، منذ ستة آلاف سنة، أنتظر غرقاً غامضاً وجميلاً، يحييني وفق صياغة أخرى، في بحر قريب، بحر يعرفني وأعرفه يريدني وأريده، لا يبعد عني سوى عشرين سنة ضوئية، البارحة تسللت ليلاً إلى بحر بلادي، على أطراف أصابعي رأيت نفسي أقترب رويداً رويداً من أضخم وأعنف موجاته، أستدرجها إلى قلبي اليابس العطش، فتهرع إليه بجنون لتطفئ جفافه وتنقذ رمقه الأخير، وهناك أغلق عليها جدران روحي وأهرب بها إلى رام الله، أغلق باب نوافذ وأبواب غرفتي بإحكام، ثم أطلق سراحها برفق ومحبة، أشرع في تربيتها وترويضها كغزالة البر المذهولة، وفي صباح اليوم التالي أعلن في الصحف خبر اصطياد وطني.
وفجأة وبينما أنا غاط في نوم أبله، أشعر ببلل في جسمي، فأصحو فزعاً ومشوشاً فإذا بالموجة الضخمة والعنيفة تزحف على وجهي غاضبة ومستاءة، تلطم صدري، تتجاوز جسدي متسلقة النوافذ ودافعة الباب أمامها. متجهة صوب حيفا.
في الحلم الأول اصطدت موجة وفي الحلم الثاني هرّبتها إلى بيتها ليش اعملت هيك يا أبو الذوذ؟؟، هكذا سألتني نانسي ابنة جاري الأمورة الصغيرة ذات الأربع سنين.
نانسي تلثغ بحرف السين، وهي اللثغة اللذيذة التي تكاد تطيح بعقلي، من فرط عذوبتها، لم أستطع أن أجيبها إجابة عاقلة مقنعة، اكتفيت بقولي: إنه مجرد حلم يا صغيرتي،
فأسمعها تهمس لأمها: (عمو ذوذو بحكيلي قصص كذابة).
وفي مدرستي، في الصف الرابع تحديداً، مطبقاً حصة إشغال لغياب معلمها، أروي للتلاميذ المندهشين الصامتين حكايتي مع الأفعى والأسد في الغابة.
فأقول لهم، في نهاية حكاية خرافية: وهكذا يا أحبائي الصغار أقنعت الأفعى بأن ترقص معي فرقصنا وصرنا أصحاباً.
فأسمع همساً آخر في المقعد الأخير بين تلميذين: هذا الأستاذ كزاب، بضحك علينا، كيف برقص مع الحية، مهي ممكن توكله.
فأهمس أنا الآخر بيني وبيني: آه يا أصحابي اللذيذين ومن قال إن الأدب والفن ليسا وهماً وكذباً؟
ولكنه الوهم الجميل والرائع الضروري والمفيد، الوهم الذي ينقذ البشرية من السقوط السريع المدوي في حفرة الحقيقة، الأدب والفن لا يمنعان السقوط لكنهما يبطئانه، ويزينانه بالألوان والعطور، ويفلسفانه، ويعمقانه، بحيث تتكشف من خلاله أبعاد أخرى للعالم، وممكنات جديدة للوجود،
نانسي ناسي البارحة حلمت -------------
كمان كذبة يا أبو الذوذ يا الله بكفي تكذب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممكنات جديدة للوجود ممكنات جديدة للوجود



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:48 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

وهذه معرة النعمان

GMT 17:46 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 11:15 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

بريشة : علي خليل

GMT 10:21 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 10:16 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء محبطة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:30 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم عطر أرماني كود النسائي الأفضل لفصل الشتاء

GMT 04:23 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ريتا اور تتألق في إطلالة رائعة تجذب الأنظار

GMT 18:37 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الشرطة تحبط محاولة قتل في إحدى مستشفيات نابلس

GMT 14:51 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 21:52 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

كيف تحصلين على مكياج مثالي لبشرتك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday