مواجهة «الكورونا» السلوك الخاطئ والضرر الذاتي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مواجهة «الكورونا»: السلوك الخاطئ والضرر الذاتي

 فلسطين اليوم -

مواجهة «الكورونا» السلوك الخاطئ والضرر الذاتي

أشرف العجرمي
بقلم : أشرف العجرمي

في الفترة الأولى من وصول فيروس كوفيد 19 «كورونا» الجديد إلى فلسطين تباهينا بأننا استطعنا السيطرة على الفيروس ومنعنا انتشاره وحتى إجازة عيد الفطر، وبعد مرور ثلاثة شهور على إعلان حالة الطوارئ كان عدد الإصابات بالفيروس 643 حالة وعدد المتعافين 532 أي حوالي 83% من الإصابات وعدد الوفيات خمسة مواطنين. ومرت علينا أيام لم تسجل فيها إصابات إلى درجة أن الحكومة أعلنت انتهاء الإغلاق في يوم 26/5/2020، وعادت الحياة إلى طبيعتها نسبياً باستئناف العمل في المؤسسات الحكومية والرسمية، وتم فتح المساجد والكنائس وفتحت المدارس والجامعات أبوابها بدون الطلاب، وفتحت المحال التجارية والمصانع والورش والمقاهي والمطاعم وكل المؤسسات ولكن بشرط الالتزام بقواعد السلامة العامة بالحفاظ على ارتداء الكمامات والقفازات والتباعد الاجتماعي.

ولكن بعد أيام قليلة من رفع الإغلاق بدأت موجة جديدة من الإصابات والانتشار السريع للفيروس في أوساط المواطنين في مختلف المحافظات وخاصة في محافظة الخليل، ووصلنا في أقل من شهر ونصف إلى أكثر من 7734 إصابة منها 6372 حالة نشطة وبلغ عدد الوفيات 47 مواطناً. وهذا وضع خطير ينذر بكارثة كبيرة.

عندما حاولت الحكومة الحد من انتشار الفيروس بالعودة للإغلاق وقامت بإغلاق لمدة عشرة ايام وأعلنت تمديدها لأربعة أيام أخرى، بدأت الفوضى تدب في الشارع من خلال احتجاج التجار ورجال الأعمال، ما جعل المحافظين تباعاً يعلنون فتح محافظاتهم خلافاً لموقف الحكومة. وهذا في الواقع موضوع يدعو للدهشة، فهو من جانب يحرج الحكومة ومن جانب آخر يدخل الجميع في تناقضات قد تؤدي إلى حالة من الفلتان وعدم الانضباط. خصوصاً وأن الخلاف يأتي في المستوى الرسمي وليس بين المستوى الرسمي وقطاع الأعمال فقط.

الوضع الاقتصادي الفلسطيني يعيش حالة من الركود والصعوبة بسبب «الكورونا» وأيضاً بسبب وقف العمل بالاتفاقات مع إسرائيل وعدم استلام أموال المقاصة. ومن الطبيعي أن تشكو كل القطاعات الاقتصادية من هذا الوضع وتحاول العمل من أجل فتح البلاد والعودة للانتاج والعمل من جديد وتحريك عجلة الاقتصاد. والحكومة من جانبها تريد ذلك ولكنها أيضاً تخشى من الوضع الصحي المتدهور وتحاول الموازنة بين رفع الإغلاق وبين الحفاظ على حياة الناس، وهي في وضع لا تحسد عليه بسبب ذلك.

لا يمكن فهم أن تتخذ الحكومة قراراً يجري خرقه والتنصل منه بعد ساعات وجيزة من إعلانه. وكان من الأنسب لو كان لدى الغرف التجارية والقطاعات الاقتصادية أي شكاوى ان تلجأ للحوار مع الحكومة ربما بتدخل المحافظين، وكان يمكن للحكومة أن تتراجع أو تعدل قرارها بعد يوم أو يومين من بدء التنفيذ. فما حصل هو مساس بسلطة الحكومة ومحاولة لإحباطها وتجاوزها حتى لو كان ما تم حصل بحسن نية.
في الواقع هناك تمرد على قرارات الحكومة في الفترة التي أعقبت رفع الإغلاق، وهذا تبدى في عدم الالتزام بقواعد السلامة العامة والاختلاط الكبير الذي حصل في الأعراس والمآتم والتجمعات، وكأن التعليمات الخاصة بالوقاية من الإصابة بالفيروس هي ضد مصلحة الناس وأن معارضة الحكومة أو السلطة موضوع سياسي لا علاقة له بحياة من يقوم به.

وهنا تختلط دوافع وأسباب الخرق، فمنه ما هو مقصود للمساس بالحكومة وتحطيم صورة النجاح الذي حققته، ومنه ما هو تعبير عن الجهل والتخلف واتباع لتقاليد عائلية تعتبر أهم من حياة البشر، ومنه ما هو نابع من الالتزام بتعاليم بعض الجهات الدينية التي كانت تشكك بوجود الفيروس وبعضها يعتبره مسألة إيجابية وابتلاء من الله لا يمكن فعل شيء ضده وما يكتبه الله هو الذي سيحصل مهما فعل البشر، ومنها عدم المبالاة وتجاهل ما يدور حولنا.

صحيح أن المصالح الاقتصادية لها أهمية كبيرة في حياة الناس، وبدون دوران عجلة الاقتصاد لا يستطيع الناس تلبية احتياجاتهم، وهناك ضائقة حقيقية في هذا الشأن، ولكن الحياة بحد ذاتها أغلى من كل التفاصيل، ومحاربة انتشار «الكورونا» تعني الحفاظ على حياة البشر وكل شيء يأتي بعد الحياة كقيمة أولى. وإذا كان الناس معنيين بالعودة للحياة الطبيعية فمن باب أولى الالتزام بما يحافظ على حياتهم ولا يهدرها لأي سبب كان.

بطبيعة الحال لا يمكن التعميم، وهناك كثير من المواطنين الذين التزموا وطبقوا قواعد السلامة بلبس الكمامات والتباعد الاجتماعي، وهذا ما منع الانتشار بصورة أكبر بكثير مما شهدنا اليوم، ولكن إذا استمرت هذه الحالة من عدم الانضباط سنذهب نحو وضع كارثي وضرر ذاتي لا داعي له. وإفشال الحكومة لا يمكن أن يخدم أحداً خصوصاً في هذه الظروف التي نعيشها والتي لا نواجه فيها «الكورونا» فقط، بل والاحتلال الإسرائيلي ومشروع الضم الذي يهدد مشروعنا الوطني وحقوقنا المشروعة.

وسيكون من الصعب علينا أن نواجه السياسة الإسرائيلية العدوانية و»الكورونا» تنخر مجتمعنا وحالة الفلتان الضارة قائمة. بل إن المصلحة الشخصية الذاتية والوطنية العامة تقتضي أن نتوحد ضد «الكورونا» كما ضد الاحتلال ولنختلف ونحل خلافاتنا بالحوار والعقل.

قد يهمك أيضا :  

  نتنياهو: تأجيل الضم أم ضم جزئي؟

  الضم: هل يمكن المراهنة على الموقف الأوروبي؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة «الكورونا» السلوك الخاطئ والضرر الذاتي مواجهة «الكورونا» السلوك الخاطئ والضرر الذاتي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:48 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج العذراء 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 20:30 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

مي هشام تؤكد أن الفوز بكأس مصر لم يكن سهلًا

GMT 14:30 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل بو شوشة تختار ما يناسب ذوقها ولا تعتمد على الماركات

GMT 20:07 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

ظهور بورش 918 سبايدر سعودية بشكل ملفت في ميامي

GMT 01:40 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

تعرّف على أفضل هواتف ذكية تدعم "الجيل الخامس"

GMT 06:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

مشكلات سياسية تواجه "دافوس"

GMT 21:10 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحمد مالك يقدم جوائز مهرجان أفلام الهجرة الدولي

GMT 02:18 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هاني رمزي يكشف صعوبة مواجهة النيجر
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday