مصيدة الفقراء
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مصيدة الفقراء

 فلسطين اليوم -

مصيدة الفقراء

سما حسن
بقلم : سما حسن

تأتي المواسم وتكون القاعدة فيها هي إدخال البهجة على الناس، الكبير والصغير، والغني والفقير، ولكن الحقيقة أن البهجة تدخل للغني أكثر حين يسحب آخر قرش من جيب الفقير، ومهما نال الفقير من معونات وصدقات فهو في النهاية ضحية حاجته وفقره وحرمانه.

يبدو الحديث غامضاً، لكن القليل من التفكير وضرب المثال لشخص فقير يحصل على «شيك» من وزارة الشؤون الاجتماعية مرة كل ثلاثة أشهر، وعلى أساس أن مخصصات الوزارة قد تم صرفها قبل عيد الأضحى بيومين، فالفقير والمحتاج قد وقع ضحية لعروض وابتزاز الأغنياء المبتهجين بالعيد والمستعدين له أتم الاستعداد.

نظرة واحدة إلى السوق، ونظرة أخرى موازية إلى إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدم للتسويق، تكتشف فيها أن الفقير هو الضحية، وأن الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال يكونون له بالمرصاد لسحب ماله القليل والذي لا يـحصل عليه كل يوم وينتظره على أحر من الجمر.

في الأسبوع الأخير من هذا الشهر، تم ضخ مبالغ مالية كبيرة إلى قطاع غزة بلغت ما يزيد على 150 مليون دولار، من ضمنها رواتب الموظفين وكذلك مخصصات الشؤون الاجتماعية، ومعونة المائة دولار التي تقدمها دولة قطر للأسر المحتاجة، وبالتالي فالفقراء والمستورون من صغار الموظفين كان لهم نصيب الأسد، والمتتبع لهذا الرقم الضخم يمكن أن يعتقد أنه كفيل بأن ينعش الوضع الاقتصادي في غزة وهو الوضع المنهار أساسا، خاصة في الأشهر الأخيرة، ولكنه للأسف لن ينعش الاقتصاد ولن يعود بفائدة إلا على التجار ومروجي الكماليات.

للأسف الإنسان الفقير ينساق وراء المظاهر والإعلانات، ويكون أكثر رغبة في شراء كماليات من أول مبلغ صغير يحتاجه على سبيل التجربة، أو عدم حرمان نفسه وصغاره وهو لا يعرف أنه يقع ضحية لمروجي الكماليات، وبذلك يلح الطفل الصغير على والده الفقير، وتلح الفتاة الشابة على والدها لكي يشتري من هذه الكماليات، مثل: علب الهدايا الخاصة بخروف العيد، ألعاب العيد على شكل خروف، وعلب الحلويات المخصصة لتقديم الضيافة للضيوف.

وعلى سبيل المثال، نكتشف أن الفقير عندما تغريه بضاعة ويشتريها قد وقع في فخ الغني الذي يريد أن يثرى أكثر، ولو دققنا ودخلنا بيت الغني فهو لا يمتلك في بيته مثل هذه العلب؛ فهو في قرارة نفسه يراها كماليات ويسخر من الآخرين الذين يشترونها ولا يعرفون كيف يديرون أموالهم قليلة كانت أو كثيرة.

لسنا في محاضرة تنمية بشرية، ولكننا أمام الفخاخ التي يقع فيها الفقراء في هذه المواسم، وأمام عدم مقاومتهم لإغراء البضائع وليس لإغراء الإعلانات وطرق الترويج التي تطارده ليل نهار، وفي النهاية فهو سوف ينفق كل ما حصل عليه لشراء ما سوف يكتشف أنه ليس بحاجة له.

نحن بحاجة للتخطيط السليم في بيوتنا، وتنظيم دورات تثقيفية للأمهات والزوجات الحديثات العهد بالزواج، فأمام وضع اقتصادي صعب، وورطة اقتصادية في الوقت الحالي خلفتها ظروف كثيرة، سواء على الصعيد السياسي أو الصحي، فنحن بحاجة لألا نكون ضحايا لتجار الحروب والأزمات، والفرحة في العيد ليست بكماليات ولا منشورات ولا زينة باذخة وفارغة، فالفرحة بالاجتماع والمحبة والعفو والتصالح، وبالتالي فنحن نريد أن نعود لأصالتنا، ولا نترك الآخرين يستغلون فقرنا أو جهلنا أو حتى  انبهارنا اللحظي الذي يعقبه الندم.

قد يبدو الحديث مكرراً، لكنه ليس كذلك، فنحن اليوم في ظروف اقتصادية صعبة وزيادة سكانية على مستوى قطاع غزة لا توصف، وأولادنا بحاجة للاستمرار أقوياء ومتعلمين ورواداً، ولن يكون ذلك بلهاث الكبار خلف المظاهر، ولا باتباع الترويجات. يجب أن نعلمهم ونعلم أنفسنا الاقتصاد ليوم أسود، نحن يجب أن نخفي قرشنا الأبيض كما كنا نخفيه في أكياس نقود أمهاتنا في صدورهن الدافئة المليئة حباً وحناناً، وخوفاً علينا لا استغلالاً لنا.

قد يهمك أيضا : 

  ذكريات في ذكرى غسان كنفاني

   التوجيهي والمزورون الصغار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصيدة الفقراء مصيدة الفقراء



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 16:06 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 08:37 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 04:31 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الأسد الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 09:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 18:07 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

تيانجين الصيني يسعى لضم فاجنر مهاجم بايرن ميونخ

GMT 05:48 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

ضابطة محجبة تحكي تعرّضها لتحرش لفظي وتهديد بقطع الرقبة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday