ياباني أصلي
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

 فلسطين اليوم -

ياباني أصلي

سما حسن
بقلم : سما حسن

اخترتُ لنفسي ولأولاد الحجر المنزلي، رغم عدم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا في غزة حتى الآن. قررت أن أتبع أسلوب الوقاية خير من العلاج، وهكذا شدتني هذه الأيام نحو جهاز التلفزيون، وقررت متابعة فيلم عربي، هو فيلم "ياباني أصلي".تبدأ أحداث الفيلم بزوجة يابانية لشاب مصري يعيش في حارة شعبية، والحارة هي صورة مجسمة للتخلف الذي تعيشه الكثير من المناطق العربية التي لا تزال ترى أن الفوضى هي عنوان الحياة، يقل شيئاً فشيئاً شغف وانبهار السيدة اليابانية بالحارة الشعبية العربية، وللعلم فكل الحارات العربية تتشابه، فهناك الأصوات العالية والمقاهي الشعبية والاكتظاظ واختلاط النساء والأطفال والرجال في أماكن بيع الخضار وعلى الشرفات، وغيرها من العلامات المسجلة لكل حارة، ولا يمكن أن يكون هناك حارة دون سيدة تضرب طفلها وتلاحقه في الشارع مثلاً أو تدعوه بأفظع الألقاب، ولا يمكن ان تكون هناك حارة شعبية صميمة بلا سيدة تسكب ماء الغسيل من الشرفة او من فرجة باب بيتها نحو الشارع، او نحو المارة بالتحديد.

وهكذا انطفأ شغف السيدة التي أصبحت أماً لطفلين توأمين، وتحايلت كما تفعل كل الزوجات الاجنبيات بحجة زيارة أهلها في وطنها الأم وهربت بالطفلين إلى اليابان، بعد أن طلقت نفسها من الزوج المكلوم، وقد اشترطت عليه حقها في تطليق نفسها بنفسها.قصة الفيلم تتناول قضيتين، وهي زواج العربي بأجنبية، كون الشاب العربي لا يمتلك مهراً ولا تكاليف زواج.القضية الثانية والمهمة التي تناولها الفيلم هو الهوة الشاسعة بين حضارة اليابان وتقدمها التكنولوجي وبين البلاد العربية، فقد عاد الطفلان لمسقط رأس أبيهما، وقد تبين لهما منذ اللحظة الأولى هذا الفرق الواسع، ولكن الغريب أن المؤلف كان مصمماً على إظهار استمتاع الطفلين بحياة الحارة، رغم ان هناك الفاظاً بذيئة وأساليب نصب ظاهرة في تعامل الناس مع بعضهم، مثل التعامل مع الميكانيكي ومن يقوم بإصلاح الأجهزة الكهربائية.

على الجانب الآخر فالسفارة اليابانية راقبت الوضع، ورأت ما قام به الأب وأهل الحارة من أخطاء فادحة لا تليق بأن تكون في بيئة طفلين، وتقرر سحبهما من والديهما، ولكن الأب يتنازل هذه المرة عن الطفلين، وأهل الحارة يقررون ان يغيروا حياتهم من أجل ان يبقى الطفلان في مصر وفي الحارة.يقرر أهل الحارة أن يتخلوا عن الفوضى والقذارة والعشوائية والغوغاء، وأن يتعاملوا بنظام وترتيب وذوق، وتختفي الضوضاء من الحارة ويعم الهدوء وتنتشر مظاهر النظافة في كل مكان، وتصبح الحارة كأنها "حارة في ريف لندن"، ولكن الأب يصر على تسليم الطفلين لأمهما، لأنه يرى ان التغيير يجب أن يشمل كل الوطن، فولداه لن يبقيا في الحارة طيلة حياتهما.
رأى الأب أن التغيير يجب ان يكون إلى الأبد، وليس لفترة معينة، فهو لديه يقين أن الحارة سوف تعود لسابق عهدها، كما لا يثق بأن بلده مناسب للعيش.
ربما اليأس وعدم الثقة كانا سبباً لتخلي الأب عن ولديه، ولكنهما اختارا الأب وتركا الأم، والسبب أن الحياة في اليابان تكاد تتحول لحياة آلية، والطفلان كانا سعيدين بعمتهما وزوجها ومشاعرهما البسيطة غير المتكلفة.
ربما لو ببعض الأمل سوف تتغير حارتنا الشعبية، سوف نتغير ليس لأن في حارتنا طفلين من كوكب اليابان، ولكن هناك وباء قد بدأ يزحف وهو يهزنا بعنف قبل أن يصلنا، نأمل أن يتوقف، ولكن نأمل أن هزته لنا تبقى عنيفة ولا ننساها، فهل ننسى؟؟؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياباني أصلي ياباني أصلي



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 19:58 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

4 انتصارات في ختام دوري الدرجة الأولى

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:59 2019 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

منتزهات" الطائف" للتمتع بالطبيعة الخلابة والمساحات الخضراء

GMT 10:59 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

قائمة المرشحين لحصد جوائز "أوسكار" 2019 تخرج إلى النور

GMT 07:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مؤثرة من الأميرة هيا بنت الحسين إلى شقيقها الأميرعلي

GMT 00:52 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اليابان تكشف النقاب عن الروبوت الأسرع في العالم

GMT 08:10 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سارة نخلة تُشارك في مسلسل "هبة رجل الغراب 4"

GMT 05:51 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

"رجال الأعمال" "قرار 800" يدفع الشركات الأجنبية للهروب من مصر

GMT 08:29 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لأفضل 12 وجهة سياحية للسفر في احتفالات الكريسماس"

GMT 16:56 2019 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار سيارات كيا جراند سيراتو في السوق
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday