مصـر أفــواه وأرانـب
آخر تحديث GMT 04:53:15
 فلسطين اليوم -

مصـر: "أفــواه وأرانـب"!

 فلسطين اليوم -

مصـر أفــواه وأرانـب

بقلم : حسن البطل

هاكم ثلاثة معطيات رقمية ـ ديمغرافية لثلاث دول شرق أوسطية، وحاولوا أن تجدوا فيها خلافاً أو وفاقاً مع قصيدة أمير الشعراء، في حينه، أحمد شوقي: «نصحتُ ونحن مختلفون داراً/ ولكن كلنا في الهمِّ شرق».
إسرائيل: قبل أيام، ورد خبر في الصحف الإسرائيلية، مفاده: «لأول مرة يتساوى عدد الولادات اليهودية مع عدد الولادات الفلسطينية». لا أعرف هل هذا المعطى الديمغرافي يشمل البشر من «الخط الأخضر» حتى الساحل، أم من النهر إلى البحر، علماً أن رحم الحريدية اليهودية يخلّف حتى خمسة أضعاف العلمانية الإسرائيلية.

تركيا: كم سيبلغ عديد سكان تركيا في العام 2023 (المصادف لمرور قرن على التأسيس الجمهوري الأتاتوركي؟) رئيس حزب العدالة والتنمية ساق، قبل شهور، سياسة لتشجيع زيادة النسل، وبموجب برنامج الدعم الأسري، ستساهم الحكومة بتقديم إعانة 300 دولار للطفل الأول، وضعفها للطفل الثالث، سواء أكانت الوالدة التركية في البلاد أو خارجها. كذا ستدفع 15% من تكاليف زواج التركي وتأثيث بيته. أيضاً، الخريج الجامعي في القطاع الخاص تتحمّل الدولة راتبه لمدة عام من تعيينه!
مصر: بين حزيران 2016 وتشرين الثاني من العام ذاته، ازداد عديد سكان مصر مليون نسمة، وصاروا 92 مليوناً!
هذا يعني، حسب الجهاز المركزي المصري للإحصاء، أن معدل الازدياد في مصر يفوق معدله في الدول المتقدمة بخمسة أضعاف؛ وفي الدول النامية بمعدل الضعفين، نتيجة مولود جديد كل 17 ثانية.

في الحصيلة؟ ازداد عديد سكان مصر 17.3 مليون نسمة خلال عشر سنوات 2006 ـ 2016.. مع طرح عديد الوفيات من عديد الولادات.

على ما أتذكّر، كان عديد المصريين بعد ثورة يوليو 1952 أكثر بقليل من 23 مليون نسمة، وفي مرحلة ما بعد ناصر، أنتجت السينما المصرية فيلماً بعنوان «أفواه وأرانب»، عن فرط ازدياد سكان يعيشون على 7.8% من مساحة مصر البالغة مليون كم2.

قبل ثورة يوليو الناصرية، قال أحمد شوقي في صدر بيت شعري «نصحتُ ونحن مختلفون داراً»  وفي عجز البيت «ولكن كلنا في الهمِّ شرق» في قصيدته الشهيرة: «سلامٌ من صبا بردى أرقُ/ ودمعٌ لا يُكفكَفُ يا دمشقُ» متعاطفاً مع ضحايا قصف مدفعي للاحتلال الفرنسي لدمشق!
الشرق في القصيدة إياها يعني هذا الشرق الأوسط (الذي كان يسمى الشرق الأدنى) وصارت شعوبه ودوله غارقة في همِّ حروب طائفية ومذهبية، إقليمية ودولية، فاقت في خسائرها بأرواح البشر مرحلة الحروب الحدودية بين الجيوش، ناهيك عن ملايين اللاجئين في بلادهم أو إلى خارجها.. والخراب العميم!

يبدو أن سياسة الحدِّ من النسل، وتنظيم الأسرة، وتوزيع واقيات من الحمل، قد فشلت في مصر، وتبعاً لهذا الفشل ازداد الاختلال بين معدلات النموّ الاقتصادي ومعدلات ازدياد السكان، بحيث يعيش ربع سكان مصر تحت خط الفقر.
إلى ذلك، هناك اختلال فادح في توزيع سكان مصر، حيث تزدحم القاهرة بـ 9.5 مليون نسمة (10.4% من السكان) بينما نسبة السكان في شبه جزيرة سيناء، 60 ألف كم2، لا يتعدّى الـ0.2%، ويعرقل الإرهاب الإسلامي خطط تنمية سيناء، التي هي «درع مصر» في مواجهة إسرائيل.

لعلّ كلمة «مصاري» منسوبة إلى مصر، عندما كانت مصر في حالة رخاء وتوازن بين سكانها ومستوى معيشة أهلها، كما كان يقال «تبغدد» عن حال أهل بغداد والعراقيين في زمن رخاء سالف، أيام الإمبراطوريات العربية ـ الإسلامية، ولو أن الشاعر مظفر النواب قال بعدها: لم يمرّ عام على العراق عام دون جوع؛ قبل حروبه، التي جعلته الآن مع سورية «دار حرب» واقتتال وخراب.

تحاول حكومة مصر، بعد الانتفاضة في «ميدان التحرير»، ثم انتفاضة الجيش اللاحقة، إجراء إصلاحات قاسية، منها تعويم قيمة صرف الجنيه، بحيث صار كل دولار 17ـ18 جنيهاً، أي أن المصري الفقير عليه تدبير قوت يومه بدولار واحد يومياً.
حدّثني زميل فلسطيني من غزة كان يدرس في جامعات مصر، قبل حرب العام 1967، أن عبد الناصر وظّف طلاب أهل غزة في مصر في جهاز الحكومة، براتب شهري (ماهيّة) بـ12.5 جنيه، كانت تكفي آنذاك، وفي زمن غنى فيه عبد الحليم حافظ «من أموالنا/ بإيد عمّالنا/ قلنا حَ نبني/ وده إحنا بنينا السد العالي».

حالياً، تبحث مصر عن مليارات الدولارات قروضاً عربية ودولية لتعويم الاقتصاد، وتقوم بخطط استراتيجية عملاقة لتوفير عمل لملايين الخرّيجين، ولكنها تخسر في معادلة توازن معدلات النمو الاقتصادي مع معدلات ازدياد السكان.
هذا اختلال راهن، أيضاً، في سورية والعراق واليمن وليبيا، لكن الاقتصاد التركي والإسرائيلي في حالة ازدهار ونموّ، وربما سيصبح الحال في إيران هكذا بعد رفع العقوبات عنها.

لا تستطيع حكومات مصر الاقتداء بسياسة الصين: ولد واحد لكل زوجين، فهل تنجح في رفع معدلات النمو الاقتصادي لتستوعب معدلات الازدياد السكاني؟ كانت مصر «هبة النيل» والآن صارت مياه النيل مشكلة أخرى من مشاكل مصر مع دول حوض النهر، أطول أنهار العالم وليس أغزرها مياهاً.
كانوا يتحدثون عن «حروب النفط»، آبار وخطوط نقله وأسعاره، ثم عن «حروب المياه».. لكن الحروب الأهلية والمذهبية جاءت لتكون «ضغثاً على إبالة» ومعها الانفجار السكاني في دول، وشحة المولودية في دول أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا وروسيا.

«ريح على نار»
في أغنية نجاة الصغيرة لقصيدة نزار قباني تتحدث عن حبّ لحبيب عائد: ومنها «الحرائق في دمي».. لكن الحرائق في فلسطين جاءت بعد ريح جافة استمرت ستة أيام، مع رطوبة 10% فقط.
يبدو أن البعض في إسرائيل، مثل نفتالي بينيت (وبدرجة أقلّ نتنياهو)، صار مثل تنّين صغير ينفث النار العنصرية من فمه محرضاً على سلطة فلسطينية «تشجع على إضرام النار في الصباح، وترسل سيارات الإطفاء إلى حيفا في المساء»!
كان أوري أفنيري قد تساءل: بأيّ صمغ يلصق بينيت القبّعة المطرّزة على رأسه الأصلع؟ الذي جعله من عقول الهاي ـ تيك وصاحب لسان ينفث رياح العنصرية على النار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصـر أفــواه وأرانـب مصـر أفــواه وأرانـب



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

القاهرة - فلسطين اليوم
هيفاء وهبي خطفت الأنظار بالتزامن مع احتفالها بعيد ميلادها بأناقتها ورشاقتها التي ظهرت بها خلال حفلها الأخير الذي أحيته في قطر، حيث أبهرت النجمة اللبنانية جمهورها على المسرح بطلتها اللامعة بفستان مرصع بالكامل بحبات الكريستال، وبهذه الإطلالة تعود هيفاء وهبي لستايل الفساتين المجسمة التي تتباهي من خلالها بجمال قوامها وهو التصميم الذي كانت تفضله كثيرا أيقونة الموضة، وذلك بعد اعتمادها بشكل كبير على صيحة الجمبسوت التي أطلت بها في معظم حفلاتها السابقة. هيفاء وهبي سحرت عشاقها في أحدث ظهور لها على المسرح خلال حفلها الأخير بقطر بإطلالة جذابة بتوقيع نيكولا جبران، حيث اعتمدت أيقونة الموضة مجددا التصميم المحدد للقوام مع الخصر الذي يبرز بقصته الضيقة مع الحزام جمال قوامها، حيث تمايلت هيفاء وهبي على المسرح بأسلوبها الأنثوي المعتاد بف...المزيد

GMT 00:13 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 14:19 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 08:30 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"العقرب" في كانون الأول 2019

GMT 11:41 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:54 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

حقائق مثيرة عن العضلة الأهم في جسم الإنسان

GMT 21:54 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

"خريف" يحصد جائزة أفضل عمل في مهرجان "المسرح العربي"

GMT 14:18 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

روسيا توصلنا لاتفاق يرضي جميع الأطراف

GMT 11:52 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

صلاح يصارع من أجل الفوز بالحذاء الذهبي

GMT 17:07 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يبدأ تصوير الملصق الدعائي لبرنامج "ذا فويس كيدز"

GMT 13:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

كشف حقيقة صور هيفاء وهبي المفبركة على مواقع التواصل

GMT 06:09 2016 الجمعة ,02 كانون الأول / ديسمبر

مركبة "UFO 2.0" يخت مستقبلي بمثابة فيلا إنيقة

GMT 18:51 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

أسباب وفوائد كثيرة للشروع في الدراسات العليا
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday