الدفيئة
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

الدفيئة

 فلسطين اليوم -

الدفيئة

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

التفسير الوحيد المتوفر لسلسلة التجاوزات التي اتخذت شكلا جماعيا في الأيام التي تلت الإعلان عن تجديد الإجراءات الوقائية في مواجهة تفشي الوباء، هو افتقار "السلطة" للإرادة  في حماية الإجراءات المعلنة من قبلها، واكتفاؤها بالمناشدة والاسترضاء وإحصاء عدد الحالات وتصنيفها حسب المحافظة.

في شروط تشبه الشروط التي يعيشها الفلسطينيون في الضفة الغربية، تحديدا ضعف الإمكانيات، سواء في آلية وأدوات الكشف عن الحالات ورسم سلاسل المخالطين ومطاردة الأعراس والمطربين، وانتظار الضحايا العائدين من الأفراح على حدود المنطقة "سي"، أو في توفير مشافي العلاج وأماكن الحجر، بما يعنيه ذلك من ضغوط مضاعفة على الجهاز الطبي الذي يكاد يقف وحيداً في الخط الأمامي، بينما تتفكك خلفه الجبهة الداخلية بمكوناتها من وعي الناس ودعمهم ودور الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية، والافتقار إلى خطة وطنية لتنسيق كل هذه الجهود في المواجهة.

الجهاز الطبي الفلسطيني وطواقم من الدفاع المدني يشكلان بشجاعة، تكاد تكون استثنائية، الخط الهش الذي يفصلنا عن الكارثة، وهو خط يخسر يوميا من طاقته وتستنزف إمكانياته ويصاب أفراده، بينما تتشكل فجوة كبيرة وراء ذلك الخط من الجهل الذي ينفي وجود الوباء ويتعامل معه بصفته مؤامرة على الوطن، إلى التجهيل ووضع إجراءات الوقاية في موقع المؤامرة على العقيدة والدين ودور العبادة والمتعبدين، الى "ثقافة الاستخفاف" ونزعة التمرد التي تضع الإجراءات في تعارض مع لقمة العيش، إلى أصحاب المصالح الكبرى الذين تضررت تجارتهم، ومن بينهم من يدفع بإجراءات مضادة لتعزيز نزعة التمرد وتغذيتها، ومنحنى هذه الشريحة يبدأ من مطرب أعراس مرورا بمقاول العمال ومهرب البضائع الفاسدة والألعاب النارية من المستعمرات.

تكاد تكون مهمة هذه الشرائح هي تجاهل وصايا الجهاز الطبي الذي يحمل عبء المواجهة، وتبهيت التحذيرات التي يطلقها من موقعه في المقدمة حيث تتفاقم الضغوط وتتضاعف الإصابات وتتوسع مناطق الإصابة ويسجل الوباء نقاطا جديدة، وتهيئة أرقام جديدة من المصابين وضخها نحو أسرة المشافي وأجهزة التنفس القليلة.
تلك هي الدفيئة التي يتحصن فيها الفيروس ويتغذى، قبل أن يخرج نحو الشوارع والبيوت في موجات لن تتوقف إلا بتجفيفها وإغلاق منافذها.

دون ذلك ستواصل "الدفيئة" عملها، وستواصل "السلطة" استرضاءها، وسيواصل الوباء بناء أذرع وأقدام.
يمكن، وإن بصعوبة، تفهم "ديبلوماسية" بعض التصريحات السياسية، أو الرسائل حمّالة الأوجه، أو سياسة "النأي" عن صراعات المنطقة.

يمكن تحليل الصمت والانتظار والتجاهل ولين الرد، ضمن حدود لا تمس الجوهري في الموقف الوطني، ولكن سيكون من الصعب تطبيق ذلك على الخطاب مع "وباء" يجتاح المخيمات والقرى ومراكز المدن، ويسجل مع كل إصابة مؤكدة خمس إصابات محتملة في اليوم التالي.

قد يهمك أيضا : 

  في تذكر الانقلاب والمصالحة

  حين فقدت أعدائي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدفيئة الدفيئة



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 10:32 2024 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

ليدي غاغا تتألّق في حفل جوائز الأوسكار 2023

GMT 08:10 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أحمد زاهر يبدي سعادته بدوره في فيلم "هروب اضطراري"

GMT 16:52 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو موسى يحل ضيفًا على MBC" مصر" الجمعة

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

المُكرّمون في احتفالية محمد صبحي بمسيرته يردون على الهجوم

GMT 03:47 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة استطلاع فرنسية في النيجر

GMT 19:38 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

تنظيم داعش يهاجم مواقع لجبهة النصرة في مخيم اليرموك
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday